ملفات وتقارير

"ماكرون" يلتقي اللجنة العسكرية الليبية.. هل تستحوذ فرنسا على الملف؟

أعلنت الخارجية الفرنسية أن باريس احتضنت اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"- الأناضول
أعلنت الخارجية الفرنسية أن باريس احتضنت اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"- الأناضول
طرح الاجتماع العسكري المفاجئ الذي استضافته فرنسا لمدة يومين بين الأطراف العسكرية الليبية في هذا التوقيت أسئلة حول دلالة الخطوة وما إذا كانت باريس قادرة على فرض نفسها في الملف الليبي.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس احتضنت اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" لمدة يومين بحضور رئيسي الأركان غربا وشرقا "الحداد والناظوري" وأن الرئيس الفرنسي التقى الأعضاء مع رئيسي الأركان.

مؤتمر أمني دولي

وأكدت الوزارة أن "الاجتماعات بحثت توحيد المؤسسات العسكرية وإرساء الاستقرار في ليبيا مع الحرص على احترام السيادة الليبية احتراما كاملا"، موضحة أن فرنسا تدعم الحوار بين الجهات الأمنية الفاعلة في ليبيا، وتدعم حشد الأمم المتحدة للجهات الفاعلة الليبية لتكوين وحدات مشتركة لإرساء الأمن على الحدود، كاشفة عن عقد مؤتمر أمني دولي في مدينة بنغازي في 25 تموز/ يوليو الجاري، وفق بيان نشرته السفارة الفرنسية لدى ليبيا.

فما وراء تركيز فرنسا على الملف العسكري الآن في ليبيا؟ وهل تسعى لفرض نفسها في الأزمة الليبية بعد سحب البساط من تحت أقدامها مؤخرا؟

"لقاء تحضيري"

من جهته، قال عضو اللجنة العسكرية المشتركة عن المنطقة الغربية، الفريق مختار النقاصة إن "اللقاء في فرنسا بين الأطراف العسكرية هو بمثابة لقاء تحضيري لاجتماع دول مؤتمر برلين الذي سيعقد في مدينة بنغازي آخر أسبوع في الشهر الجاري، مؤكدا أن اجتماعات باريس لاقت دعما مباشرا من الرئيس ماكرون"، وفق تصريحاته لمنصة "فواصل" المحلية.

"مصالح جيوسياسية"

في حين أكدت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراس أن "الوساطات الدولية في الملف الليبي لم تعد قادرة على معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه الدولة الليبية طالما لم يقرر الليبيون أنفسهم اتخاذ خطوة لإصلاح ما تم إفساده طوال السنين الماضية جراء التدخلات الأجنبية".

وأشارت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ما تقوم به فرنسا اليوم بين المعسكرين في غرب وشرق البلاد على الصعيد الأمني خطوة دبلوماسية ترى باريس نفسها فيه كإحدى الدول المؤثرة في أفريقيا والتي تواجه تمردا في بعض الدول الأفريقية"، وفق قولها.

وأضافت: "في كل الأحوال فرنسا إحدى الدول التي شاركت عسكريا في نجاح الثورة وإسقاط النظام السابق، ومن الدول التي لديها طموح في أن تستثمر في ليبيا خبرتها في المجال العسكري والأمني، وتحاول دائما من خلال برامجها الثقافية إعطاء طابع الدول الفرانكوفونية لليبيا وضمها من ضمن شبكتها".

وبخصوص اجتماع العسكريين هناك قالت: "يأتي هذا الاجتماع في إطار التنافس الواضح بين أعضاء مجلس الأمن على إدارة الأزمة في ليبيا كل وفق ما يخدم مصالحه الجيوسياسية".

اظهار أخبار متعلقة


"إعادة نفوذها أفريقيا"

الضابط الليبي السابق وعضو المجلس الأعلى للدولة، إبراهيم صهد رأى أن "اجتماعات العسكريين في فرنسا في هذا التوقيت هو تمهيد ومقدمة لمؤتمر دولي أمني في باريس تحضره قوى دولية من أجل حل الأزمة الليبية، ومحاولة من فرنسا لاستغلال اللجنة العسكرية من أجل إعادة النفوذ الفرنسي في الملف الليبي".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "إعادة النفوذ الفرنسي في الملف الليبي بنفس القوة السابقة صعب الآن لوجود منافسين كثر مثل تركيا وكذلك قوات فاغنر الروسية، لكن بمساعدة بعض الأطراف الليبية مثل قوات حفتر ربما تعيد باريس نفوذها، خاصة أن باريس لها أطماع في ليبيا لتعزيز أوضاعها في أفريقيا بشكل عام باستغلال الأراضي الليبية كقاعدة لإعادة نفوذها أفريقيا".

"تحول هام وإيجابي"

الأكاديمي الليبي المتخصص في إدارة الأزمات، إسماعيل المحيشي قال من جانبه إن "هذا الاجتماع هو تحول هام في الملف الليبي من الناحية السياسية والأمنية والعسكرية، وقد كانت فرنسا من ضمن الدول المشاركة في الصراع العسكري في ليبيا، واليوم تحتضن اجتماعا عسكريا رفيع المستوى برعاية الرئيس الفرنسي نفسه".

وأضاف: "هو تحول هام على الفرقاء الليبيين استثماره للوصول إلى خريطة طريق تنهي الصراع في ليبيا، ودخول فرنسا في هذا الوقت على الملف الليبي سيكون له أثر إيجابي وتحريك للملف للوصول إلى خارطة متوافق عليها دوليا برعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".
التعليقات (0)