فنون منوعة

هكذا أحيا العرب الذكرى الـ40 لرحيل "العندليب الأسمر"

صورة من أواخر عام 1960 يظهر فيها مغني مصر الأشهر "العندليب الأسمر"- جيتي
لا يزال صوت عبد الحليم حافظ، يصدح في بيروت بعد 40 عاما على وفاته، ويعتلي أرفف المكتبات الموسيقية، ويشكل حالة رومانسية تعذر على أي فنان آخر سد فراغها.

واحتفاء بذكرى "العندليب الأسمر"، نظمت لجنة تكريم رواد الشرق احتفالا رعته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) التابعة لجامعة الدول العربية بالاشتراك مع وزارتي الثقافة في لبنان ومصر، وبالتنسيق مع السفارة المصرية في لبنان، وبحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم.

وشارك في الاحتفال الذي أقيم على مسرح "أونيسكو" في بيروت ليل الخميس عدد من الفنانين والسياسين اللبنانيين والعرب، من محبي عبد الحليم.

وأدى عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب أغاني عبد الحليم على المسرح، أمام جمهور احتشد في قاعة "أونيسكو" لإحياء الذكرى. 

من جهته، قال الفنان سعد رمضان، إنه شعر بخوف شديد أثناء تأديته أغاني حليم، لكونه "من الصعوبة وضع أنفسنا في مقارنة مع عملاق فني مثله".

وأضاف أن "أغنية قارئة الفنجان أنقذتني من هذا الحرج والخوف، وعندما أديتها استعدت ثقتي بنفسي".

وعلى أنغام أغنية "على قد الشوق"، رقصت سيدة غزا الشيب رأسها أمام الجمهور، وكانت تعكس حب الناس لحليم، وتستعيد ملامح صوته عبر موسقى أغنياته.

اقرأ أيضا: هل سمعت برسالة الملك سلمان للعندليب؟.. هنا القصة (فيديو)

وتوالت على المسرح أغنيات عبد الحليم بأصوات أحمد عفت من مصر، ومحمد الجبالي من تونس، وبمشاركة خاصة لعازف الكمان جهاد عقل، والأوركسترا اللبنانية الشرقية بقيادة المايسترو أندريه الحاج.

وفي مقدمة من حضر الحفل، رئيس الحكومة اللبناني السابق فؤاد السنيورة، الذي اعتبر أن إحياء ذكرى فنان بحجم عبد الحليم، هو غنى للذاكرة والتاريخ الثقافي الجميل.

وأضاف: "هذه ليست أمسية فنية فقط، هذا ليس تعلقا بالثقافة فحسب، بل عودة للالتزام بالعروبة المستنيرة التي تجمعنا مع أشقائنا في العالم العربي".

وأشاد السنيورة بمسيرة عبد الحليم، وقال: "مكانته في حياته ومماته في القلب والضمير والوجدان ما تزال قائمة".

بدوره، قال وزير الثقافة اللبناني، غطاس خوري، إن عبد الحليم مصري، لكن فنه جعله ملكا للوطن العربي كله.

وأضاف أن هذا الحفل "أثبت مدى حب اللبنانيين لعبد الحليم، وفنه الذي ينتمي إلى العصر الذهبي".

وقال عازف الكمان جهاد عقل، إنه أمضى لحظات صادقة في عزف أنغام حليم، حيث إنه يسعد نفسه ويسعد الجمهور في آن واحد.

وأضاف: "كل فنان يطمح لأن يكرم الفنانيين الكبار، الذين تركوا ذكرى خالدة".

معرض فني تشكيلي للعندليب


وأقيم معرض فني تشكيلي على مسرح "اونيسكو"، شارك فيه 74 فنانا تشيكليا، عرضوا لوحات عن عبد الحليم حافظ، وحياته، وأفلامه، وصوره، وأغانيه، ومسيرته الفنية.

وعبد الحليم حافظ، واسمه الأصلي عبد الحليم علي شبانة، يعد أحد أشهر فناني مصر، وتوفي في 30 آذار/ مارس 1977، بعد صراع مع المرض عن عمر 48 عاما في إحدى مستشفيات لندن.

وتعاون عبد الحليم مع الملحن محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أن له أغاني شهيرة من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب مثل (أهواك ونبتدي منين الحكاية وفاتت جنبنا).

وأكمل الثنائي (حليم- بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري محمد حمزة سلسلة من أفضل الأغاني العربية، من أبرزها (زي الهوا، وسواح، وحاول تفتكرني، وأي دمعة حزن لا، وموعود).

وغنى للشاعر الكبير نزار قباني، أغنية قارئة الفنجان، ورسالة من تحت الماء، التي لحنها الموسيقار محمد الموجي.