ملفات وتقارير

8 سنوات على "الانتفاضة الثالثة" بالضفة.. والمقاومة تتصاعد أمام انتهاكات الاحتلال

تعود بدايات الانتفاضة لأواخر يوليو 2015 بعدما أحرق مستوطنون منزل عائلة دوابشة- الأناضول
تعود بدايات الانتفاضة لأواخر يوليو 2015 بعدما أحرق مستوطنون منزل عائلة دوابشة- الأناضول
مرت ثماني سنوات على أحداث "الهبة الشعبية" أو انتفاضة القدس في تشرين الأول/ أكتوبر، والتي تصاعدت عقبها عمليات المقاومة الفلسطينية حتى عامنا هذا، حيث شهدت عمليات طعن ودهس طالت المستوطنين وجنود الاحتلال، بعد انتهاكات وعمليات تنكيل ضد الفلسطينيين.

وقبيل "الهبة الشعبية" شهدت المناطق الفلسطينية انتهاكات إسرائيلية، أبرزها استشهاد الطفل محمد أبو خضير، وإضراب الأسرى بالسجون، واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، وصولا لإحراق المستوطنين لمنزل عائلة دوابشة في تموز/ يوليو 2015.
 

ماذا حدث؟
وبلغ عدد الشهداء منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015 حتى نفس الشهر عام 2017، أكثر من 347 شهيدا من بينهم 79 طفلا و17 امرأة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وطغت سياسة الإعدام والقتل العمد ضد الشبان والفتيات على الحواجز الاحتلالية المنتشرة بحجج وذرائع واهية، حيث أعدمت قوات الاحتلال ما يزيد على الـ 180 مواطنا على الحواجز دون تشكيل أية خطورة على جنود الاحتلال.

وانتهجت قوات الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الشهداء والمماطلة بتسليمهم لذويهم من أجل دفنها.

وهدم الاحتلال خلال عامين 1572 منزلا ومنشأة فلسطينية منها 663 بيتا سكنيا، و909 منشآت زراعية وصناعية وتجارية، أدت إلى تشريد عائلات بأكملها وإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة على المواطنين الفلسطينيين.

وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها دولة الاحتلال، تم هدم وتفجير 41 بيتا تعود لعائلات شهداء وأسرى ممن تتهمهم دولة الاحتلال بتنفيذ عمليات ضدها.

وجرى خلال هذه الفترة اعتقال أكثر من 15 ألف مواطن، من بينهم 5 آلاف حالة اعتقال من القدس وحدها، وتم تسجيل ارتفاع في نسبة ممارسة التعذيب بحق المعتقلين عن ما كانت عليه قبل اندلاع هبة القدس.

ومن بين المعتقلين 4 آلاف حالة جرت في صفوف الأطفال لمن هم أقل من 18 عاما، إضافة إلى 370 حالة اعتقال لفتيات ونساء، وقد صدر خلال الفترة المذكورة 3200 قرار بالسجن الإداري ما بين قرار جديد وتجديد اعتقال.

مهند الحلبي أيقونة الهبة الشعبية
وكان الشهيد مهند الحلبي من أبرز شهداء هبة 2015، بعدما نفذ عملية طعن في باب الأسباط ببلدة القدس القديمه على أثرها قتل مستوطنين وجرح آخرين، وينظر للعملية على أنها بداية "انتفاضة السكاكين".

وفي الأول من أيلول/ سبتمبر 2016، هدم الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الشهيد الحلبي شمال رام الله بالضفة الغربية، ما أطلق حملة شعبية لمساندة الأسرة من أجل إعادة بناء المنزل.
 
   

اظهار أخبار متعلقة


ثورة السكاكين
لم تكن "انتفاضة السكاكين" الأولى من نوعها، بل إن البعض أطلق عليها اسم "ثورة السكاكين الثانية"، وأنها امتداد للهبة التي أطلقها الأسير المحرر عامر أبو سرحان، في تشرين الأول/ أكتوبر أيضا، لكن من عام 1990.
 

وذكرت إحصائية أجراها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، أن عدد عمليات ومحاولات الطعن وصلت إلى 50، ووصل 29 منها إلى مرحلة متقدمة أو نجحت.

الأحداث الحالية
تتزامن ذكرى "انتفاضة السكاكين" مع اقتحامات حالية لمجموعات المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى بشكل مكثف بمناسبة ما يسمى "عيد العرش" اليهودي، وذلك تحت حماية قوات خاصة تابعة للاحتلال.

وجاءت هذه الاقتحامات تلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية الاستيطانية المتطرفة، التي تصاعدت خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية، حيث شهدت باحات الأقصى انتهاكات واسعة ومتكررة، تزامنا مع العيد اليهودي الذي يستمر لـ 8 أيام.

ويذكر أن الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة تستغل فترة الأعياد اليهودية من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، وتتطور أحيانا لمواجهات مع قوات الاحتلال.

وتستمر هذه الأعياد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/ سبتمبر الماضي وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وكشفت منصة "البوصلة" المقدسية أن 4492 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال أيلول/ سبتمبر الماضي، بينهم 1383 خلال عيدي رأس السنة العبرية و"الغفران" في منتصف الشهر، بينما قالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 867 مستوطنا اقتحوا المسجد الأقصى مع مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

اظهار أخبار متعلقة


تواصل المقاومة
شهد عام 2023 الجاري العديد من العمليات المستمرة للمقاومة الفلسطنيية، وذلك رغم العديد من العمليات العسكرية التي نفذها الاحتلال في مختلف مدن الضفة الغربية من أجل القضاء على المقاومة أو حتى الحد من تأثيرها.

وشهدت الضفة الغربية المحتلة أكثر من 22 عملية منذ انطلاق العام الجاري، قتل فيها أكثر من 35 إسرائيليا، وهو الرقم الأعلى منذ الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في نهاية آب/ أغسطس الماضي.

وقالت الصحيفة إن 31 إسرائيليا قتلوا في علميات خلال عام 2022 بأكمله، بينما جرى تجاوز هذا العدد خلال 8 أشهر فقط من العام الجاري.

وأوضحت أنه باستثناء عام 2006، حيث قتل 165 في حرب لبنان الثانية، وعام 2014 حيث قتل 75 خلال تصاعد العدوان على غزة، فإنه يعد عام 2023 بالفعل "العام الأكثر دموية منذ أيام الانتفاضة الثانية، التي استمرت نحو ست سنوات وقُتل خلالها أكثر من 1000 إسرائيلي".

ولعل أبرز العمليات كانت في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي، أمام كنيس في القدس، ما أسفرَ عن مقتل ثمانية إسرائيليين إلى جانب استشهاد المنفذ وإصابة آخرين، وهي العملية التي جاءت بعد يوم واحد فقط من استشهاد 10 فلسطينيين في مدينة جنين أثناء اقتحام جيش الاحتلال للمدينة ومخيّمها.
التعليقات (0)