حول العالم

هكذا أصبحت الحيوانات "المؤثرة" مصدرا للربح بمواقع "التواصل"

منذ إطلاق "إنستغرام" في العام 2010 تم استخدام كلمة "كات" على المنصة 193 مليون مرة- جيتي
منذ إطلاق "إنستغرام" في العام 2010 تم استخدام كلمة "كات" على المنصة 193 مليون مرة- جيتي

ارتفع عدد الحيوانات الأليفة "المؤثرة" على مواقع التواصل الاجتماعية وأصبح لها ملايين المتابعين على صفحات أنشأها لها أصحابها الذين يجنون أموالا طائلة منها.


"غرامبي كات" و"ليل باب" و"بو ذي بوميرانيان" و"دوغ ذي دوغ" ليست سوى بعض من هذه الحيوانات الشهيرة على الإنترنت، التي تقوم بأمور كثيرة، بدءا بدعم قضايا نبيلة، وصولا إلى الترويج للعلامات التجارية الكبرى.


وكان نفوق "ليل باب"، الهرة التي كان لسانها متدليا من فمها بسبب حالة مرضية وراثية، قد تسبب بموجة تعاطف سلطت الضوء على قدرة الإنترنت في إعطاء أي شيء تقريبا قدرا كبيرا من الأهمية.


وكتب أحد مستخدمي "إنستغرام": "لقد أدخلت الفرح إلى حياتي وحياة الكثيرين". ووصلت "ليل باب" إلى عالم الشهرة بعد تبنيها في العام 2011، وبدء مالكها وهو المنتج الموسيقى مايك بريدافسكي بنشر صورها وأخبارها على الإنترنت.

 

اقرأ أيضا: علماء: حرائق أستراليا قضت على نصف مليار حيوان (شاهد)


وحصلت الهرة على ثلاثة ملايين متابع على "فيسبوك" و2.4 مليون على "إنستغرام" وأكثر من 800 ألف على "تويتر"، كما أنها لفتت انتباه العلماء.


في أيار/ مايو 2015، قام باحثون من جامعة ميزوري بدرس تسلسل مجينها كجزء من مشروع لتحديد التغيرات الجينية التي تسببت في تشوهاتها. وقد أنشأ بريدافسكي أيضا صندوقا وطنيا للحيوانات الأليفة ذات الاحتياجات الخاصة وهو الأول من نوعه.


وكتب بريدافسكي على "إنستغرام": "لقد أحدثت باب فرقا كبيرا في عالم رعاية الحيوانات وفي حياة الملايين من الناس في أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن الصندوق جمع 700 ألف دولار لصالح "الحيوانات المحتاجة" من بينها 75 ألف دولار في العام 2018 وحده.


وخلال حياتها، ساهمت هذه القطة التي كانت تعيش في إنديانا في الترويج لقضايا عدة تدعمها "غرينبيس" والجمعية الأمريكية لمكافحة القسوة على الحيوانات.


ومنذ العام 2013، كانت "ليل باب" أيضا وجها لحملات تابعة لمنظمة "بيتا" تهدف إلى التعقيم وتبني الحيوانات الأليفة بدلا من شراء سلالات متزاوجة.


وقالت "بيتا" في تغريدة: "استخدمت (ليل باب) شهرتها لجعل العالم مكانا أفضل للحيوانات، واحترموا إرثها بتذكر رسالتها: تبنوا دائما لا تشتروا".

 

اقرأ أيضا: كفرنبل.. بلدة سورية غالبية قاطنيها من القطط بسبب الحرب


لكن في حين ترحب مديرة حملات "بيتا" آشلي بيرن بالمشاريع الخيرية التي تدعمها الحيوانات الأليفة المؤثرة، فإنها تشدد أيضا على أن هذا العمل يجب ألا يأتي على حساب رفاهيتها، وقالت لوكالة فرانس برس: "يجب ألا تعامل الحيوانات كإكسسوارات أو ممتلكات"، وبدلا من ذلك، "من المهم بالنسبة إلى الأشخاص الذين يملكون حيوانات لديها جمهور على الإنترنت، أن يشجعوا أتباعها على معاملة حيواناتهم الأليفة كأنها فرد من أفراد الأسرة"، وهذا الأمر، كما قال مدير المواهب الحيوانية لوني إدواردز، هو ما يجعل الحيوانات الأليفة "مؤثرة" ناجحة.


وتدرّب وكالة المواهب التابعة لإدواردز "ذي دوغ إيجنسي" الحيوانات الأليفة بأنواعها المختلفة، بدءا من "برونو" الهر السمين وصولا إلى البولدوغ الفرنسي الذي يملكه إدواردز.


وأوضح إدواردز في مقابلة أجرتها معه "فوكس" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 أنه "كمجتمع، تطورنا بحيث أصبحنا نعتبر أن الحيوانات الأليفة هي أطفالنا" مضيفا أنها "جزء مهم في حياتنا".


صورة قيّمة


وصولا إلى العام 2019، كانت الأسر الأمريكية تملك أكثر من 42 مليون هر و63 مليون كلب، وحققت سوق منتجات الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة 72 مليار دولار في العام 2018، وفقا لجمعية منتجات الحيوانات الأليفة الأمريكية (أبا).


بالإضافة إلى ذلك، فإنه منذ إطلاق "إنستغرام" في العام 2010، تم استخدام كلمة "كات" (هر بالإنكليزية) على المنصة 193 مليون مرة وكلمة "دوغ" (كلب بالإنكليزية) 243 مليون مرة.


وقال إدواردز: "تساهم الحيوانات الأليفة في إفراز هرمونات الإندورفين وتجعل الناس يشعرون بالسعادة"، مضيفا أنها "رائعة للنظر إليها كما أن التواصل معها أسهل مما هو مع المؤثرين البشر".


وأوضح: "ترغب العلامات التجارية في العمل مع الحيوانات الأليفة المؤثرة لأنها ترغب في إظهار أنها تتماشى مع قيم المستهلك، والمستهلك يحب الحيوانات الأليفة". ونتيجة لذلك، فيمكن أن تكون هذه الحيوانات مربحة بشكل لا يصدق.


واستقطبت زميلة "ليل باب"، "غرامبي كات" التي اشتهرت بعبوسها الدائم 8.5 مليون معجب على "فيسبوك" و2.5 مليون متابع على "إنستغرام" و1.5 مليون على "تويتر".


ومنذ العام 2013 حتى نفوقها في أيار/ مايو، كانت "غرامبي كات" الوجه التجاري لطعام القطط "فريسكيز"، وفي العام 2018، منحت محكمة في كاليفورنيا مالكتها تاباثا بنديسين حوالي 710 آلاف دولار كتعويض عن انتهاك حقوق توزيع الصورة، بعدما استخدمت إحدى شركات البن صورا لوجه القطة من دون إذن.

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم