بدت الهبّة الفلسطينية، التي سماها فلسطينيون تفاؤلاً، وأملاً في تطويرها وتعظيمها بـ"انتفاضة القدس"، في كثافتها النضالية واتساعها واستمرارها حتى اللحظة..
ما يجري في الضفة الغربية هو لحظة كفاحية متفردة ومتميزة، وينبغي النظر إليها كذلك لفهمها جيدا، وهو الأمر الذي يتطلب الكفّ عن مقارنتها بأي انتفاضة أو هبّة سابقة، ومن ثم الكفّ عن تحميلها فوق طاقتها، أو تجريدها من تميزها وطبيعتها الخاصة بالسؤال الدائم في كل هبة شعبية بالضفة: هل ستتحول إلى انتفاضة ثالثة.
ثمة حالة رثائية تتخذ الطابع الشتائمي، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، تتصاعد كلما تصاعدت الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، بالرغم من أن الاعتداء الفعلي على المسجد الأقصى بدأ مع الخطوة العملية الأولى في المشروع الصهيوني، والتي توجت باحتلال كامل فلسطين..
على الأرجح لم يكن تأجيل اجتماع المجلس الوطني استجابة للقوى الوطنية التي طالبت بالتأجيل وقدمت رؤية معقولة في سبيل إصلاح منظمة التحرير والخروج من الانسداد الفلسطيني الحالي وإعادة تشكيل المنظمة لاستيعاب الحقائق الجديدة التي بدأت تتكرس وتتعاظم منذ الانتفاضة الفلسطينية
حين النظر إلى المشرق العربي، بما يحيط به من تداخلات إقليمية ودولية، فإننا على الأرجح إزاء عالم قديم آخذ بالانهيار الكامل، دون أن ندري على وجه اليقين كيف سيُتِمُّ هذا العالم انهياره.
الممارسات الإقصائية مورست تاريخيًا من طرف فصائل منظمة التحرير على الإسلاميين الفلسطينيين الذين تعرضوا لأشكال متعددة من الاضطهاد والقمع في السجون والجامعات وميادين النضال منذ سبعينيات القرن الماضي.
في حال وضعنا أزمة قطاع غزة الحالية في السياقات التاريخية التي أوصلت إليها، وحددنا المسؤوليات بدقة عن الخيارات السياسية الخاطئة، ووضعنا ذلك كله في السياق الوطني الأعم، والمسؤولية الأساسية تجاه كامل القضية الفلسطينية، سنتمكن من تحديد المخاطر الحقيقية لمبادرة بلير.
اتسمت مقاومة غزة ببناء جسم ميليشياوي واسع، ومحاولة تصنيع الصواريخ والأدوات القتالية، وتكثيف تهريب السلاح إلى داخل القطاع، مستفيدة من خلو أرضها من الاحتلال سوى المستوطنات، ومن تربتها الرملية..
بعد نكبة العام 1948 بدأت هوية الفلسطيني المقاتل بالتبلور في قطاع غزة، منذ أواسط خمسينيات القرن الماضي، ثم بالتزامن مع العدوان الثلاثي على مصر، وبمواكبة ودعم وإسناد من الطلاب الفلسطينيين في القاهرة، الذين أخذتهم تجربة الثورة الجزائرية..
إن المشكلة في التعاطي مع العهد السعودي الجديد تكمن في رفع سقف التوقعات، ورفع التغيرات الجارية في السياسة السعودية إلى مستوى التغير في الثوابت السعودية الراسخة منذ دخول السعودية في مظلة الحماية الأمريكية.
لقد كشفت زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى السعودية عن مجموعة من الحقائق التي ينبغي لها أن تبدد عددا من الأوهام التي راجت في الفترة الأخيرة، سواء لدى بعض من جمهور الحركة، أو بعض الإسلاميين الذين بالغوا في الرهان على تحولات الحكم في السعودية، كما بالغوا في التملّق للحكم الجديد.
حاول أن يتبين ماذا يعني أن يكون مقدما لمحاكمة عسكرية على خلاف كل المعتقلين السياسيين الذين سبقوه، لكن أحدا، بما في ذلك سجانوه، لم يكن يعرف ماذا يعني ذلك بالضبط وماذا سيترتب عليه..
منذ أن ذهبت سَكرة الحالمين بثورة وردية تنهي أكثر من مئة عام من الضعف والتحلل والهزيمة المقيمة والذل والتبعية والهوان.. حتى طفا إلى سطح المشهد يأس متجدد، وقنوط نادم، يرجو لو أن العرب بقوا في سباتهم يعمهون..