سياسة عربية

بعد 10 أعوام على إعدام صدام.. العراق إلى أين؟ (صور)

صدام أعدم في مثل هذا اليوم قبل 10 أعوام بعد حكم العراق 23 عاما- أرشيفية
تمر اليوم الذكرى السنوية العاشرة لإعدام الرئيس العراقي صدام حسين صبيحة عيد الأضحى عام 2006 بعد 3 سنوات على احتلال العراق بواسطة القوات الأمريكية والتحالف المشارك معها.

واستذكر العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذه الذكرى عبر نشر صور قديمة لصدام حسين خلال سنوات حكمه الـ 23 وصور للعملة العراقية القديمة التي كانت تحمل صورته بالإضافة لصور تذكر بتاريخ العراق قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003.

وشهد فجر هذا اليوم قبل 10 أعوام توقيع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي على مرسوم إعدام صدام حسين، وبالفعل قامت القوات العراقية بإخراجه من السجن الذي كان يخضع لإداراتها وقامت بتسليمه على الفور لقوة عراقية اصطحبته إلى مقر الشعبة الخامسة العسكرية في الكاظمية ببغداد وهناك تم إعدامه شنقا وسط حضور عدد ممن قالت السلطات العراقية إنهم أهال لأشخاص قتلوا خلال فترة حكمه.

وبعد هذه السنوات الـ 10 يكشف المستشار السابق للأمن الوطني في العراق موفق الربيعي، الذي يشتهر باحتفاظه بحبل المشنقة الذي أعدم فيه صدام حسين، بأن خيار "نفيه إلى جزيرة غوانتانامو أو جزيرة في المحيط الهادي كان مطروحا".

وقال الربيعي في مقابلة مع فضائية روسية إن ملوكا وحكاما في المنطقة طلبوا عدم إعدامه "خشية أن تتحول إلى سابقة تكررها الشعوب بمحاكمة الزعماء وإعدامهم".

وسبق لرجل دين شيعي عراقي أن أبدى أسفه على إسقاط نظام صدام حسين في العراق وقال: "صدام لم يكن باسمه أي عقار ووزارؤه كانوا أكثر نزاهة من وزراء العهد الجديد".

لكن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إن العراق الذي كان يحلم به العراقيون بعد صدام حسين "لم يأت بل إن الحال في زمنه على الرغم من قبضته الثقيلة على الحكم كانت أفضل من حال العراق الآن".

أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي العراقي الدكتور عمر عبد الستار قال إن النظام العراقي السابق وليد انقلاب عسكري ولم يأت بإرادة شعبية ولا بدستور، لكن على الرغم من ذلك لم يكن البديل الذي يريده العراقيون الاحتلال وإفرازاته.

وقال عبد الستار لـ"عربي21" إن بلدا يقوم على إرادة شعبية وانتخابات حرة لا يمكن أن يسقط في أسبوعين، حتى أعتى الاحتلالات تستطيع الدول الحرة مواجهتها، لكن على الرغم من سوء النظام القديم إلا أن ما نتج عن الاحتلال كان حالة فوضى على كافة المستويات.

وأضاف عبد الستار: "في زمن صدام كان هناك إرهاب دولي يخص النظام وقبضته الحديدية لكن كانت تلك القبضة تحافظ على سيادة البلد وكان العراق ينعم بالأمن، لكن الحرية مقيدة بشكل كبير، لكن في ظل الاحتلال لم يعد لدينا سيادة ولا حرية ولا أمن واستبدل كل شيء بالفوضى المطلقة".

وقال إن العراق كان يعيش في ظل نظام انقلاب يسير الأمور ويقيم دولة بكل المقومات، لكن الآن العراق يعاني إرهابا عابرا للحدود وتم هدم الدولة عبر الاحتلال، وأصبح العراق في حالة نقص المناعة، كل أشكال العنف والإرهاب تتسلل إليه وتشترك إيران مع الولايات المتحدة في التسبب بهذا الأمر.

ولفت عبد الستار إلى أن "حزب الدعوة المدعوم إيرانيا والذي تصدر القيادة في العراق كان نموذجا انقلابيا آخر لعله أشد سوءا من نظام صدام حسين ووعود الديمقراطية والحرية التي سوقها للعراقيين لم يحصد العراقيون منها شيئا".

وتابع: "ما بعد سقوط العراق ليس كما قبله على كافة المستويات وإذا اعتبرنا أن نظام صدام انقلاب وإرهاب فإن المفترض بعد إعدامه أن تعيش البلاد بأمن وحرية وهذا ما لم يحصل".

ورأى عبد الستار أن صدام كان لديه "هوس بالزعامة والحكم لكن لم يكن لديه مشاريع توسعية مبنية على أمور عقدية مثل قصة الإمام المنتظر الذي دمرت بحجته إيران أربع دول عربية بهدف ظهوره".

وتساءل: "هل يمكن فرض الديمقراطية عبر قوة الاحتلال للتخلص من نظام انقلابي؟"، مؤكدا "أن إزالة النظام العراقي هو ما خلص كل المشكلات التي تعاني منها المنطقة".

وشدد على أن التوتر وعدم الاستقرار الذي يحدث لدول المنطقة الآن مثل السعودية وتركيا وغيرها سببه الرئيس احتلال العراق وتدمير النظام.

وتوقع عبد الستار استمرار تشظي دول المنطقة إلى فيدراليات كما حصل مع إقليم كردستان، وهو ما سيؤول إليه الحال في عموم العراق، مشيرا إلى أن السنوات المقبلة ستشهد تحول دول عربية إلى هذا الشكل من أنظمة الحكم الفيدرالية بعيدا عن النظم المركزية.