سياسة عربية

السيسي يلوح بمدة أخرى ويؤكد وفاء ترامب بالمعونة (شاهد)

عبدالفتاح السيسي زعم أن ترامب لديه فهم حقيقي في ما يتعلق بالإرهاب- جيتي
نفى رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، احتمال ظهور ديكتاتور آخر في مصر، يمكث في الحكم ضد إرادة المصريين، مشيرا إلى أنه في حالته فهو متواجد في سدة الحكم لمدة أربع سنوات، قد تليها أربع سنوات أخرى، في حال رغبة المواطنين في استمراره، دون أي مخالفة للدستور أو دولة القانون، على حد تعبيره.

جاء ذلك في حواره مع فضائية "فوكس نيوز" الأمريكية، عبر برنامج "سبيشال ريبورت"، الذي بثه المذيع "بريت بيير"، مساء الأربعاء، وأكد في نهايته السيسي أنه يصعب حل مشكلات منطقة الشرق الأوسط دون وجود الحليف الأمريكي.

وكشف السيسي في الحوار أنه تلقى وعدا من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باستمرار المساعدات العسكرية لمصر، مشيرا إلى أنه يثق بشدة في الرئيس الأمريكي.

ويختتم السيسي، الخميس، زيارة إلى واشنطن، استغرقت ستة أيام، وشهدت عقد لقاء بينه وبين دونالد ترامب، اعتبرتها وسائل الإعلام المصرية، والمتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، فصلا جديدا في العلاقات المصرية- الأمريكية.

وفي حواره مع "فوكس نيوز"، تناول السيسي عددا من القضايا السياسية والاقتصادية، والملفات الإقليمية والعربية والدولية، على الرغم من أن الحوار استغرق أقل من 15 دقيقة.

"راقت لي شخصية ترامب"

وفي بداية اللقاء نبَّه المحاور الأمريكي، بحسب صحيفة "اليوم السابع"، إلى أن السيسي كان من أول المهنئين للرئيس الأمريكي.

وهنا علق السيسي بالقول: "تابعت كل تصريحات الرئيس ترامب طوال فترة ترشحه، وراقت لي شخصيته وأفكاره المختلفة وإرادته القوية في محاربة الإرهاب.. والتزامه في هذا الشأن أمر جيد، وأنا أدعمه".

وزعم السيسي أن ترامب لديه "فهم حقيقي بالمنطقة، فيما يتعلق بالإرهاب، بالمقارنة بإدارة سلفه باراك أوباما"، مضيفا أن "لديه جدية ومسؤولية في مواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة، وهذا شيء رائع حقا". وتابع: "ليس هناك شيء أفضل من مكافحة الشر"، حسبما قال.

ولم يكتف السيسي بهذا المديح بحق ترامب بل مضى إلى القول إن أسلوب ترامب واضح جدا، ومباشر للغاية، وقوي أيضا، زاعما أن "أفكاره مختلفة، وأن لديه إرادة قوية لمحاربة الإرهاب والتطرف، ومتابعا أنه يتوقع نجاحه في منصب الرئاسة، ومؤكدا دعم مصر له في "محاربة الإرهاب"، حسبما قال.

متاعب المواطن.. وآية حجازي

وعلى مستوى الداخل المصري، قال إن همه الأول هو المواطن المصري الذي يواجه الكثير من المتاعب الاقتصادية.

وفي ما يتعلق بملف حقوق الإنسان، زعم أن نظامه يحرص على المصريين، مثلما تحرص الولايات المتحدة على مواطنيها، مردفا أنه يسعى إلى تحقيق التوازن بين حقوق الإنسان والأمن الوطني.

وفي إجابته عن سؤال حول السجينة المصرية الأصل، الأمريكية الجنسية، "آية حجازي"، أكد احترامه لكل المواطنين، سواء المصريين أم حاملي الجنسيات الأخرى.

وأوضح أنه بالنسبة لحالة "حجازي" فهي تواجه تهمة استخدام الأطفال في التظاهرات، وتنتظر حاليا حكما لا يمكنه أن يتدخل فيه، لكنه يظهر اهتماما بالقضية الدائرة.

وادعى أن السلطات في مصر تحافظ على التوازن بين حقوق الإنسان والأمن العام للوطن.

وكان البيت الأبيض قد طالب السلطات المصرية مرارا بإسقاط التهم المنسوبة إلى آية حجازي، وإطلاق سراحها.

وعندما سأله بريت بيير: "كيف ترد على ما يثار حول حقوق الإنسان والسجناء السياسيين في بلدك؛ وعشرات الآلاف من السجناء السياسيين، في ضوء إمكان مواصلة الكونغرس استخدام سلطته للحد من الدعم الأمريكي لمصر جـراء مستوى القمع والانتهاكات تحت حكم السيسي؟".

أجاب السيسي بأنه التقى بعدد من نواب الكونجرس، وتناقش معهم في قضايا كان بينهم احترام المواطنين، مشيرا إلى أن الأمر يجري على محورين أحدهما حماية المواطنين، والآخر منع التطرف، مع مراعاة حقوق الإنسان، زاعما أن كل ما يتم فعله يتم وفقا للقانون، والقضاء.

وعن الوضع في سيناء قال السيسي إن مصر حققت تقدما كبيرا في مكافحة الإرهاب بسيناء خلال السنوات الثلاث الماضية؛ وخاصة في الأربعة عشر شهرا الأخيرة، حيث بدأت بمحاربة ما يُطلق عليه "أنصار بيت المقدس"، لكن محاربة الإرهاب الذي يتواجد بين المدنيين أمر في غاية الصعوبة، ويحتاج للكثير من الوقت للتخلص منه بصورة كاملة، وفق قوله.

هكذا دافع عن روسيا في سوريا

وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية، دافع السيسي عن التواجد الروسي في المنطقة، قائلا إنه يهدف إلى حماية المصالح الروسية، مدعيا أن موسكو تدافع عن هذه المصالح، وتحارب الإرهاب والمتطرفين، داخل الأراضي السورية.

وأردف أن سوريا تدفع ثمن ما حدث في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، مضيفا: "لقد سألت بشيء من الوضوح منذ أيام: من الذي جمع هؤلاء المتطرفين في سوريا؟".



ويدعو لرفع حظر الأسلحة لتقوية حفتر


وفي ما يتعلق بليبيا أكد السيسي عدم تردد مصر في مساعدة الدولة الليبية المجاورة لإنقاذها من أتون الحرب ضد التنظيمات المتطرفة، مبديا رغبته في تحرك إيجابي قد تتجلى أولى بوادره في قرار يرفع حظر الأسلحة عن الجيش الليبي.

وحذَّر من فراغ استراتيجي آخر قد يضر المنطقة، إذا توغل تنظيم "داعش" في ليبيا مثل توغله في كل من سوريا والعراق، وهذا قد يزيد من فرص تنفيذ عمليات إرهابية في مصر وبلدان أخرى، على حد وصفه.

ماذا قال عن قضايا المنطقة؟

وأخيرا، حول قضايا المنطقة قال السيسي: "أثق في قدرة الرئيس دونالد ترامب، على التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأكد السيسي أيضا قدرة المنطقة العربية على تحقيق أمنها القومي برغم حالة انعدام الاستقرار، مضيفا أن دول الخليج ليسوا مجرد جيران، لكنهم أشقاء، وأمنهم القومي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، حسبما قال.

وفي الختام سأله بريت بيير: "هل يوجد اختلاف بين الرئيس ترامب وسابقه أوباما؟"، فأجاب السيسي بالإنجليزية: "(YES).. نعم".

وعلق المذيع مازحا: إنها الكلمة الوحيدة التي نطقتَها بالإنجليزية خلال الحوار، فضحك الأخير.