كتاب عربي 21

رفع الفائدة المصرية لن يخفض التضخم

ممدوح الولي
ما هي الآثار المترتبة عن قرار البنك المركزي المصري رفع سعر الفائدة فجأة إلى 19.25%؟ (صفحة البنك المركزي المصري)
ما هي الآثار المترتبة عن قرار البنك المركزي المصري رفع سعر الفائدة فجأة إلى 19.25%؟ (صفحة البنك المركزي المصري)
جاء قرار البنك المركزي المصري الأخير برفع نسبة الفائدة إلى 19.25 في المائة مفاجئا للمحللين، الذين توقعوا تثبيتا لسعر الفائدة، حيث يرون أن المشكلة الرئيسية للاقتصاد المصري هي نقص الدولار، حيث أن نقص الدولار تسبب في ظهور سوق موازية، ساهمت أسعارها في رفع معدلات التضخم.

ولأن لكل قرار اقتصادي أيا كانت مزاياه وسلبياته، فإن مهمة صانع القرار هي اتخاذ القرار الذي تزيد منافعه عن مضاره، ولهذا نرى أن ما تم من رفع للفائدة تزيد مضاره كثيرا عما يحققه من منافع، ونبدأ بالمنافع التي سيبررون بها قرار الرفع، حيث سيكون المبرر الأول هو إغراء الجمهور بإيداع جانب مما لديه من سيولة بالبنوك، للاستفادة من سعر الفائدة المرتفع مما يقلل من السيولة لديهم، الأمر الذي يؤدي لخفض الطلب على السلع والخدمات وبالتالي استقرار الأسعار.

إلا أن تلك الفرضية غير صحيحة وذلك من خلال تصريحات رسمية، فالبيان الصادر عن البنك المركزي المصري الخاص بزيادة الفائدة، ذكر أن معدلات التضخم العالية خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي جاءت نتيجة لاستمرار صدمات العرض، أي نقص المعروض من السلع، وأضاف أنه يستهدف معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة، حيث يتوقع المركزي بلوغ معدلات التضخم ذروتها خلال النصف الثاني من العام الحالي.

وهكذا فإن المركزي يرفع الفائدة تحسبا لارتفاع التضخم المتوقع، ويمكن هنا تعضيد وجهة النظر تلك بتوقعات أثر انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، وضرب روسيا لمنشآت حبوب أوكرانية على أسعار الحبوب وزيوت الطعام، وتوقعات ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء محليا، وكذلك أثر خفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار والمتوقع حدوثه بالشهور المقبلة على الأسعار.

الرفع 10 بالمائة للفائدة لم يخفض التضخم

لكن تلك الرؤية خالفها محافظ البنك المركزي نفسه خلال حضوره الاجتماعات نصف السنوية لصندوق النقد الدولي، بقوله حينذاك إن رفع الفائدة لن يساعد في تخفيف التضخم، وإن الأمر يتطلب إجراءات أخرى يعمل عليها بالتنسيق مع الحكومة وتحتاج لعامين أو أكثر.

 ومسألة سحب السيولة من أيدي الجمهور لتقليل الطلب على السلع والخدمات، مشكوك بصحتها في ضوء تراجع القدرة الشرائية لدى غالب الجمهور، بسبب الإرتفاعات السعرية المستمرة منذ عام 2016، وتراجع مبيعات العديد من الشركات والمحال التجارية.

كذلك فإن وسيلة رفع الفائدة لمواجهة التضخم قد تم تجربتها بالعام الماضي والحالي، حتى بلغت نسبة الزيادة عشرة بالمائة قبل الزيادة الأخيرة، ومع ذلك لم تتراجع الأسعار، بل إن المركزي نفسه يتوقع بلوغها ذروتها خلال النصف الثاني من العام الحالي.

مع وجود عامل رئيسي يتغافل عنه الرسميون، وهو الإضطراب بالنهج الذي يمارسه البنك المركزي تجاه السيولة بالأسواق، والتي سعى لسحبها من خلال رفع نسبة الإحتياطي القانوني من ودائع البنوك لديه بلا تكلفة، وقيامه بالسحب الدوري لفوائض السيولة لدى البنوك بعائد، لكنه بنفس الوقت استمر في طبع النقود بقيمة 217 مليار جنيه خلال الشهور الأربعة، الممتدة من آذار/ مارس وحتى حزيران/ يونيو من العام الحالي.

وهو ما نتوقع الاستمرار به في ضوء تسبب رفع الفائدة الأخير في زيادة عجز الموازنة، مع إعلان البيان المالي لموازنة العام المالي الحالي، تسبب زيادة الفائدة بنسبة واحد بالمائة في زيادة تكلفة فوائد الديون الحكومية بالموازنة بقيمة 33 مليار جنيه.

وهنا سيقول البعض ولكن أسلوب رفع الفائدة ساهم خلال عامي 2016 و2017 في تراجع معدلات التضخم، وهذا صحيح لوجود عوامل أخرى مساندة وقتها غير موجودة حاليا، وأبرزها علاج مشكلة نقص الدولار والقضاء على السوق السوداء وتوحيد سعر الصرف حينذاك، وهي أمور غير موجودة حاليا .

فإذا كانت البنوك المصرية قد سدت النقص الدولاري بعد مرور ستة أشهر من اتفاق مصر مع الصندوق في تشرين ثاني/ نوفمبر 2016 ، فإنه بعد مرور سبعة أشهر من الاتفاق الأخير أواخر العام الماضي،  لمصر مع الصندوق فقد تفاقمت مشكلة نقص الدولار بالبنوك حاليا.

وهكذا توجد بيئة اقتصادية حاليا مختلفة تماما عما كانت عليه عام 2016، أبرزها تغول دور الجهات السيادية على الدور الإقتصادي للقطاع الخاص، وقيود الإستيراد التي أدت لنقص الواردات وفي نفس الوقت نقص الصادرات، لعدم توفر المواد الخام ومستلزمات الإنتاج المستوردة، وإلغاء مبادرات الإقراض التي تبناها البنك المركزي، لإقراض قطاعات الصناعة والزراعة والعقار والسياحة بفائدة منخفضة، وإنخفاض التصنيف الإئتماني للبلاد، وهكذا يأتي رفع الفائدة كعامل إضافي يؤدي لمزيد من التضخم.

الفائدة السلبية طاردة للأموال الساخنة

ونأتي للمبرر الثانى لرفع الفائدة وهو محاولة جذب الأموال الساخنة لمصر لشراء أدوات الدين الحكومي، كي تساهم في تقليل العجز الدولاري الحالي، وهنا نذكر أن متوسط الفائدة على أذون الخزانة المصرية قبل الرفع الأخير للفائدة كانت حوالي 24 بالمائة، تصل إلى 19 بالمائة بعد خصم الضرائب البالغ نسبتها عشرين بالمائة .

 لكن تلك النسبة للفائدة تقل كثيرا عن معدل التضخم الرسمى لجهاز الإحصاء، الذي بلغ 36.8 بالمائة بشهر حزيران/ يونيو الماضي، مما يجعل الفائدة الحقيقية سلبية حتى بعد الرفع الأخير للفائدة بنسبة 17.55 بالمائة، كما تبلغ الفائدة السلبية 21.75 بالمائة بالمقارنة لمعدل التضخم الصادر عن البنك المركزي.

قرار رفع الفائدة الأخير كان رسالة إلى صندوق النقد الدولي، أن مصر تسير بالمسار الذي حدده، بداية من بيع حصص من الشركات العامة إلى رفع الضرائب إلى رفع الفائدة، وصولا إلى الخفض المرتقب للجنيه المصري، وهو ما اعتبره البعض قرارا سياسيا مثلما حدث مع قرار تثبيت سعر الصرف، وخطوة على مسار إقتصادي يتنافى مع مصلحة المنتجين المصريين وبسطاء المصريين.
بينما توجد عوائد موجبة بأكثر من ثلاثين دولة بالعالم حاليا، منها دول متقدمة مثل سويسرا وكوريا الجنوبية وكندا وهونغ كونغ، ودولا ناشئة مثل جنوب أفريقيا والهند والفلبين وأندونسيا وماليزيا، ودولا عربية مثل السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر والعراق والأردن، فإنه من الطبيعى عندما يجد المستثمر الفائدة بالولايات المتحدة 5.5 بالمائة ومعدل التضخم ثلاثة بالمائة، والفائدة بالصين 3.55 بالمائة والتضخم صفر بالمائة، فمن الطبيعي أن يتجه بإستثمارته لدول الفائدة الموجبة.

والمبرر الثالث هو زيادة أرصدة الودائع بالبنوك المصرية، والتي يتم توجيه معظمها لشراء أدوات الدين الحكومي المصري لسد عجز الموازنة، تحت ستار تحقيق عوائد أعلى للمودعين المصريين تساعدهم على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، وهو أمر سبق تنفيذه بالسنوات الماضية من خلال طرح شهادات إيداع بفوائد عالية سواء على الودائع بالجنيه المصري أو بالدولار .

كان آخرها لشهادات الإيداع بالجنيه بفائدة 18 بالمائة في آذار/ مارس من العام الماضي، وبفائدة 17.25 بالمائة في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وبفائدة 19 بالمائة في نيسان/ أبريل الماضي، وبفائدة 40 بالمائة مدفوعة مقدما للشهادات البالغ مدتها ثلاثة سنوات أي بعائد سنوي 13.3 بالمائة الشهر الماضي، ورغم ذلك فقد انخفضت أرصدة الودائع غير الحكومية بالجنيه المصري بشهر نيسان/ أبريل الماضي عن الشهر السابق رغم احتساب الفوائد ضمن الأرصدة، مع توجه الكثيرين للإستثمار بالذهب والدولار.

موارد قليلة للشهادات الدولارية

وفيما يخص شهادات الإيداع الدولارية فقد تم إصدار شهادات بعائد مرتفع تخطى نسبة الخمسة بالمائة بشهر تشرين أول/ تشرين الماضي، لكن قيمة زيادة الودائع الدولارية خلال الشهر بالبنوك من كل المصادر إلى جانب الشهادات كانت 756 مليون دولار عن الشهر السابق لإصدار الشهادات،  وبالشهر التالي انخفضت أرصدة الودائع الدولارية من كل المصادر بقيمة 463 مليون دولار عن شهر إصدار الشهادات الدولارية، وهو ما يدحض مزاعم بعض الرسميين بالبنوك عن تحقيق تلك الشهادات أرقاما مليارية.

ومن هنا يمكن تفهم إصدار شهادات إيداع دولارية بفائدة سبعة بالمائة باليوم السابق لإجتماع المركزي لرفع الفائدة الأخير، بعد بلوغ العجز بين الأصول والإلتزامات الأجنبية بالجهاز المصرفي 27 مليار دولار بحزيران/ يونيو الماضي، وانخفاض المتوسط الشهري لزيادة الدولارية من 493 مليون دولار بالعام الماضي، إلى 365 مليون دولار بالنصف الأول من العام الحالي، وانخفاض قيمة تحويلات المصريين العاملين بالخارج منذ عدة فصول.

من كل ما سبق يتبين أن قرار رفع الفائدة ضار بالمنتجين المنهكين، والذين سيحملون تلك التكلفة الإضافية للتمويل على أسعار المنتجات، مما يقلل تنافسيتهم داخليا وخارجيا، الأمر الذي سيؤثر بالسلب على مبيعاتهم وبالتالي على العمالة لديهم، رغم أن المأمول كان معاونة المنتجين محليا لإنتاج المزيد من السلع لتهدئة الأسعار بالداخل، والقيام بالمزيد من التصدير لجلب عملات أجنبية تقلل الفجوة الدولارية.

مما يدعم القول بأن قرار رفع الفائدة الأخير كان رسالة إلى صندوق النقد الدولي، أن مصر تسير بالمسار الذي حدده، بداية من بيع حصص من الشركات العامة إلى رفع الضرائب إلى رفع الفائدة، وصولا إلى الخفض المرتقب للجنيه المصري، وهو ما اعتبره البعض قرارا سياسيا مثلما حدث مع قرار تثبيت سعر الصرف، وخطوة على مسار إقتصادي يتنافى مع مصلحة المنتجين المصريين وبسطاء المصريين.
التعليقات (5)
الدائرة الجهنمية التي تبدأ برفع الفائدة على الودائع في البنوك وتنتهي بإفلاس الدولة
الإثنين، 07-08-2023 08:07 م
*** 3- المقدام: - دخلت مصر في الدائرة الجهنمية للغرق في الديون، التي ستنتهي بكارثة حتمية بععجزها عن سداد قروضها بفوائدها، وإعلان إفلاسها، فبعد رفع معدل الفائدة على الودائع المحلية في البنوك التي ناهزت 25%، لجذب أموال أكثر من المواطنين لإيداعها، يتلوها اقتراض الحكومة لتلك الأموال، التي تزيد من التزاماتها، مع الأقساط المتراكمة للديون التي سبقتها، ويضاف إليها أعباء سداد القروض الجديدة بفوائدها الأعلى، التي توجه غالبيتها لسداد أعباء الديون الأقدم، ثم تهدر الحكومة باقي تلك الأموال لاستكمال الإنفاق على مشروعات قائمة، أو حتى بدأ مشروعات جديدة، وكلها مشروعات لا جدوى اقتصادية لها، كالقصور والطائرات الرئاسية، ويقبل السيسي عليها لما يحصل عليه من عمولات عنها، وما يستحوذ عليه من إتاوات تفرض على تنفيذها، بدعوى أنها أتعاب الإشراف على التنفيذ، التي تصل إلى 30% من إجمالي قيمتها، دون دفع أي ضرائب أو رسوم لخزانة الدولة عنها، التي تصب في جيوب عصابة الجنرالات الانقلابية، وتلك المشروعات لا تدر أي عائد كافي للدولة لسداد قيمة القروض التي أنفقت عليها مع فوائدها، ومع شح ثم جفاف القدرة على الحصول على قروض جديدة، وبعد أن وصل معدل الفوائد على القروض المصرية بالعملة الصعبة إلى فوق ضعف المعدل السائد في اسواق المال الدولية، لفقدان الثقة في قدرتها على سدادها، سنصل إلى نقطة الانكسار الحتمية، بالتوقف عن السداد، وتوقف القدرة على استكمال المشروعات القائمة، والتوقف عن دفع مستحقات المقاولين والموردين المحليين، وتعثر البنوك المصرية المانحة لتلك القروض، والبحث عن إعادة جدولة تلك الديون مع المقرضين، وهي المهمة شبه المستحيلة، تحت ضغوط الأوضاع الاقتصادية الداخلية والخارجية المتدهورة، ومع إغراق السيسي لمصر بأوراق العملة المطبوعة دون قيمة تدعمها، نقدر أن الجنيه المصري سيفقد ما يزيد عن نصف قيمته الحالية مرة أخرى قبل نهاية السنة المالية الحالية، بما يحمله ذلك من تدهور مستوى معيشة غالبية المصريين، التي ستهوي بغالبيتهم إلى طبقة الفقراء والمعدمين، والله أعلم بما ستئول إليه أمور مصر والمصريين.
استيلاء السيسي على موارد قناة السويس وضمها لصناديقه الخاصة
الإثنين، 07-08-2023 01:16 م
*** 2- المقدام: - من أخطر ما ارتكبه السيسي مؤخراً، وتسبب في أزمة نقص العملات الصعبة الأخيرة، استقطاع موارد قناة السويس من موارد الموازنة العامة للدولة، وتجنيبها في صندوق خاص، يسيطر السيسي وحده على الإنفاق منه، ويحقق أرباح خاصة له من الإتجار بموارده من العملة الصعبة، بعيداً عن أي مراجعة من أي أجهزة رقابية حكومية، أو أي رقابة برلمانية، ورسوم العبور في قناة السويس هي أهم موارد الميزانية المصرية من العملات الصعبة، اللازمة لاستيراد احتياجات الحكومة الأساسية، كاستيراد السلع الغذائية والاحتياجات الضرورية كالأدوية والأجهزة الطبية وقطع الغيار وغيرها، واستقطاع حصيلتها من العملات الصعبة من أهم أسباب أزمة نقص الدولار الأخيرة، وبذلك ينضم صندوق قناة السويس، إلى الصناديق الخاصة الأخرى، كصندوق مصر السيادي الذي وضع يده على كل الأصول العقارية المصرية المملوكة للجهات الحكومية، يما فيها أراضي وعقارات الأوقاف، وصندوق تحيا مصر الذي يفرض على الشركات الخاصة والعامة إتاوات إجبارية تحت مسمى تبرعات، وتحرم تلك الشركات من أموالها اللازمة لدفع أقساط قروضها وسداد نفقاتها وتمويل استثماراتها، ومن لا يستجيب لتهديدات السيسي بدفع تلك الإتاوات، يتم وضعه على قوائم الإرهاب، والاستيلاء على كل أمواله وممتلكاته، الأمر الذي تكرر مع العديد من كبار رجال الأعمال (شركة جهينة مثالاً)، ما سيؤدى إلى هروب غالبيتهم بأموالهم واستثماراتهم إلى خارج مصر، ويتم إهدار موارد تلك الصناديق على مرتبات ومكافآت ومخصصات فلكية للقائمين على إدارتها من محاسيب السيسي وعصابته، بعيداً عن أي إذن أو اعتماد أو رقابة أو مسائلة من أي جهة حكومية أو برلمانية.
عادل سعد
الإثنين، 07-08-2023 12:50 م
لو كانوا يفقهون
طباعة السيسي لعشرات المليارات من الجنيهات تؤدي لانهيار قيمة الجنيه المصري
الإثنين، 07-08-2023 12:39 م
*** 1- المقدام: - جزيل الشكر للأستاذ الكاتب الخبير الاقتصادي ممدوح الولي، على تجميعه وعرضه الواضح للبيانات الأساسية للاقتصاد المصري الواردة في مقالاته، وتحليلاته القيمة لها، وعرض توقعاته عن تأثيراتها المستقبلية على مجمل أوضاع الاقتصاد المصري. ونطلب من الأستاذ الكاتب أن يتفضل علينا بمقالة مجمعة عن تطورات الإصدار النقدي الجديد خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحليلاتها ومفادها ونتائجها المتوقعة، فالرقم الأخير الوارد في مقالته عن: " استمرار طبع نقود بقيمة 217 مليار جنيه خلال الشهور الأربعة، من مارس وحتى يونيو من العام الحالي، وتوقع الاستمرار فيه خلال الأشهر القادمة"، وهو رقم صادم، ومعناه طباعة أوراق نقدية بغير أصول تدعمها بقيمة متوسطة تزيد عن 54 مليار جنيه كل شهر، بما يعطي مؤشرات خطيرة بأن أوراق عملة الجنيه المصري ستهرول هبوطاً خلف الليرة السورية والليرة اللبنانية، بكل ما يعنيه هذا من نتائج اقتصادية خطيرة على تدهور مستويات معيشة المواطنين، وضياع قيمة مدخراتهم، كما تؤدي إلى فقدان الثقة في العملة المحلية، وهو الأمر القائم اليوم، من قيام الحكومة المصرية نفسها بالتعامل بالدولار والعملات الأجنبية الأخرى محلياً بديلاً للجنيه المصري، كما في بيعها لشقق وعقارات وأراضي حكومية بالدولار، وطلب السداد بالدولار للكثير على متحصلاتها وتعاملاتها الرسمية المفترض فيها قانوناً أن تتم بالجنيه المصري.
طباعة السيسي لعشرات المليارات من الجنيهات تؤدي لانهيار قيمة الجنيه المصري
الإثنين، 07-08-2023 12:39 م
*** 1- المقدام: - جزيل الشكر للأستاذ الكاتب الخبير الاقتصادي ممدوح الولي، على تجميعه وعرضه الواضح للبيانات الأساسية للاقتصاد المصري الواردة في مقالاته، وتحليلاته القيمة لها، وعرض توقعاته عن تأثيراتها المستقبلية على مجمل أوضاع الاقتصاد المصري. ونطلب من الأستاذ الكاتب أن يتفضل علينا بمقالة مجمعة عن تطورات الإصدار النقدي الجديد خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحليلاتها ومفادها ونتائجها المتوقعة، فالرقم الأخير الوارد في مقالته عن: " استمرار طبع نقود بقيمة 217 مليار جنيه خلال الشهور الأربعة، من مارس وحتى يونيو من العام الحالي، وتوقع الاستمرار فيه خلال الأشهر القادمة"، وهو رقم صادم، ومعناه طباعة أوراق نقدية بغير أصول تدعمها بقيمة متوسطة تزيد عن 54 مليار جنيه كل شهر، بما يعطي مؤشرات خطيرة بأن أوراق عملة الجنيه المصري ستهرول هبوطاً خلف الليرة السورية والليرة اللبنانية، بكل ما يعنيه هذا من نتائج اقتصادية خطيرة على تدهور مستويات معيشة المواطنين، وضياع قيمة مدخراتهم، كما تؤدي إلى فقدان الثقة في العملة المحلية، وهو الأمر القائم اليوم، من قيام الحكومة المصرية نفسها بالتعامل بالدولار والعملات الأجنبية الأخرى محلياً بديلاً للجنيه المصري، كما في بيعها لشقق وعقارات وأراضي حكومية بالدولار، وطلب السداد بالدولار للكثير على متحصلاتها وتعاملاتها الرسمية المفترض فيها قانوناً أن تتم بالجنيه المصري.