سياسة عربية

أردنيون يستهجنون اختفاء صفحة تقاطع السلع بعد اعتقال صاحبها

صفحة الحملة قبل إزالتها- فيسبوك
أثار اختفاء صفحة تحمل اسم "المقاطعة الأردنية" تضم أكثر من مليون و300 ألف شخص من على موقع الفيس بوك استهجان أردنيين بعد يوم واحد من ايقاف الأجهزة الأمنية الأردنية لمنشئها الناشط عصام الزبن، مساء الثلاثاء.

وقالت مواقع محلية أردنية إن المشرفين الفرعيين على الصفحة فوجئوا يوم الأربعاء أي بعد اعتقال الأجهزة الأمنية للزبن بيوم واحد بإزالتهم من صلاحية الإشراف (آدمن) وجرى إضافة مشرفين جدد عليها وبدأت عمليات حذف واسعة للأعضاء على الصفحة.

ولفتت إلى أن عمليات الحذف الواسعة للأعضاء تلاها توقف الصفحة بشكل كامل واختفاؤها من على موقع فيسبوك دون معرفة الأسباب.

ويرى نشطاء أن الزبن "ربما أرغم خلال توقيفه على منح صلاحية الدخول للجهات الأمنية التي قامت باعتقاله مما سهل عليها عملية حذف المشرفين وإخفاء الصفحة في ما بعد".

وأشارت صحف أردنية إلى أن الزبن ضابط طيار متقاعد من سلاح الجو الأردني برتبة مقدم.

ونقلت عن محامي الزبن طاهر نصار قوله إن موكله لم يعرض حتى الأن على المدعي العام ولم توجه له تهمة رسمية مشيرا إلى أن التوقعات تشير باتهامه بـ"مناهضة نظام الحكم".

واعتقل الزبن وهو أب لثلاثة أولاد يوم الثلاثاء الماضي بعد مداهمة منزله وتفتيشه بالكامل ومصادره هواتفه وحاسوبه الشخصي.

المنسق العام للحملة والناطق الإعلامي باسمها عدي السبع قال إن خلافات كبيرة وقعت بين الأعضاء في الصفحة قبل اعتقال الزبن بالإضافة لمهاجمتها من عدة جهات أكثر من مرة.

وأوضح السبع لـ"عربي21" أن الصفحة التي تم إزالتها عن الفيسبوك تعرضت للقرصنة مرتين وعادت قبل الاختفاء الأخير وربما في المرة الأخيرة أيضا تم قرصنتها بشكل نهائي.

ولفت إلى أن الحملة على الرغم من اختفاء الصفحة مستمرة خاصة أن الذي يقود المقاطعة هم أفراد الشعب بالإضافة إلى وجود العديد من الصفحات التي تدعو للمقاطعة وحملات "سكر خطك" وغيرها.

وشدد على أن التوجه للمقاطعة يتم "بشكل سلمي ومتحضر والحملة ملتزمة وقامت بإنشاء صفحة جديدة لذلك" مشيرا في الوقت ذاته إلى "عدم مسؤوليتهم" عن الصفحة التي اختفت وضمت قرابة مليون و300 ألف عضو".

بدورهم قال نشطاء إن فعالية الحملة وقدرتها على جمع عدد كبير من الإعضاء خلال فترة وجيزة وترجمة تحركها على الأرض من خلال مقاطعة بعض السلع التموينية والتوقف عن استخدام الهواتف هو ما أغضب السلطات ودفعها للتحرك مبكرا من أجل إيقافها.

وقالوا إن الدعوة لمقاطعة الاتصالات والهواتف الخلوية يوم أمس الأربعاء والتي انطلقت لمدة يوم واحد تحت اسم ( سكر خطك) احتجاجا على نية الحكومة فرض ضرائب على الاتصالات والهواتف الخلوية لاقت نجاحا كبيرا وتوقف الآلاف عن استخدام هواتفهم في الساعة التي حددتها الحملة.
 
ووصل عدد المشتركين في مجموعة المقاطعة إلى ما يزيد عن مليون و ثلامائة الف مشترك، وقال القائمون عليها إنها "تأتي في ظل الظروف التي تعصف بالوطن والسياسة التي تتبعها حكومة التشليح" بحسب منشور على الصفحة قبل حذفها.

وأضافوا "إن المواطن الاردني تذوق الأمرين بسبب لجوء الحكومات المتعاقبة وعلى وجه الخصوص هذه الحكومة الرعناء لسد عجز المديونية من جيب المواطن متناسية الفساد والإفساد الذي عاثه الفاسدون من خلال الواسطات والمحسوبية والفقر والبطالة التي يعاني منها الشباب الأردني حتى وصل الأمر لإرتفاع نسبة الجرائم والإنتحار لدى الشباب".
 
من جهته وصف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني حملات المقاطعة للسلع المرتفعة الثمن بشكل غير مبرر بأنها "سلوك حضاري، متبع بأغلب الدول".
 
وقال المومني عبر برنامج "أخبار وحوار" على شاشة التلفزيون الأردني: "نحن دولة منفتحة وحرة، وللمواطنين حق في التعبير عن آراءهم، مبينا أنه عند ارتفاع سلعة فان وزارة الصناعة تلعب دورها في مراقبة الشركات والمحلات، كما تصدر جمعية حماية المستهلك تقارير دورية بذلك".