فنون منوعة

أوسكار 2017 تبتسم للمسلمين.. فأين سينما العرب من منصة التتويج؟

أوسكار
في نهاية شباط/فبراير من كل عام تتجه أنظار العالم نحو مسرح دولبي بهوليود في لوس أنجلوس؛ حيث يقام حفل توزيع جوائز الأوسكار المقدمة من "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" (AMPAS)، والتي ينتظرها العرب للمشاهدة فقط دون أمل في التتويج بالجائزة.

وشهدت جوائز أوسكار الاثنين الماضي، ولأول مرة منذ بدء فعالياتها منذ 89 عاما حصول ممثل مسلم هو الأمريكي الأسود ماهر شالا؛ على إحدى جوائز المسابقة، كأفضل ممثل مساعد عن فيلم "ضوء القمر".

وأثار فوز شالا الجدل في باكستان بين احتفال البعض به كممثل مسلم؛ ورفض آخرين الاحتفاء به كونه ينتمي للطائفة الأحمدية والتي يصنفها القانون الباكستاني كطائفة غير مسلمة.

وفي مفاجأة سارة للعرب، فاز الفيلم التسجيلي السوري "الخوذ البيضاء" "The Who Helmets" بجائزة أوسكار لأفضل فيلم تسجيلي قصير يحكي معاناة فرق الدفاع المدني في إنقاذ السوريين بمناطق المعارضة.


وتابعت إيران نجاحاتها السابقة بالأوسكار؛ وحصد فيلمها "البائع" "The Salesman" جائزة أفضل فيلم أجنبي للمخرج "أصغر فراهاري" الذي رفض تسلم الجائزة احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر السفر على 7 دول مسلمة بينها إيران.



وبالرغم من أن صناع الأفلام العربية يحرصون دائما على عرض أهم أعمالهم على لجان المهرجان، إلا أن عددا قليلا منها يصل للترشيح النهائي؛ بينما نال واحد فقط الجائزة.

وفي النسخة 89 للأوسكار؛ شاركت السعودية هذا العام بفيلم "بركة يقابل بركة" للمخرج محمود صباغ، وتقدمت مصر بفيلم "اشتباك"، للمخرج محمد دياب بطولة نيللي كريم وطارق عبد العزيز؛ للتنافس على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، إلا أنهما لم يصلا لقائمة الترشيح.


وبرغم أن تاريخ السينما العربية يمتد لمائة عام إلا أنه لم يصعد منصة تتويج مسرح دولبي إلا فيلم عربي وحيد، وهناك 5 مشاهد للعرب بالأوسكار، هي كالتالي:

"باب الحديد"

أول فيلم عربي وأفريقي يشارك في الأوسكار على الإطلاق عام 1959، للمخرج يوسف شاهين، وبطولة هند رستم وفريد شوقي ولكنه لم يصل لقائمة الترشيح.


"عمر الشريف"

تم ترشيح النجم المصري لجائزة أفضل ممثل مساعد عام 1963، عن دوره في فيلم "لورانس العرب" "Lawrence of Arabia" لكنه لم ينل الجائزة فيما حصد 3 جوائز جولدن جلوب وجائزة سيزر خلال تاريخه الفني.


 "لم يزل باق "Z"

فيلم (فرنسي-جزائري) سجل كأول فيلم عربي على الإطلاق يفوز بجائزة من أوسكار عام 1970، رغم أن قصة "Z" لا تنتمي للواقع العربي وأبطاله ليسوا نجوما عربا.



"وجدة"

أول فيلم سعودي يُرشح للأوسكار في تاريخ المملكة عام 2014، للمخرجة هيفاء منصور، وهو أول فيلم روائي طويل يصور كاملا بالمملكة، ولم يحصل "وجدة" أيضا على ترشيح الجائزة.

 
"ذيب"

أول فيلم أردني يصل لمرحلة التصفية النهائية للأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2016، ليكون رابع فيلم عربي يوضع على قائمة الترشيح للجائزة.



ماذا قدم العرب؟

وحول غياب العرب عن منصات التتويج بالأوسكار، قال الإعلامي والكاتب والروائي السعودي هاني نقشبندي عبر "تويتر": "نتهم إيران بالتخلف الثقافي والعنصرية. فيلم (البائع) الإيراني حاز على الأوسكار. أخبروني ماذا أحرزت السينما العربية كلها طوال مائة عام؟".

غياب المشاركة قبل التتويج

وقالت الفنانة المصرية ميرال كمال: "رغم غياب العرب عن منصات التتويج إلا أنه لا يوجد غياب بمعنى الكلمة للأفلام العربية وإن كان هناك غياب فهو للأفلام المصرية".

وأكدت ميرال لـ"عربي21" "تراجع إقبال المخرجين المصريين على عرض أفلامهم للترشيح للجائزة"، وهو ما فسرته بـ"عدم وجود الثقة الكافية في فوز أفلامهم التي غالبا ما تتناول أفكارا غير مغرقة في المحلية وتغيب عن كثير منها نقل الصورة الواقعية أو عرض أفكار من عمق الوطن".

وقالت: "يجب أولا أن يشارك العرب بكثافة وبعدها يمكننا التفكير في منصات التتويج"، مشيرة إلى أن مهرجان دبي قدم بروتوكولا يمنح الأفلام الفائزة بجائزته حق الترشيح للأوسكار"، معتبرة أن "ذلك يعد تحفيزا جيدا للمنتجين والمخرجين العرب".

ونفت ميرال أن يكون ضعف الإنتاج وقلة استخدام التقنيات الحديثة بالأفلام العربية وعدم وجود نجوم عالميين؛ هي أسباب عدم وصول العرب لمنصات التتويج، مؤكدة "أن هناك أفلاما عربية ضخمة الإنتاج وأنه ليس بالضرورة أن تكون ضخامة الإنتاج وحجم الميزانية الطريق للأوسكار"، مشيرة لفوز إيران بالجائزة.

وأضافت أننا كعرب نمتلك جميع التقنيات الحديثة، وهناك نجوم عرب شاركوا في أعمال عالمية مؤخرا، ومنهم الفلسطيني علي سليمان، والسوداني صديق الطاهر، ومن مصر عمرو واكد، وخالد النبوي، وغيرهم.

نظرة الغرب وتسيس الجائزة

من جانبه يرى الناقد والمحلل الفني، أسامة عبد اللطيف، أن "الأزمة تكمن في نظرة الغرب لنا كعرب"، مشيرا إلى "تلقف الغرب أي فيلم عربي يتحدث عن الشذوذ أو الإلحاد في مجتمعنا الشرقي وترشيحه للجائزة".

وأضاف لـ"عربي21"، أن "هناك جوانب سياسية تراعيها لجان التحكيم قبل منح تلك الجوائز وليس الأوسكار وحدها"، مشيرا إلى ترشيح فيلم "11/9 فهرنهايت" للمخرج الأمريكي مايكل مور لجائزة مهرجان كان رغم هجومه على أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 وهو ما كان متوافقا وقتها مع توجه فرنسا.

واعتبر عبد اللطيف أن "حصول الإيرانيين على جوائز الأوسكار له جانب سياسي"، مؤكدا أنه "رغم إبداعهم الملحوظ؛ إلا أن السبب الأهم هو أن القائمين على المهرجانات يعتبرون أن دعم الفن في مواجهة نظام الملالي يخدم سياسة الغرب لحصار إيران كدولة".

ولفت عبد اللطيف إلى عدم وجود أي عضو عربي أو من العالم الثالث بلجنة تحكيم المهرجانات الدولية، وهو ما اعتبره "استحواذا غربيا على مجريات تلك المهرجانات".

وأشار إلى حالة ضعف السينما العربية وما أسماه بـ"الفهلوة" الموجودة في الفن والسينما المصرية بشكل خاص، مؤكدا أن "الصنعة في تراجع ككل مهن الإبداع في مصر".