صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: "العفن والتطرف" في إسرائيل يفوز بالجوائز

"المتطرف العفن" دافيد باري- أرشيفية
شن كاتب إسرائيلي يساري؛ هجوما شرسا على الحكومة الإسرائيلية لمنحها "جائزة إسرائيل للنجاح"؛ لشخصيات إسرائيلية "عفنه ومتطرفة"؛ معتبرا ذلك بمثابة "الصعود درجة في السلم اللاأخلاقي".

وقال الكاتب الإسرائيلي، جدعون ليفي في مقال له نشر اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية؛ "لأول مرة في تاريخ الدولة (إسرائيل) تقرر منح التقدير الأكبر والأسمى للاحتلال؛ لم يسبق للدولة أن فعلت ذلك، لاسيما بهذا الشكل الفظ، بدون أي خجل أو تردد أو غموض"، مشددا على "عدم التسامح مع الدولة" في هذا الجانب.

واستهجن منح الجائزة "للمحتل ومتعاونيه،؛ فالأول (دافيد باري)؛ متعاون مباشر مع الاحتلال، عنصري وقومي متطرف، والثاني (تسفي ليفي)؛ متعاون مع الجيش، وبطريقة غير مباشرة مع الاحتلال أيضا"؛ مضيفا: "هكذا تم تحطيم رقم قياسي آخر في التدهور الأخلاقي لإسرائيل".

وتابع: "المشروع الذي بدأ سرا وبتردد وخجل، أصبح مسموح بالتدريج فيه وتحول إلى أبعاد وحشية، ويصل الآن إلى ذروة أخرى وهو مزين بالجوائز"، موضحا أنه في "دولة سليمة كان من المفروض أن يكون مكان دافيد باري في المحكمة؛ لأن تاريخ جمعية العاد (جمعية استيطانية متطرفة مختصة بسرقة منازل سلوان بالقدس المحتلة وتهويدها) التي أقامها؛ مليء بالخداع الاستيطاني".

وعدد الكاتب أداوت الفساد التي تعتمد عليها تلك الجمعية الاستيطانية وهي؛ "شركات وهمية ومتعاونون ووثائق مزورة والابتزاز تحت التهديد والرشوة والركض وراء المال، إضافة لشركات الحراسة العنيفة والمليشيات التي تزرع الرعب والإرهاب".

وأضاف: "هذا العفن يفوز الآن بالجائزة، وهدف باري غير الأخلاقي يبرر كل الوسائل؛ وتحت غطاء الآثار والحفاظ على جودة الطبيعة والسياحة، فان هدفه الشفاف والحقير هو التهويد؛ وبكلمات أخرى؛ التطهير العرقي والترحيل في القدس، وهنا الجهاز القضائي صادق وإسرائيل تعاونت، وهي الآن تؤدي التحية".

وتسأل ليفي مستنكرا؛ "لمن تؤدي التحية، أيتها الدولة؟؛ لمن قام بطرد آلاف السكان من منازلهم ونغص حياتهم، لمن حول قرية فلسطينية لموقع سياحي يهودي؟"؛ معبرا عن أسفة لأن "أعضاء لجنة الجائزة لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة قرية سلوان (يتم السيطرة وسرقة منازل الفلسطينيين واحدا تلو الآخر)؛ لأن باري الحاصل على الجائزة؛ هو المسؤول عن وضع العصي في عيون السكان في هذا الحي الضعيف والمقموع".
 
ولفت أن "أعلام إسرائيل والحراس المسلحين يقضون مضاجع السكان (الفلسطينيين) صباح مساء؛ وللأسف أن أعضاء اللجنة لم يتواجدوا أثناء تنفيذ عملية طرد السكان (أهل حي سلوان) من بيوتهم إلى الشارع، بأمر من باري وعصابته".

وأكد الكاتب؛ أن ما سبق "لا يهم باري، لكن منح الجائزة لصاحب الترانسفير يعيد تعريف إسرائيل بأنها دولة نتفاخر الآن بجرائمها؛ فلم يسبق أن كان أمرا كهذا".

وأشار إلى أن "الشخص الآخر الحاصل على الجائزة هو تسفي ليفي؛  الذي هو من الكيبوتس (مستوطنة زراعة وعسكرية) وضابط رفيع المستوى في الاحتياط، الذي قرر أن يهب حياته لمساعدة الجنود الوحيدين والمحتاجين".

وتابع: "هذا ليس سيئا؛ لكن لماذا اختار تسفي جنود الجيش الإسرائيلي من بين جميع محتاجي وضحايا الدولة؟ ولم يختر الفقراء أو المعاقين أو اللاجئين أو الشيوخ أو الاثيوبيين أو الفلسطينيين واختار الجنود بالذات"، منوها أن "تسفي بهذا الاختيار يستمر في إرث غير فاخر لمشاريع المساعدة للجماعة الأقل احتياجا في المجتمع الإسرائيلي".

ونبه الكاتب؛ إلي أن "الجيش الذي يغرق في بحر ميزانياته ليس من بين المحتاجين في إسرائيل؛ والجنود الذين يقوم بعضهم بتنفيذ مهمات احتلالية شيطانية لا يستحقون ذلك"، مؤكدا أن "قرار منح الجائزة لتسفي ليفي الذي يجلس على كرسي متحرك مع جهاز للتنفس الاصطناعي، مشكوك فيه أنه قرار صحيح".

وأوضح ليفي؛ أن قرار منح الجائزة بهذه الطريقة "ليس صدفة؛ فالدولة التي تمنح الجائزة الأكثر أهمية لمن يتعاون مع الاحتلال والجيش؛ نقول الكثير عن سلم أولوياتها وقيمها"؛ مضيفا: "من الذي يؤدي التحية لذلك؟ المعارضة؛ فيئير لبيد مفروغ منه وهو كثيرا ما كرر: "أنتم البرهان على أن حب الدولة والوحدة هما الطريق".

واختتم الكاتب اليساري الغاضب مقاله، بقوله: "في مسابقة التمسك والالتصاق انتصر اسحق هرتسوغ (زعيم المعارضة الإسرائيلية) بالضربة القاضية، فقد نعت باري بـ "باحث ومكتشف أسرار القدس".
 وقال: "صانع الترانسفير هو مكتشف أسرار القدس، وهرتسوغ هو مكتشف أسرار إسرائيل؛ كلها جمعية العاد".