مقالات مختارة

هل الشرق الأوسط مسرح الفشل الذريع للولايات المتحدة الأمريكية؟

محمد بارلاس
1300x600
1300x600
هل الولايات المتحدة الأمريكية، هي الجهة التي تقف وراء من يسعون لتدمير عملية السلام الداخلي التي من شأنها فتح الأفاق أمام تركيا؟ وأين موقع واشنطن في دائرة العلاقات المتداخلة المعقدة التي ما إن ذُكرت تُذكر معها منظمة "بي كا كا- حزب العمال الكردستاني"، وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش

وهل لا يرى المتحدثون الرسميون الذين يدلون بتصريحات مستمرة في كل الموضوعات تقريباً في واشنطن، أن هناك كمية من هذه الأسئلة لدى البؤر التي تشكل الرأي العام في تركيا؟ وهل الموظفون الأمريكيون في أنقرة واسطنبول الذين يقدمون تقارير إلى واشنطن، لا يبلغون عواصمهم "رياح الشك" التي تجتاح دولة حليفة؟
 
قائمة الفشل الذريع تتضخم 

في الواقع حينما ننظر للأمر من زاوية أوسع، تبدو قبالتنا حقيقة واضحة ووضوح الشمس مفادها، أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، مليئة بالإخفقات وحالات الفشل الذريع.

ولقد تضخمت قائمة الفشل الأمريكي الذي بدء من إيران واستمر في العراق وسوريا، لأن الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين، لم ينقلوا حقيقة تلك الدول بشكل صحيح إلى واشنطن. ومن هذا الفشل أن القضية الفلسطينية باتت بدون حلٍ، وغزة تتعرض بين الحين والآخر لمجازر، ناهيكم عن تسليم مصر للسيسي.

وهذه القائمة ستتضخم أكثر فأكثر بالنسبة لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط، إذا كانت الجهات الفاعلة التي تقف وراء المحاولات التي تستهدف السلام الداخلي في تركيا ومستقبلها، وتستثمر مسألة "كوباني-عين العرب" بتحقيق أهدافها، لازالت تثق في واشنطن.
 
يخطئون دائما:

لا جرم أن الدبلوماسيين الأمريكيين، قد أخطئوا فهم واستيعاب أحداث منتزه "غزي" التي شهدتها تركيا العام الماضي، وكذلك محاولات الانقلاب التي تبناها الكيان الموازي، وخطئهم في الفهم يؤدي بطبيعة الحال إلى توجيه واشنطن بشكل خاطئ وفق معطيات غير صحيحة، وعلينا أن نتذكر ذلك جيدا. فهؤلاء الدبلوماسيين والموظفين لم ينقلوا لواشنطن حقائق تركيا الجديدة، تماما مثلما صبوا جل همهم على من قاموا بأعمال العنف التي شهدتها تركيا، ولم يعبأوا بالملايين الذين خرجوا وصوتوا في الانتخابات المحلية والرئاسية الأخيرة للعدالة والتنمية. 
 
ماذا سيفعل السفير "جون باس":

وها هو نفس الوضع، ونفس المحاولات تتكرر بشأن عملية السلام الداخلي في تركيا... لكن الكتلة العريضة من الشعب التركي، تدعم استمرار تلك العملية.. وتعرف جيدا كيف جرت السياسة الخاطئة للولايات المتحدة الأمريكية، العراق إلى عالم من الفوضى. ومن ثم يتعين على المتحدثين باسم الولايات المتحدة أن يؤكدوا بكل وضوح أن بلادهم لا تقف وراء المحاولات التي تهدف إلى نقل هذه الصور المظلمة إلى داخل تركيا.

وإذا كان السفير الأمريكي الجديد "جون باس"، لا يريد أن ينهي عمله في تركيا بفشل كبير كسلفه "ريكاردوني"، يتعين عليه أن يتخذ خطوات من شأنها تبديد الشكوك الموجود لدى المجتمع التركي، حيال الولايات المتحدة. وعليه أن يوضح بشكل جلي، أن واشنطن لا تقف وراء المنظمات الإرهابية التي تستهدف وحدة تركيا.

(عن صحيفة صباح التركية، خاص لـ"عربي21" 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2014)
التعليقات (0)