ثمّة نظرة أخرى تحاول فهم الحدث في سياق تاريخي وجغرافي أكبر. فالانتفاضة العراقية لا تنفكّ عن المشهد العربي والإقليمي العامّ، وإذا كان العراق قد بدا بعيدا، نسبيّا، عن حمأة الثورات العربية وتداعياتها، سوى الحرب على "داعش" رغم فداحتها ومشهديتها الجسيمة، فإنّه بحقيقة الأمر حجر زاوية بالمشهد العربي الحالي
أصوات ظاهرة في معارضة السيسي، عادت للخطاب التقليدي في الرهان على الدولة نفسها، ممّا يعني أنّها لم تستفد من أهمّ ما في تسجيلات محمد علي التي تحمّست لها، ويعني ركود تفكيرها، وجموده عند ما قبل ثورة يناير حتّى، عند خرافات أسطرة الدولة وجيشها ومؤسساتها
بصرف النظر عن السياقات التي تمخضت عن محمد علي، وعن الذين يقفون خلفه، وهي كلّها اعتبارات ينبغي استكشافها وتبيّنها وفهمها، فإنّ الأحداث الأخيرة تثبت إمكانية استئناف العمل الفاعل لمواجهة النظام، من خارجه، وباستثمار تناقضاته، وإمكانية إعادة تأطير الجماهير وتنظيمهم
نحن وإن كنّا نتحدث عن حكم شخص هو السيسي، فإنّ علاقته بالجيش تبادلية، فقد أظهرت سياساته، ثم ردّ فعله على تسجيلات محمد علي.. حاجته إلى الجيش، واستفادة الجيش منه..
يمكننا تخيّل الفجائع التي سيغرق فيها الفلسطينيون أكثر لو تمدّد هذا الفكر واستطال، إذ لم يجد هؤلاء الراغبون في الانتحار شيئا يفعلونه إلا قتل الفلسطينيين، وضرب نقاط الشرطة
الاستدارة الإماراتية في اليمن تحديدًا، إعلان رسميّ لفشل تحالف الحرب على اليمن، وضربة لدعاية التحالف، ولاسيما للدعاية التي ابتكرها العهد الحالي في المملكة العربية السعودية، الذي اجتهد في ترويج صورة مضخّمة للمملكة وقدراتها، والتأسيس لوطنيّة جديدة على هذه التصورات غير الحقيقية..
الحملة المستمرة منذ أكثر من سنتين، والتي تهدف إلى إعادة صياغة الرأي العام السعودي تجاه القضية الفلسطينية، تعيد استنساخ الدعاية المصرية الساداتية، مع مزيد من الفجاجة، وسياقاتها الراهنة وأهدافها المستقبليّة واضحة تماما
في الطريق لإنفاذ قرار من هذا النوع، ولتهيئة الشعب والجماهير لذلك، كان يُفترض تغيير منظومة السياسات التي أرادت تحييد الجماهير عن دورها في مواجهة الاحتلال، وهي منظومة متكاملة سياسيّا واقتصاديّا وثقافيّا وأمنيّا.
بعدما أعلن، مرّات عديدة، عن حبّه للقتلة والمجرمين. ولا يمكن، أيضا، والحال هذه، السؤال عن باعث الحبّ هذا، وكيف اتّصل بقلبه من وراء هذه المسافات كلّها. عشق "إسرائيل"، وهي الدولة التي تقيم احتفالاتها على أنقاض بيوت الفلسطينيين وأشلائهم..
إذا كان الإخوان المسلمون، وما يمثّلونه من تيار "الإسلام السياسي" قد فشلوا وهزموا سياسيّا، وربما استنفدوا دورهم التاريخي، فإنّ هذه أيضا "فرصة جديدة" للجميع ليقرّ بفشله وهزيمته، ممن شارك في الثورات العربية..
لطالما تساءلتُ عن سرّ استعانة حلفاء "إسرائيل" الجدد بهذا المستوى من العاملين في دعايتهم، وبالرغم مما يقال عما يعظّم من تفكير هؤلاء "الحلفاء" من قبيل أنّهم يتعمّدون هذه الفجاجة لإخضاع المجتمعات بالصدمات
مواجهة من هذه النوع سوف تتطلب استعدادا ضخما بالمعدات والغذاء والدواء، وتوقع الاحتمالات الأسوأ كأنّ يوسع الاحتلال دائرة استهدافه للفلسطينيين في القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48، وقراءة تلاحظ الموقف الحرج لدول لا تُعدّ عدوّة للمقاومة