رياضة عربية

نجم الكرة الأردنية السابق لـ"عربي21": حظوظ العرب وافرة والمونديال برازيلي

قال عبد الفتاح: أرى أن المنتخب البرازيلي أكثر جاهزية واستعدادا لنيل كأس العالم- عربي21
قال عبد الفتاح: أرى أن المنتخب البرازيلي أكثر جاهزية واستعدادا لنيل كأس العالم- عربي21
تنطلق الثلاثاء الجولة الأخيرة من مباريات دور المجموعات في بطولة كأس العالم، حيث سيتحدد من خلالها الفرق المودعة للمونديال التي ستتأهل للدور ثمن النهائي للبطولة.

ورغم الخروج المبكر لمنتخب قطر، الدولة المستضيفة للبطولة، من المنافسة بعد خسارتين متتاليتين، إلا أن حظوظ بقية المنتخبات العربية لا تزال قائمة، فالمغرب والسعودية يكفيهما الفوز بالمبارة حتى تتأهلا للدور الثاني، فيما تبدو حسابات التأهل لتونس معقدة أكثر.

ولقراءة وتحليل فرص المنتخبات العربية بالتأهل للدور الثاني، وتقييم مستوى التنظيم والمنتخبات المشاركة في البطولة، حاورت "عربي21" نجم المنتخب الأردني السابق حسن عبد الفتاح.

وأشار نجم نادي الوحدات الأردني السابق، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن المنتخبات العربية قدمت أداء أفضل من ذي قبل، كذلك تميزت في هذه البطولة بالروح العالية والثقة بالنفس واستمرارية اللياقة البدنية الجيدة حتى آخر دقيقة من كل مباراة، بعكس بعض البطولات السابقة.

وأكد أنه بإمكان هذه المنتخبات، خاصة منتخبي السعودية والمغرب، التأهل للدور الثاني من المونديال، إلا أنها تحتاج لبذل جهد أكبر، والالتزام بالثقة والروح العالية التي امتلكتها في مبارياتها السابقة في دور المجموعات.

وبالمقابل، توقع المرشح لجائزة أفضل لاعب آسيوي للعام 2011، أن تكون مهمة منتخب تونس أصعب، إلا إذا أراح مدرب منتخب فرنسا بعض اللاعبين المحترفين.





وفيما يلي نص المقابلة:


ما رأيك بالبطولة، سواء من الناحية التنظيمية والناحية الفنية للمنتخبات المشاركة؟

حينما نود الحديث عن الناحية التنظيمية قد نكون عاطفيين، لكن الذي رأيناه في تنظيم قطر لهذه البطولة وما لمسته أنا شخصيا كلاعب سابق بالدوري القطري، فإن التنظيم كان مستواه ممتازا ورهيبا، فالملاعب كانت على أعلى مستوى.

أيضا كان هناك تنظيم جيد لدخول وخروج الجمهور بشكل سلس ومريح لهم، مع وجود اهتمام ممتاز بالفنادق.

وهذا كله دليل على قدرة الدول العربية، خاصة في آسيا، على تنظيم بطولات عالمية وقارية على مستوى جيد، وهو ما أثبتته قطر.

ومن الناحية الفنية، فإن الفرق المرشحة لنيل البطولة كان لديها نوع من الثقة الزائدة نوعا ما أكثر من الفرق الأقل مستوى فنيا وفق التصنيف العالمي، ومع ذلك ظهرت بعض المنتخبات الآسيوية والأفريقية بمستوى أفضل نسبيا من البطولات السابقة، وذلك نتيجة لتطور الكرة في القارتين الآسيوية والأفريقية.




كثر الجدل قبل البطولة حول تأثير تغيير توقيت إقامة بطولة كأس العالم، حيث اعتبر بعض المراقبين أن ذلك أدى لزيادة الإصابات.. ما رأيك، هل كان القرار خاطئا؟

لا اعتقد أن القرار كان خاطئا أو مؤثرا بشكل سلبي من الناحية الفنية على المنتخبات، فلو أخذنا أوروبا مثالا، كان اللاعبون من الناحية البدنية جاهزين، حيث لعبوا تقريبا 9-10 مباريات في دورياتهم المحلية، وهذا يدل على أن اللاعب أصبح تقريبا جاهزا فنيا وبدنيا، أي أنه دخل بعد لعبه خمس مباريات بدوريه المحلي في "الفورمة" البدنية وتحسنت لياقته.

لكن بعض الصحف الأوروبية أشارت إلى أن تغيير الموعد ووجوده في منتصف الموسم الأوروبي ساهم في زيادة عدد إصابات اللاعبين، وحرمهم من مشاركة منتخباتهم في البطولة العالمية، ما رأيك؟

الإصابات سببها الرئيسي الخشونة التي تظهر في بعض مباريات دورياتهم المحلية، وليس جدولة الدوري المحلي لكل لاعب أو تغيير التوقيت المعتاد لكأس العالم.

كذلك عربيا لم أر أي تأثير لتغيير الموعد، حيث شاهدنا المنتخبات العربية تقدم أداء فنيا ممتازا وعاليا جدا، كذلك امتلك اللاعبين لياقة بدنية عالية أيضا وروحا قتالية.

على الرغم من نجاح قطر في التنظيم، إلا أن منتخبها فشل في الوصول ولو لنقطة واحدة، ما سبب ذلك؟ بمعنى هل ركزت أكثر على تقديم تنظيم جيد للبطولة على حساب التحضير الجيد للمنتخب؟


بالعكس، كان تحضير لاعبي المنتخب القطري ممتازا جدا، حيث تم عمل معسكرات تدريبية لهم على أعلى مستوى، كذلك لعب المنتخب مباريات ودية كبيرة مع منتخبات قوية، أيضا تم توفير كل الإمكانيات لنجاح المنتخب، حيث تم توفير كادر تدريبي مكون من 12 مدربا، وغيرها من التجهيزات والإمكانيات المادية والفنية الممتازة.

ولكن برأيي، أهم سبب أثر على مستوى المنتخب القطري هو عدم مشاركة اللاعبين في الدوري المحلي، ما أدى لفقدانهم روح المنافسة، فهم فقط لعبوا مباريات ودية، ومنها انتقلوا مباشرة لبطولة كأس العالم، والتي تحتاج أن يكون اللاعب جاهزا فنيا وذهنيا.

بالمقابل، كما هو معروف المباريات الودية بشكل عام لا تمنح هذه الدوافع الفنية والنفسية للاعب ليقدم أفضل ما عنده، بعكس المباريات الرسمية، حيث يجب أن يكون اللاعب في الدوري جاهزا فنيا وبدنيا ونفسيا، وهذا ما افتقده اللاعب القطري؛ نتيجة عدم مشاركته بالدوري المحلي.

لكن هل أثر العامل النفسي على لاعبي المنتخب القطري، خاصة أن دولتهم هي المنظمة للبطولة، وأنهم مطالبون بتقديم ما هو أفضل؟

بالتأكيد، العامل النفسي له دور في نتيجة المنتخب، ولكن لو كان اللاعب يلعب في الدوري ودخل في جو المنافسة قد يكون الضغط النفسي أقل، كذلك لا يمكن الحكم على نفسية اللاعب من المباريات الودية؛ لأن نتيجتها غير مؤثرة بعكس المباريات الرسمية.

تميزت هذه البطولة بطول الوقت بدل الضائع نسبيا أكثر من البطولات السابقة، بالنسبة لك كلاعب سابق، ما سلبيات وإيجابيات ذلك، خاصة من الناحية البدنية والنفسية على اللاعب؟

من الناحية البدنية، يفترض أن أي لاعب أتى للمشاركة ببطولة عالمية، تكون لياقته البدنية جاهزة وعلى أعلى مستوى، لذلك لا أعتقد أن زيادة الوقت بدل الضائع له تأثير من الناحية البدنية، خاصة أنه في الأدوار المتقدمة قد تحتاج المنتخبات في حالة التعادل للعب نصف ساعة إضافية، بالتالي لا أرى لها تأثيرا سلبيا من الناحية البدنية أو النفسية.

ما تقييمك لمستوى المنتخبات العربية المشاركة في البطولة؟ وما هي حظوظها في التأهل للدور الثاني؟

منتخب المغرب الآن يتصدر مجموعته، ويحتاج لنقطة واحدة في المباراة القادمة للتأهل إلى الدور الثاني، بالمقابل منتخبا تونس والسعودية يحتاجان للفوز، وبكل صراحة المنتخبات العربية قدمت مستوى فنيا عاليا جدا، وتميزت في هذه البطولة بأنها كانت تمتلك ثقة بالنفس وروحا عالية جدا، وهي من أهم عوامل نجاح أي منتخب.

كذلك كانت المنتخبات العربية، خاصة المغربي والسعودي، في هذه البطولة من الناحية البدنية مختلفة عن البطولات السابقة، حيث تحسنت بشكل كبير لياقة لاعبيهم البدنية، وقدم منتخبا السعودية والمغرب مباريات قوية جدا بدنيا لآخر دقيقة في المباراة.

قدم منتخب السعودية مباراتين جميلتين جدا، وكان يستحق الفوز في مباراته مع بولندا، وأضاع العديد من الفرص وضربة جزاء، ولكن أتوقع أن تكون مباراته مع منتخب المكسيك صعبة جدا، لأن الأخير سينتظر خسارة منتخب الأرجنتين، ويحتاج للفوز على المنتخب السعودي حتى يتأهل للدور الثاني، ولكن على الرغم من صعوبة المهمة، أتوقع بناء على الروح والثقة التي امتلكها المنتخب السعودي في المباراتين السابقتين أنه قادر على الفوز.

وبالنسبة لمنتخب المغرب، لاعبوه خاصة المحترفين مستواهم عال جدا، فهم يحترفون بالدوريات الأوروبية القوية، كذلك الثقة التي منحها المدرب للاعبين، سواء المحليين أو المحترفين، تدل على وجود الروح في المنتخب، وأتوقع أنه قادر على التأهل.

فيما يتعلق بتونس، إذا لم يقم مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان نتيجة للتأهل بإراحة بعض اللاعبين الأساسيين المؤثرين مثل مبابي و غريزمان وغيرهما، تصبح فرصة تونس بالتأهل للدور الثاني شبه مستحيلة، ولكن يبقى الأمل أن تخطئ توقعاتنا، خاصة أنه لا مستحيل في كرة القدم.

طبقت جميع الدول العربية الاحتراف، ولكن هناك انتقادات داخلية ترى أن هذا الاحتراف كان ناقصا، حيث يوجد تدخل حكومي في بعض الدول، ومحسوبية في اختيار اللاعبين في دول أخرى، برأيك هل الاحتراف أفاد المنتخبات العربية أم أضرها؟

برأيي أن الدول العربية في قارة آسيا لم تطبق الاحتراف الحقيقي، إلا في ثلاث دول، وهي قطر والسعودية والإمارات، فهي طبقت الاحتراف بشكل ممتاز ونجحت في ذلك، بالمقابل تأثر سلبا مستوى منتخبات الدول التي لم تطبق الاحتراف بشكل علمي وعملي صحيح.

كذلك هناك فعلا تدخل حكومي أو إداري في بعض الأندية داخل الدول العربية، ومثال ذلك ما حدث في دولة الكويت، فعلى الرغم من توفر الإمكانيات المادية، إلا أنه كان هناك تدخلات من خارج الأندية، وهذا أثر على مستوى الكرة في الكويت وجعله يتراجع عن ما عهدناه.

أما فيما يتعلق بالدول العربية في قارة أفريقيا، فكان تطبيقها للاحتراف أفضل، ولكن هناك بعض الدول ما زال ضعيفا فيها مثل السودان وموريتانيا، بالمقابل مثلا مصر جيدة، وكذلك دول شمال أفريقيا الاحتراف فيها جيد، ومعظم لاعبيهم محترفون في دوريات أوروبية قوية، ولهذا نجد مستوى المنتخبات فيها نوعا ما متطورا أكثر.

لكن ما المطلوب من الدول العربية، خاصة في آسيا، كي يتحسن الاحتراف الكروي فيها، ما يترك أثرا إيجابيا على المنتخبات؟

تحتاج الدول العربية لإمكانيات وتجهيزات عالية، كالتي يتم توفيرها في قطر والسعودية والإمارات، حيث يطبقون الاحتراف الكروي بكافة تفاصيله من تجهيز الملاعب الجيدة وتوفير محترفين على مستوى عال، وغيرها من الاحتياجات التي يحتاجها اللاعب، والتي بدورها تؤثر على نفسيته بشكل إيجابي، وتجعله يبذل جهدا أكبر وينجح ويبدع أكثر، كذلك تساهم في تقدم وتطور الأندية، ما ينعكس إيجابا على مستوى المنتخبات.

أيضا يجب الاهتمام بالفئات العمرية، مثلا في الأردن 70 في المئة من الأندية لا تهتم بهذه الفئات، وهذا من أهم أسباب فشل منتخبات عرب آسيا في النجاح دوليا، أيضا يجب أن يكون هناك تسويق على مستوى أعلى.

لكن هل هناك حاجة لسن قوانين تدعم تطبيق الاحتراف الحقيقي، وحاجة لتسهيل خصخصة الرياضة؟

بالتأكيد، نحتاج لسن قوانين تمنع تدخل أي جهة داخل البلد من التدخل بالأندية، كما يجب تسهيل عملية خصخصة الأندية، وأن تكون هناك قوانين تسمح لرجال الأعمال بامتلاك الأندية، وتسهل لهم عملية استثمارهم الرياضي، حتى يقدمون كل ما لديهم من إمكانيات لنجاح النادي الذي يملكونه، ومع ضمان عدم تدخل أي جهة خارجية بعملهم.

بشكل عام لا يحترف اللاعب الخليجي خارج بلده، هل يؤثر ذلك سلبا على المنتخبات الخليجية؟

لا أرى أن عدم احتراف اللاعب الخليجي خارج بلده له تأثير سلبي على المنتخبات، فلو عدنا للنموذج الذي ذكرته، وهي السعودية وقطر والإمارات، لم يتأثر لاعبوهم سلبا لعدم احترافهم في الخارج، لأن دورياتهم المحلية قوية ويحترف فيها محترفون عرب وأجانب على أعلى مستوى.

وبالتالي، هذا أدى لاحتكاك اللاعبين المحليين بآخرين محترفين ذوي مستوى فني عال، ما انعكس على مستواهم بصورة إيجابية، وهذا أيضا ساهم في تطور منتخبات هذه الدول الثلاث، أيضا لاعبو المنتخبات الخليجية الأخرى احترفوا في هذه الدوريات، ما ساهم بتطوير مستواهم أكثر.

ما سر تعثر المنتخبات الكبيرة؟ كذلك كان هناك نتائج كثيرة خالفت التوقعات، حيث رأينا منتخبات تصنيفها أقل فازت على أخرى تصنيفها أعلى، برأيك ما سبب ذلك؟

فيما يخص تعثر المنتخبات الكبيرة، خاصة المرشحة للفوز بكأس العالم، أهم سبب هو عدم احترام الخصم واستسهال مهمة الفوز عليه، فمثلا المنتخب الأرجنتيني دخل الملعب في مباراته مع السعودية وهو جازم بأنه الفائز بالنقاط الثلاث؛ لذلك لم يحترم المنتخب السعودي، واستسهل الفوز عليه، والمنتخب السعودي فاجأ الجميع بالثقة والروح وإمكانيات اللاعبين والمدرب العالية.

بالمقابل، المنتخبات التي يعتبرها النقاد والمحللون ضعيفة، امتلكت الروح والثقة العالية والرغبة بتحقيق الانتصار والإنجاز في البطولة العالمية.

ما رأيك بمستوى الجيل الحالي من الشباب في الكرة الأردنية، وما هي فرص الأردن للتأهل لكأس العالم 2026، خاصة مع رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48؟

الجيل الموجود حاليا في الأردن وتحديدا المنتخب، هو أفضل جيل مر على الكرة الأردنية عبر تاريخها، حيث يوجد لدينا لاعبون متكاملون في جميع الخطوط، وعلى مستوى حراسة المرمى نعم قد لا يكون لدينا الآن حراس بنفس مستوى عامر شفيع، لكن هناك حراس على أعلى مستوى، فقط ينقصهم الخبرة، وبالتالي في ظل زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2026 وتطور اللاعبين في الأردن، أعتقد أنه يمكن للمنتخب الأردني التأهل إلى البطولة المقبلة.

أخيرا، من هو المنتخب الذي تتمناه أن يفوز بكأس العالم، ومن تتوقعه يفوز به؟

أتمنى أن ينال منتخب الأرجنتين كأس العالم، ولكن حتى هذه اللحظة أرى أن المنتخب
البرازيلي أكثر جاهزية واستعدادا لنيل الكأس.
التعليقات (0)