ملفات وتقارير

السوريون بتركيا تابعوا الانتخابات وعينهم على تجربتهم بمصر

فتحت تركيا أبوابها أمام السوريين - أرشيفية
فتحت تركيا أبوابها أمام السوريين - أرشيفية
يعلو صوت التلفاز على إحدى القنوات الإخبارية، يظهر محلل سياسي وآخر صحفي للحديث عن نتائج الانتخابات التركية والسيناريوها التي قد تحصل بعد فقدان حزب العدالة والتنمية الإسلامي الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية في تركيا. يجتمع السوريون في مدينة أنطاكيا الواقعة في إقليم هاتاي التركي ليتابعوا التحليلات بوجوه يبدو عليها القلق، مع بعض التفاؤل بين الفينة والأخرى.
 
خوف على الوضع العسكري في سوريا

يقول أحد الجالسين: "والله إنني أخشى على شيء واحد، وهو تغيّر مجريات الوضع العسكري في سوريا، فقد تكون هذه النتائج لها تأثير مباشر على الوضع الداخلي ومنه العسكري".

ويتابع: "في الآونة الأخيرة كان الوضع العسكري جيدا واستطاع الثوار أن يحققوا تقدما وانتصارات كبيرة، فأي تغير في السياسة التركية قد يؤثر بشكل سلبي على هذه المجريات".

يضحك أحد الجالسين ويدعى أحمد، ويقول: "أنا أتصفح الآن الـ "فيسبوك"، وأرى الاهتمام السوري بالانتخابات بسبب أهميتها بالنسبة للسوريين، ولكن حتى الآن أرى الانتقادات اللاذعة للنظام السوري، المتمثل بالأسد الأب والابن، الذي غيّبنا لعقود عن هذه التجربة، فقد شعر السوريون بمذاق التجربة الديمقراطية، وأحس بهذه التجربة التي فقدناها لعشرات السنين".
 
حلب على خطوط النار

بينما يتناقش الجميع كان أحد الحضور في السهرة الشبابية صامتا. قال له أحد الجالسين "أسمعنا صوتك رافع".

يتنهنه رافع ويبتسم ابتسامة ترتسم على وجهه المكبل بمئات الهموم التي يحملها كل سوري، ثم يقول: "أنا يهمني مدينتي حلب، لأنها هي التي ستتأثر بأي تغير تركي، فهي لديها خطوط نار مع النظام، ولديها خطوط نار بين الثوار وتنظيم الدولة، وخط نار ثالث سيحصل في أي تغير طفيف في السياسة التركية، لكن هذا الخط سيكون سياسي ومتوتر وله التأثير الأكبر على المدنيين والأهالي، والحركة التجارية، والمعابر الطبية والإنسانية

ويتابع رافع: "أدعو الله أن لا تتغير السياسة التركية، لأنه كما يقول المثل "بدون دق عم نرقص" ولا ينقصنا هموم تزيد على همومنا في الداخل والخارج".

هل نحزم حقائب السفر؟

من جهتها، تقول الناشطة ماجدة سعد: "أنا أتمنى نجاح حزب العدالة والتنمية والشهير عند السوريين باسم حزب أردوغان.

وتضيف: همنا الوحيد في المهجر هل سنبقى هنا (تركيا)؟ وما هي السياسة الجديدة تجاه السوريين؟ وهل عليهم أن يحزموا حقائب السفر للمغادرة؟ أو أن الأمر سيبقى كما كان".

والكثير من الأسئلة تدور في كثرة التحليلات والسيناريوهات بعد فقدان حزب العدالة والتنمية، المناصر للثورة السورية، الأغلبية في البرلمان التركي.
 
المصير المجهول

وتتابع الناشطة ماجدة، التي تقيم في مدينة عنتاب التركية حديثها لـ"عربي21"، قائلة: "نخاف من المستقبل الذي ينتظرنا، فنحن لا نستطيع أن نعود إلى مناطق قوات النظام، لأننا مطلوبون له، فأنا مثلا مطلوبة لكافة فروع المخابرات والأمن السوري بعد اعتقال صديقي، والاعتراف على جميع نشاطاتنا المناهضة لنظام الأسد في دمشق، والتي بدأنا بها منذ انطلاق الثورة السورية".

وترى ماجدة، التي تركت مدينتها دمشق وأقامت في تركيا، أن أي تغير في نتائج هذه الانتخابات لصالح الأحزاب التي وعدت بإخراج السوريين يعني نحن أمام مصير مجهول".

نظام السيسي سيناريو مرعب للسوريين 

مروان سالم، أحد الناشطين الإعلاميين في حلب، عبر عن اعتقاده، في حديث لـ"عربي21"، بأن "الثورة السورية مرتبطة بشكل كبير بالوضع الداخلي التركي، وخاصة مع وجود أحزاب سياسية منافسة ومعارضة للرئيس (رجب طيب أردوغان)، إضافة لمناصرتها للنظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد".

ويوضح سالم أن السنوات الأربع الماضية "التي مرت على الساحة السورية" أثبتت "غياب كبير للأنظمة الحاكمة العربية في الشأن السوري، لا بل هناك تدخل لبعضها لتسهيل عملية قتل السوريين، وعلى سبيل المثال مصر كحكومة يترأسها (عبد الفتاح) السيسي، وهو السيناريو الذي نخافه، ونعتبر من خلاله تحول النظام المصري بين يوم وآخر من دولة مناصرة للثورة لأخرى تعرقل خطواتها".

لا نريد أن نبني أحلامنا في بلاد الغربة

ويقول الشاعر السوري محمد أحمد خليفة، من مدينة حلب، أن في تركيا، وما يهمني هو حزب يخدم تواجدنا (في تركيا) بغض النظر إذا كان العدالة والتنمية أو غيره؛ لأن تركيا دولة يحكمها القانون وليست كالأنظمة لدينا تسيير خلف شخص يضع الأحزاب والمصلحة العليا لبلاده لمصالحه ومصالح حاشيته".

ويعتقد خليفة أن "الحل الأفضل لنا (السوريين) هو أن نتخلص من هذا النظام (في سوريا) ونعود لبلدنا، قبل أن نتشبث أكثر ببلاد المهجر ونبني أحلامنا ومستقبلنا في الغربة".
التعليقات (0)