لو لم يبرر للحقراء المكسب حتى ولو بالخسة ما فقد فان جوخ عقله، ولا فقد وائل غنيم اتزانه، ولا انتحر بو عزيري، ولا سُجن هشام جنينة وعادل صبري، ولا خرب المغول الجدد بلادنا من العراق إلى السودان، ولا تمكن السيسي من مجاهرة الفقراء ببناء القصور، ولا صارت مصائر الشرفاء بيد الأوغاد
أردت فقط أن أنبه إلى ضرورة استخلاص العبرة، والتفكير في الأديان باعتبارها ايديولوجيا عالمية، وليست أيديولوجيات جغرافية أو عرقية، وهو ما يتماشى مع المفهوم الإنساني العصري الذي ينظر لكل سكان الدول باعتبارهم بشر لهم نفس الحقوق الإنسانية
أخشى أن يكون الرئيس قد وصل للحالة التي تجعله يتعامل مع مقام الألوهية العظيم بطريقة: بكام؟ ومنين؟ بل ويقدم لنا تعريفا جديدا لـ"الأرض الحرام" باعتبارها الأرض التي تحرم الدولة بناء المساجد فوقها، فتصبح الدولة الجديدة بخطابها الديني المجدد هي مصدر الحلال والحرام.
يتم تكريس وجهات النظر المختلفة في انشقاقات تتطور مع الوقت؛ من الحالة الفردية إلى "حساسية أجيال" أو "صراع أجنحة" أو "احتراب وتآكل تنظيمي"، وهو ما تسعى إليه أجهزة السلطة
الثورة التي نحتاجها، وهي "ثورة ممكنة"، هي ثورة على "مفهوم الثورة"، بمعنى أن الثورة ليست بالضرورة تغيير اسم وجسم الشخص الذي نضع التاج على رأسه، ولكن تغيير العلاقة بيننا وبين الكائن المتشيء الذي يعيش أسفل التاج،
نواصل القتال من جديد.. ربما ينصرف كثير من المحاربين يأساً أو استسلاما للزيف الذي تحقق أو لأسباب أخرى، لكن المعركة الصحيحة من أجل الهدف الصحيح سوف تستمر.. بنا أو بغيرنا.
وصف صديقي الدكتور كمال حبيب رمزية "القفص الزجاجي الذي سقط فيه الدكتور مرسي قتيلاً، بأنه ليس مجرد قفص، وإنما هو حالة لمجتمع كامل يواجه انكشافاً كاملاً أمام سلطة تراقبه بشكل دائم"، وهو ما يكرس شعور المواطن بالرقابة اللصيقة، وعدم القدرة على الإفلات من عقاب السلطة التي تحيط به من كل جانب.
تفشي الرغبة في الحكم بين أفراد مجتمع ما؛ تعكس حالة التمييز وغياب القانون واختلال منظومة العدالة، بحيث تصبح السلطة هي السبيل الوحيد للثراء والأمان وتحقيق الرفاه المعيشي
فكرة "بداية جديدة" تعني قياس مقدار الرغبات الفردية والجماعية في "التوبة" بكل أنواعها.. توبة الحاكم عن بطشه واعتماده على قوة العصا بدلا من قوة الفكرة، وتوبة الفاسد عن فساده، وتهيئة المجتمع لطموح الرزق الوفير بالحلال..
لا يهمني إن كنت من فريق هشام عشماوي أم ضده، يهمني أن تنظر للإرهاب كظل للأنظمة القمعية الفاسدة، ويهمني أكثر أن نتجنب فخ الانقسام، ونتجنب التورط في هذه الحماقة مهما توفرت الذرائع والمغريات التي يحرضنا عليها إعلام وسياسات أبديرا