ملفات وتقارير

هل يعيد الغرب تقييم موقفه من الأسد بعد مجزرة إدلب؟

أوضحت الولايات المتحدة أن رحيل الأسد ليس أولوية بالنسبة لها - أ ف ب
رغم أنها ليست المجزرة الأولى التي ينفذها النظام السوري وينجو بفعلته، إلا أن الغرب تنادى هذه المرة وطلب اجتماعا لمجلس الأمن من أجل اتخاذ تدابير بحق من ارتكب المجزرة، والتي اتهموا فيها نظام الأسد رغم النفي الرسمي السوري.

وبينما تشي التصريحات الفرنسية والبريطانية بتغير في الموقف من نظام الأسد، إلا أن مراقبين قالوا إن ذلك لن يغير شيئا على الأرض بسبب عوامل عدة أبرزها الموقف الأمريكي الأخير الواضح، والاصطفاف الروسي الصيني الإيراني إلى جانب الأسد.

ولم يتفاجأ كثيرون من الموقف الأمريكي الأخير من رأس النظام في سوريا، فالتراجع الحقيقي كان منذ قررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، إلغاء الضربات الجوية لنظام الأسد.

ولم تكن الولايات المتحدة الوحيدة التي غيرت موقفها فقد سبقهh تغير في الموقف الفرنسي، والبريطاني، والأوروبي بشكل عام عندما لم يدرج "رحيل الأسد" كشرط أساسي للحل في سوريا، واستبدل بأن الأسد "ليس شريكا"، في قمة بروكسل 2015.

وبعد مجزرة إدلب اليوم والتي راح ضحيتها 100 مدني سوري عدد كبير منهم من الأطفال والنساء، سارعت دول أوروبية منها فرنسا وبريطانيا لدعوة مجلس الأمن للانعقاد، حيث تقرر عقد جلسة طارئة الأربعاء لمناقشة المجزرة وتداعياتها.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء أن الهجوم الكيماوي وسيلة اختبار للإدارة الأمريكية الجديدة وأنه حان الوقت لأن توضح واشنطن موقفها بشأن الرئيس بشار الأسد.

الإدارة الأمريكية الجديدة أعادت بعد ذلك تأكيد موقفها الجديد من الأسد، بأن رحيله ليس من أولويات الإدارة، رغم وصف المجزرة بالشائنة، وفضلت إلقاء اللوم على الإدارة السابقة، برئاسة باراك أوباما، لكون تردده في وضع خط أحمر ضد استخدام الأسلحة الكيمائية.

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، قول ماذا ستفعل إدارة ترامب إزاء الهجوم لكنه أضاف أن الرئيس تحدث مع فريقه للأمن القومي بشأن القضية.

وكرر سبايسر وجهة النظر التي عبر عنها كبار مساعدي الرئيس ترامب في الأيام القليلة الماضية قائلا إن الولايات المتحدة لا تركز الآن على إجبار الأسد على ترك السلطة وإنما الأولوية لهزيمة تنظيم الدولة.

اقرأ أيضا: 121 قتيلا بالغاز السام والقصف الروسي و"الأمن" يجتمع (فيديو)

اقرأ أيضا: هل تمكن الأسد من إقناع الغرب بضرورة بقائه في السلطة؟


عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، ميشيل كيلو قال في حديث لـ"عربي21" إن على الأوروبيين أن يكونوا أكثر ديناميكية الآن في ظل التحركات الأمريكية والروسية في المنطقة واتخاذ موقف واضح ضد نظام الأسد يدعو لتطبيق القرارات الدولية بخصوص سوريا نصا وروحا.

ولفت إلى أنه لا يتوقع تغيرا في الموقف الأمريكي، فهو ما زال بحسب كيلو يرى أن محاربة تنظيم الدولة والإرهاب، أولوية ويعمل على بناء بيئة استراتيجية في شمال العراق وسوريا لاستخدامها في الصراعات المستقبلية.

غير أنه لفت إلى أن الإدارة الجديدة ربما يكون الخيار المطروح أمامها بعد مجزرة اليوم، هو وضع خطوط حمراء، ومؤشرات، والطلب من الروس ضمان عدم تخطيها، مستبعدا أن يكون لدى الأمريكيين الآن رغبة بتوجيه ضربات لنظام الأسد في ظل الانتشار الروسي، والاكتفاء بمواقف أقرب إلى دبلوماسية التهديد.

وتوقع عضو الائتلاف المعارض أن يقوم مجلس الأمن في جلسة الأربعاء بإقرار تشكيل لجان لبحث من يقف وراء الهجمات الكيميائية، وإدانة واسعة بتحفظ روسي وصيني.

وختم بأن هذه الجلسة جزء من الأزمة السورية، ولن تكون محطة للقيام برفع سيف النظام عن رقاب السوريين، وإن أي منعطف في الأزمة السورية ربما يكون بعد الانتهاء من معركتي الموصل والرقة، وليس قبل ذلك.

المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، لفت إلى أن جلسة مجلس الأمن غدا لن تخرج بأي جديد في ظل الدعم الروسي والصيني للنظام، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها النظام مجزرة بحق الشعب السوري.

وأشار يلماز في حديث مع "عربي21" إلى أن المجلس قد يفشل حتى بإصدار إدانة للنظام السوري، بسبب الفيتو الروسي الصيني الحاضر دائما لصالح نظام الأسد.

وعن الموقف الأمريكي، لفت يلماز إلى أنه واضح جدا، ويرى أن الأولوية هي محاربة تنظيم الدولة، وليس النظام السوري.

اقرأ أيضا: "نية مبيتة" لمجزرة الكيماوي بإدلب.. ما هي حسابات النظام؟

اقرأ أيضا: وزارة الدفاع الروسية تتبرأ من هجوم مجزرة خان شيخون


بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها عدم وجود أية علاقة لها بالمجزرة، مؤكدة أن طائراتها لم تحلق اليوم إطلاقا فوق إدلب وريفها.

كما نفى جيش النظام السوري في بيان "نفيا قاطعا" استخدام أي أسلحة كيميائية أو سامة في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "القيادة العامة للجيش تنفي نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيماوية أو سامة في بلدة خان شيخون بريف إدلب هذا اليوم، وتؤكد أنها لم ولن تستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا".

وأضاف الجيش السوري أن "المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيماوية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الأبرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة".