سياسة عربية

"علماء المسلمين": استقبال أردوغان لقيادة "حماس" خطوة في الطريق الصحيح

اتحاد العلماء المسلمين يدعو القيادة التركية إلى مضاعفة جهودها في نصرة الفلسطينيين، والعمل بكل السبل السياسية من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة.. الأناضول
اتحاد العلماء المسلمين يدعو القيادة التركية إلى مضاعفة جهودها في نصرة الفلسطينيين، والعمل بكل السبل السياسية من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة.. الأناضول
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقيادة التركية جميعا، إلى مضاعفة جهودهم من أجل وقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

جاء ذلك في تصريحات خاصة للأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محمد الصلابي، لـ "عربي21"، تعليقا على استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقيادة حركة المقاومة الإسلامية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

ووصف الصلابي اللقاء بأنه خطوة في الطريق الصحيح، وقال: "الموقف التركي من العدوان على قطاع غزة أساسي لتعديل ميزان القوى إقليميا، ونجدة الفلسطينيين، في ظل تكالب الاحتلال وأعوانه عليهم".

وقال: "لم يكن استقبال الرئيس رجب طيب أردوغان لقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في ظل هذه الحرب البشعة التي يخوضها الاحتلال ضد الفلسطينيين مفاجئا، حيث إن تركيا أعربت منذ اليوم الأول للحرب عن انحيازها لصالح الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة. ولا شك أن استقبال قيادة المقاومة اليوم في وقت يشدد فيه الاحتلال وأعوانه على استئصال المقاومة وإنهائها، يمثل رسالة واضحة بأن الفلسطينيين ليسوا بمفردهم في هذه المواجهة".

ودعا الصلابي "القيادة التركية إلى مضاعفة جهودها في نصرة الفلسطينيين، والعمل بكل السبل السياسية من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة، التي فاقت في بشاعتها كل الجرائم في العصر الحديث".

وأشار إلى الاستعدادات التي انطلقت فعليا في ميناء توزلا التركي لتحالف أسطول الحرية من أجل انطلاق سفن كسر عن غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، ومشاركة مئات من المتضامنين والنشطاء والشخصيات العامة من أكثر من 30 دولة حول العالم، وقال: "هذه الجهود الشعبية والمواقف الرسمية من شأنها أن تقوي من الموقف الفلسطيني الصامد في مواجهة الاحتلال".

وأكد الصلابي أن أهمية الموقف التركي الرسمي والشعبي تكمن في المكانة التي تحظى بها تركيا إقليميا ودوليا، وقدرتها على ممارسة نفوذ سياسي يمكنه أن ينهي هذا العدوان.

وأضاف: "المطلوب من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الاستمرار في الضغط شعبيا من أجل وضع حد لحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين، والعمل على حماية المسجد الأقصى الذي يتعرض للتهديد والتهويد بشكل كبير"، وفق تعبيره.

واستقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس السبت، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في إسطنبول، وبحث معه في اجتماع مغلق في مكتب الرئاسة بقصر "دولمة بهتشة" الحرب الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة.

وأكد أردوغان لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن "تركيا ستواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون"، وشدد على "الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني في التحرك خلال هذه المرحلة".

كما أكد الرئيس التركي خلال الاجتماع على "مواصلة تركيا مساعداتها الإنسانية لفلسطين، وإرسالها في هذا الإطار أكثر من 45 ألف طن من المساعدات".

وقال أردوغان إن "تركيا نفذت سلسلة عقوبات ضد إسرائيل، بما فيها قيود تجارية".

وشدد الرئيس التركي على أن "إسرائيل ستدفع حتما يوما ما ثمن الظلم الذي تمارسه على الفلسطينيين"، حسب قوله.

وأثار اللقاء غضب الاحتلال الإسرائيلي، حيث نشر وزير خارجيته، يسرائيل كاتس، صورة تجمع الرئيس التركي بهنية، وعلق عليها باللغة التركية "الإخوان المسلمون: اغتصاب ومجازر وتدنيس الجثث وحرق الأطفال".

وأضاف في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس" مخاطبا أردوغان ومشيرا إلى اسمه: "يجب عليك أن تخجل".

من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي الأسبق، زعيم حزب "المستقبل" المعارض، أحمد داود أوغلو، إلى تفعيل التضامن العالمي مع قطاع غزة؛ من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني للشهر السابع على التوالي.

وقال داود أوغلو في بيان عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنه وضع خطة إلى تفعيل التضامن العالمي عبر 10 عناصر أساسية، أولها إعلان يوم 15 أيار/ مايو الموافق لذكرى النكبة التي بدأت في عام 1948، كيوم للتضامن العالمي، لوضع حد للنكبة" المستمرة، وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.

وبالتوازي مع حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يصعّد الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.

وتتواصل الحرب المدمرة على غزة، مخلفة أكثر من 110 آلاف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
التعليقات (0)