سياسة عربية

شخصيات فلسطينية: آن آوان تمثيل 7 مليون لاجئ بالمنظمة

إعلاميون وسياسيون وشخصيات مستقلة طالبت بتفعيل المنظمة وإشراك الشتات بالقرار الفلسطيني- أرشيفية
قالت شخصيات فلسطينية بارزة إن مقاطعة ومهاجمة القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة وحركة فتح لفكرة وفعاليات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج غير مبرر ويعكس استخفافا بأهمية ودور الجسم الفلسطيني الأكبر للقضية الفلسطينية.
 
وقال الناطق الرسمي باسم مؤتمر فلسطينيي الخارج زياد العالول، على هامش انطلاق اعمال المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج السبت في اسطنبول "إن فكرة المؤتمر جاءت لتحمي منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد لنا، لكن من حقنا مع ذلك أن نكون جزءا أصيلا وفاعلا فيها".

وقال العالول لـ"عربي21" إن المجلس الوطني الفلسطيني معطل منذ عام 1988 ونحن نطالب بانتخابات للشعب الفلسطيني للتعبير عن كيانه وقراره السياسي، وهذا المؤتمر جاء لتأسيس انطلاقة عهد جديد لفلسطينيي الخارج، يتعين معه أن تفتح مؤسسات المنظمة للجميع حتى نعمل من خلال أطر المنظمة ومؤسساتها لا منافسين لها".

وشدد على أن فلسطينيي الخارج "كانوا وما زالوا، فقبل اتفاقية أوسلو كان الفلسطينيون في الخارج وكانت منظمة التحرير معهم ومنذ اتفاقية أوسلو اختزل هذا الدور داخل الأرض المحتلة".

وزاد بالقول: "نحن اليوم نحاول أن نعيد هذا الدور إلى طبيعته ومكانته الصحيحة، ففلسطينيو الخارج هم من يملكون الحرية والطاقة ويستطيعون أن يعملوا ويستطيع أن يكون لهم دور حقيقي في تعزيز شعبنا في الأرض المحتلة ودور في القرار السياسي لتأسيس دولة فلسطينية وعاصمتها القدس".

اقرأ أيضا : إعلاميون فلسطينيون : يجب خلق كيان فلسطيني فاعل يمثل الخارج


وحول المؤتمر قال العالول: "المؤتمر فريد من نوعه، لأول مرة يجتمع الفلسطينيون في الخارج ويتخلون عن انتماءاتهم الحزبية السياسية ويجمعون على الانتماء للمشروع الوطني من خلال 5 آلاف فلسطيني موجودون اليوم هم ينتمون إلى فلسطين ويعبرون عن الانتماء لها، ضمن شراكة حقيقية مع جميع الفئات الفلسطينية المسيحية والمسلمة والعلمانية واليسارية من اكثر من 50 دولة".

ولفت إلى أن الخارج اليوم يمثل قوة حقيقية يمكن أن تلعب دورا مهما وقويا في قضية فلسطين، وفي قضية تحريرها ومشروعنا ومعركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.

 بدوره قال الناشط الحقوقي والعضو المؤسس بالمؤتمر أحمد زكريا مشعل إن فلسطينيي الخارج همش دورهم على مدار سنوات ما بعد أوسلو، وهم من حمل القضية الفلسطينية طيلة فترات النضال منذ الستينات وحتى أوسلو، واليوم نحن نعيد لهم الدور فهم يشكلون الـ 60 بالمائة من مجمل الشعب الفلسطيني.

وحول هجوم المنظمة على المؤتمر قال في تصريحات لـ "عربي21": "القيادات المتنفذة في منظمة التحرير يزعجها هذا الاستفتاء والعرس الوطني الكبير، لأن الشعب يريد أن يقول لا لأوسلو لا للتنازل والتفريط، ومن يريد أن يجعل التنسيق الأمني ديدنه وجل حياته، ينزعج من الكل الوطني الذي يقول لا للتفريط بفلسطين".

وحول انطباعاته عن المؤتمر قال مشعل: "المؤتمر عرس وطني من كل ألوان الطيف الفلسطيني من اليسار إلى اليمين والقامات الوطنية الفلسطينية والفكرية اجتمعت اليوم في حب فلسطين لأن على فلسطين ما يستحق الحياة".

وأضاف: "رسالتي للمؤتمر يجب أن لا يكون تظاهرة إعلامية، بل يجب أن يكون له كيان ويستمر للرد على كل من يتنازل عن فلسطين، وللتأكيد أن الشعب قال كلمته وأسس كينونته في الخارج التي ترفض التنازل وترفض أن توكل أحدا من القيادات في حقها بالتنازل عنه في فلسطين".

اقرأ أيضا : بدء فعاليات مؤتمر فلسطينيي الخارج في إسطنبول (صور)


من جهته قال رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج نواف التكروري إن دور فلسطينيي الخارج كبير وكبير جدا وهو مكمل لإخوانهم في الداخل، ولا يمكن أن يكون تحريضيا.

وقال في تصريحات لـ "عربي21" على هامش انطلاق المؤتمر: "دورنا في الخارج سيكون إن شاء الله نواة لدور الأمة، بالتالي لن يقتصر دور فلسطينيي الخارج على التحرك، بل التحريك وتحريك الأمة جميعها في نصرة القضية الفلسطينية".

وزاد بالقول: "أعتقد أن وصف المنعقدين بالمؤتمر بأنهم شياطين هو ضيق وحزبي ومحاولة لحصر القضية الفلسطينية بأشخاص ومؤسسات وجماعات وحركات والشعب أكبر من كل الحركات وبالفعل يجب أن يجمع قواه خلف هذا المشروع الفلسطيني وليس مهم أن تحضره الحركات والأحزاب فقط".

ووجه التكروري رسالة قال فيها: "رسالتنا لهم أن يكونوا يدا واحدة، وأن يعرفوا مشروعهم وأن يستحضروا قضيتهم وأن يتجاوزوا كل الخلافات الضيقة والأمور الصغيرة التي يجب أن لا تكون".

بدوره اعتبر معين الطاهر العضو السابق في المجلس الثوري لحركة فتح والقيادي العسكري السابق في الثورة الفلسطينية أن فلسطينيي الخارج لهم دور كبير وأساسي ويجب أن لا ينسى أبدا .

وزاد في تصريح لـ"عربي21": "الثورة الفلسطينية المعاصرة انطلقت منهم ودورهم له شقين، الشق الأول يتعلق بتنظيم نشاطاتهم ومحاولة عزل الكيان الصهيوني على الساحات الدولية، وتنظيم وضع الجاليات الفلسطينية والشق الثاني، يتعلق بدعم صمود أهلنا بالأرض المحتلة والضغط باتجاه إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تمثل أطياف الشعب كاملا في مختلف أماكن تواجدهم".

اقرأ أيضا : لماذا هاجمت منظمة التحرير المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج؟

وقال إن نتائج هذا المؤتمر ستحمل الكثيرين منهم _يقصد المعترضين على المؤتمر_ على إعادة النظر في مواقفهم المتسرع الذي قاموا به، إذ إن هذا المؤتمر انعقد تحت شعار مشروعنا الوطني طريق عودتنا، ويهدف أساسا لإعادة إحياء منظمة التحرير وليس بديلا عنها.

ولفت إلى أن منظمة التحرير ومنذ 1988 لم يعقد لها أي اجتماع وتم تهميش المنظمات الشعبية وكافة مؤسساتها بالكلية واختزالها بالسلطة.

وقال: "أعتقد أن من وضع منظمة التحرير بالثلاجة لا يجوز لهم أن يتحدثوا بهذا المنطق وبهذه الرسالة" .

وعن رسالته قال: "رسالتنا التمسك بالوحدة الوطنية والتعالي عن الفصائلية والحزبية والانطلاق من أننا جميعا هدفنا فلسطين، وفلسطين فقط".

بدوره اعتبر الكاتب الفلسطيني وائل أبو هلال أن فلسطينيي الخارج يستطيعون لعب دورهم لأوسع مدى، وهم منتشرون في العالم بشكل كبير، وجميع وسائل هذا العالم متاحة لفلسطينيي الخارج.

وعن المأمول قال لـ"عربي21 ": "المأمول أن يتكرس مصطلح واسم فلسطينيي الخارج الذي همش منذ 25 عاما وبأن لهم دور، وهو واجب وليس منة، مع أننا كنا نتمنى أن يكون هناك دعم ومؤازرة وحراك لأي نشاط شعبي، لا أن يكون هجوما". 

وزاد بالقول: "لا تخافوا من الخير، حراك الشعب الفلسطيني في أي مكان هو دعم للخير، فلماذا يخافون؟"، مضيفا: "يكفي أن تعرف أن هناك 4 آلاف قادمون من أكثر من 50 دولة، النظر إلى القاعة تعطيك فكرة عن نوعيات الأطياف الحاضرة".

بدوره اعتبر زاهر بيراوي رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني وعضو الهيئة التأسيسية للمؤتمر أن فلسطينيي الخارج الذين يشكلون نصف المجتمع الفلسطيني ينتشرون في قارات الأرض ويمتلكون من الطاقات والإمكانيات منها المالية والأكاديمية والتأثير السياسي في قطاعات يعيشون بها مثل أمريكا اللاتينية.

وقال بيراوي لـ"عربي21": "هذه الطاقات والمخزون الهائل لو تم استثماره من قبل قيادة السياسية الواعية والمتمسكة بالثوابت يمكن لهذا الكم الهائل من الفلسطينيين أن يكونوا ورقة رابحة ويمكن أن تغيير معادلة الصراع".

وأضاف: "لكن للأسف الشديد فإن القيادة السياسية التي تحكم حاليا وتزعم تمثيل القضية والشعب الفلسطيني لا تكترث منذ اتفاقية أوسلو المشئومة للشعب بشكل كامل، إهمال وإقصاء تكرس لفلسطينيي الخارج، بالتالي لو وجد جسم ينظم هذه الجهود ودفعها للعمل ضمن المشروع الوطني الفلسطيني لأمكن دون تردد أن يحصل بشكل سريع". 

وزاد بالقول: "بعض قيادات منظمة التحرير مدرك لذلك، وبضعهم للأسف يتواطأ وينسق امنيا وأصبحت غاياته بطاقات في أي بي".

وحول الهجوم على فكرة المؤتمر قال: "لا يوجد مبرر للهجوم على المؤتمر لأنه تجميع وتحشيد لخدمة القضية، الذي لا يعجبه خدمة القضية فهو عدوها، إذا كان هؤلاء الذين هاجموا المؤتمر لأنه يريد تجميع طاقات المجتمع في الخارج ظنا من هؤلاء في السلطة أن هذه المجموعات ستنافسهم على دنيا أو على مناصب أو مكاسب، فهم مغفلون ولا يعرفون طموحات الشعب الفلسطيني في الخارج وأحلامه التي تتمثل في العودة بتقرير المصير وإقامة الدولة على كامل التراب الفلسطيني".

وحول رسالته للمؤتمر قال: "رسالتنا لا بد أن يخرج هذا المؤتمر بهياكل عملية أن تستطيع أن تقود وتحقق أحلام المشاركين في المؤتمر وتساهم مساهمة حقيقية وفاعلة في المشروع الوطني الفلسطيني وأن لا يقتصر على بيان أو حفلات على أهميتها، نريد عملا مؤسسيا شفافا ديمقراطيا يفعل فلسطينيي الخارج لأجل التقدم إلى الأمام في المشروع الوطني".