سياسة عربية

هتافات نارية للأقباط بمصر تطالب بإقالة وزير الداخلية (شاهد)

أ ف ب
ردَّد عدد من مشيعي ضحايا تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية هتافات نارية، مساء الاثنين، تطالب بإقالة وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، على خلفية اتهامات بالتقصير الأمني في حادثي تفجير الكنيسة، وكنيسة مار جرجس بمحافظة الغربية، الأحد، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في التفجيرين.



واضطرت الهتافات العدائية لعبد الغفار، التي رددها العشرات من الشباب المسيحيين الغاضبين، فضائيات مصرية عدة كانت تقوم ببث التشييع على الهواء مباشرة إلى قطع البث، ومنها فضائيتا إكسترا نيوز وctv التابعة للكنيسة القبطية.

وردد المشيعون هتافات غاضبة تنادي بإقالة عبد الغفار من منصبه، على رأسها: "شكرا شكرا يا داخلية.. شكرا شكرا على الهدية.. ارحل يا عبد الغفار.. قلب القبطي مولع نار".



وتأتي تلك المطالبات بإقالة وزير الداخلية في سياق مطالب قبطية وسياسية عدة تدعو لإقالته.

 ودعا رئيس "الاتحاد المصري لحقوق الإنسان"، ومستشار الكنيسة القبطية، نجيب جبرائيل، في اتصال هاتفي ببرنامج "الشارع المصري"، عبر فضائية "الحدث اليوم"، إلى إقالة الوزير، قائلا: "هناك تقصير أمني من قبل وزارة الداخلية، ولو مصر دولة بتحترم الشعب يجب إقالة وزير الداخلية فورا.. يا فرحتي بإقالة مدراء الأمن".

وفي السياق نفسه، طالب عدد من أعضاء "مجلس نواب ما بعد الانقلاب" بإقالة عبدالغفار، على خلفية تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية. وكشف عدد منهم عن سعي برلماني لإقالته؛ لعدم مقدرته على التصدي لمثل هذه الحوادث، وتكرارها أكثر من مرة في عهده خلال مدة قصيرة، وتقدم بعضهم باستجوابات عاجلة للوزير.

كما ارتفعت مطالب أحزاب وقوى سياسية عدة تدعو لإقالة الوزير. وبحسب بيان للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فإن تكرار هذه الحوادث الإرهابية، ووقوع أكثر من حادث في يوم واحد، يعكس تقصيرا أمنيا فادحا بالذات، مطالبا بإقالة الوزير، ومحاسبة المسؤولين.

ومن جهتهم، تساءل نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي: هل يُقال مجدي عبد الغفار بعد عامين شهدا 564 حادثا إرهابيا و308 قتلى؟

وفي المقابل، بدا حرص نظام السيسي على بقاء الوزير في منصبه. وفي هذا الصدد، صادرت السلطات عدد الاثنين من جريدة "البوابة"، الموالية للانقلاب، لدى طباعتها بمطابع مؤسسة "الأهرام"؛ بسبب مطالبتها بمحاسبة وزير الداخلية على التقصير في منع تفجيري الكنيستين.

وكتب رئيس تحرير الجريدة، عبد الرحيم علي، مقالا بعنوان "تغيير الاستراتيجيات الأمنية بات واجب اللحظة"، قال فيه: "لقد تجاوز وزير الداخلية كل الخطوط، فما حدث بالأمس، وبكلمات واضحة صريحة، إهمال أمني جسيم، يستحق التوقف وإعادة النظر في المنظومة الأمنية".

وتم تعيين عبد الغفار وزيرا للداخلية المصرية في السادس من آذار/ مارس عام 2015، خلفا للواء محمد إبراهيم.

وكانت السمة الأبرز في مسيرته الأمنية استهداف ثلاث كنائس قبطية في أقل من خمسة أشهر، كما هو الحال في تفجير كنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية بالعباسية وسط القاهرة في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتفجير كنيستي مار جرجس بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية شمال دلتا مصر، ومار مرقس بالإسكندرية، الأحد 9 نيسان/ أبريل الحالي.

وشهدت فترة توزير عبد الغفار أيضا مئات الحالات من القتل والتعذيب والتكدير وانتهاك حقوق المواطن، خارج إطار القانون، وهو ما كشفه تقرير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، جاء تحت عنوان "حصاد القهر"، الذي رصد فيه 474 حالة وفاة على يد الأجهزة الأمنية، و700 حالة تعذيب فردي وجماعي، وتكدير جماعي لمعتقلين داخل أقسام الشرطة والسجون وأماكن الاحتجاز، و464 حالة اختفاء لمعتقلين، وكلها خارج إطار القانون.