ملفات وتقارير

عودة الدعم العسكري الأمريكي لمصر كالسابق: دوافع واحتمالات

استأنفت أمريكا تسليم مصر طائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى
يرى محللون أن زيارة الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية لمصر، قد تكون تمهيدا لسيناريو جديد لمواجهة "الإرهاب"، لا سيما في سيناء، مع ما يستدعيه ذلك من احتمالات عدة.

ومن تلك الاحتمالات؛ نشر قوات أمريكية بشبه الجزيرة المصرية، أو مشاركة قوات مصرية خارج الحدود، سواء بسوريا أو اليمن أو ليبيا، وفق محللين.
 
وأشار المحللون إلى أن دور فوتيل حسب منصبه يقتصر على العمليات العسكرية وإدارة القوات فقط، وليس من صلاحياته عقد صفقات سلاح أو الاتفاق على مناورات عسكرية، في الوقت الذي أعلن فيه فوتيل عودة العلاقات العسكرية مع مصر إلى مستواها السابق (قبل الانقلاب عام 2013)، مع إرسال واشنطن طائرات ومعدات عسكرية إلى الجيش المصري.

والأحد الماضي، التقى فوتيل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع صدقي صبحي، ورئيس الأركان محمود حجازي، كلا على حدة.
 
الملفات العربية

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكاريا بتركيا، خيري عمر، إلى "وجود احتمالات تشكيل تحالفات عسكرية جديدة بالمنطقة تقودها واشنطن"، مؤكدا على "دور عسكري مصري محتمل بملفات سوريا وليبيا واليمن، بنشر وإدارة قوات مصرية".

 وأضاف لـ"عربي21" أن "قراءة ما يصدر عن الإدارة الأمريكية من تصريحات حول الأزمات الثلاثة، إلى جانب رصد لقاءات واتصالات (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب مع القادة العرب، وإلى أي عواصم عربية يتوجه المسؤولون الأمريكيون؛ ثلاثتها تعد مؤشرات حول طبيعة التحالفات الدولية المحتملة بالمنطقة وحجم دور الخليج والقاهرة وواشنطن بها"، كما قال.

ملف سيناء

كما توقع الأكاديمي المصري دورا أمريكيا مباشرا ونشر قوات لمواجهة "الإرهاب" في سيناء، مشيرا إلى "أن هناك حديثا أيضا عن عزل سيناء عن باقي مصر"، واعتبر أن هذا "أمر وارد بعد تهجير المسيحيين من العريش قبل أيام، ومن قبلهم آلاف الأسر السيناوية من حدود غزة وإسرائيل"، على حد قوله.

وأكد عمر أن "الدور الأمريكي في سيناء سينكشف إذا طرأ أي تغيير في حجم معدات وتكوين قوات حفظ السلام بسيناء التي يقوم بمهامها جنود أمريكيون، حيث أنها بالتكوين الحالي لا يمكنها تغيير الواقع على أرض سيناء"، وفق تقديره.

يد السيسي

من جانبه، يرى نائب رئيس الأكاديمية السياسية الوطنية، علاء الروبي، أن نتائج زيارة فوتيل ستظهر قريبا بلقاء السيسي وترامب في أمريكا، الشهر المقبل.

وقال الروبي لـ"عربي21" إنه لا يستبعد أن "ينفذ السيسي أي شيء تطلبه الإدارة الأمريكية بالملفات العربية وفي سيناء". ورأى أن السيسي "يقدم فروض الولاء لروسيا وأمريكا وإسرائيل"، مشيرا إلى أن "واشنطن وموسكو يبحثان عن أياد قذرة بهذه الملفات؛ والسيسي مؤهل تماما لهذه الأدوار"، بحسب تعبيره.

وأكد الروبي أن "روسيا توظف السيسي في ليبيا وسوريا، كما أن أمريكا وإسرائيل توظفانه بملف فلسطين ومصالح دوائر الاقتصاد التابعة لهما".

تطورات جديدة

ويشير المحلل السياسي أسامة الهتيمي إلى أن "زيارة فوتيل لمصر هي الثانية خلال أقل من ثمانية أشهر، وهو ما يعني أن ثمة تطورات جديدة ومهمة استدعت زيارة فوتيل، خاصة وأن ترامب يختلف في مواقفه وتوجهاته عن (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما، ومن ثم فقد كان لزاما أن يتحرك المسؤول الأمريكي ليحدد بدقة الأهداف والتحركات الأمريكية الجديدة"، كا قال.

وأضاف الهتيمي لـ"عربي21" أن أهم ملفين بزيارة فوتيل هما الوضع العسكري بخليج العقبة وتطور الموقف المصري حول تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، "بعد حالة الرفض الشعبي والحكم القضائي بإلغاء الاتفاقية، وكذلك الوضع الأمني بسيناء وجهود مواجهة تنظيم الدولة وعمليات تهجير الأقباط".

وأوضح أن "مباحثات فوتيل تناولت كذلك ملفات ليبيا وسوريا واليمن وإيران، لتحديد المواقف والتنسيق، وهو ما يفسر قيامه بزيارة شمالي سوريا ولبنان، ذلك لأنه قائد القيادة المركزية الأمريكية، والتي يشمل نطاق مسؤوليتها 20 دولة منها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستثناء إسرائيل".

ورأى الهتيمي أن "القرار الأمريكي بعودة العلاقات العسكرية مع القاهرة بعد تجميد أربعة برامج عسكرية قبل ثلاث سنوات؛ يعكس حالة الرضا الأمريكي عن النظام المصري، ومن ثم فقد تجاوزت واشنطن الموقف المتحفظ على الأوضاع السياسية في البلاد وأن المياه عادت لمجاريها"، كما قال.