سياسة عربية

مقتل 46 شخصا بغارات روسية.. وتقدم لقوات الأسد شرق حلب

القصف استهدف منازل المدنيين وسوقا شعبيا مكتظا- أرشيفية
قتل 46 شخصا غالبيتهم من المدنيين، الأحد، جراء غارات نفذتها طائرات "يرجح انها روسية" على مناطق عدة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما تحاول قوات النظام السوري التقدم في أحياء شرق حلب.

واستهدفت الغارات "التي يرجح أن طائرات روسية نفذتها" وفق المرصد، مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في ادلب.

تخوض قوات النظام السوري معارك عنيفة الأحد ضد الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب، مع محاولتها التقدم أكثر في عمق الأحياء الشرقية بعد سيطرتها على أكثر من ستين في المائة منها.

في مدينة حلب، تواصل قوات النظام هجومها للسيطرة على كامل الإحياء الشرقية.

وأشار المرصد الأحد إلى "معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في حي كرم الميسر، تزامنا مع استمرار الاشتباكات على أطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب" وهي ثلاثة أحياء تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليها بشكل كامل السبت.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري الأحد إن "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تواصل تقدمها في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وتعيد الأمن والاستقرار إلى دوار الجزماتى ودوار الحلوانية".

وبث التلفزيون الرسمي الأحد مشاهد مباشرة من حي الجزماتي فيما كان دوي المعارك والغارات يسمع بقوة في الأحياء المجاورة.

وبدأت قوات النظام هجوما في 15 تشرين الثاني/نوفمبر لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وتمكنت منذ نهاية الأسبوع الماضي من السيطرة على القطاع الشمالي وأحياء أخرى مجاورة.

وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المائة من مساحة الأحياء الشرقية، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "قوات النظام تسعى إلى التقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة إلى الانسحاب بشكل كامل إلى جنوب الأحياء الشرقية".

وجددت المعارضة السورية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الهجوم على شرق المدينة.

ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان الأحد "مجلس الأمن وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم والعمل الفوري لإيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها عدة مناطق في سوريا وحلب بشكل خاص".

وطالبت بـ"السعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة" بعدما "أصبحت حلب مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبرى".

وتتزامن المعارك مع قصف مدفعي وجوي كثيف لقوات النظام على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، فيما ترد الفصائل بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام.

ومنذ بدء الهجوم منتصف الشهر الماضي، أحصى المرصد مقتل 311 مدنيا بينهم 42 طفلا في شرق حلب مقابل 69 مدنيا بينهم 28 طفلا في غرب المدينة.

"مساعدات روسية" 


وبعد أيام من سيطرتها على القطاع الشمالي في شرق حلب، دعت قيادة الجيش السوري "سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة إلى منازلهم" بعد إعادة "الأمن والاستقرار" إلى تلك الأحياء.

وبعد توقف استمر أكثر من أربع سنوات، استأنفت السبت حافلات النقل الحكومية رحلاتها من غرب مدينة حلب إلى الأحياء الشرقية. وتوجه مئات الأشخاص لتفقد منازلهم وممتلكاتهم. 

وقالت أم يحيى (55 عاما) بعد تفقدها وأفراد من عائلتها منزلهم في حي مساكن هنانو "جلبت معي صورة ابنة أخي لأنها غالية وأحضرت المصحف الذي وجدته في المنزل وبعض الأغراض الأخرى".


وأضافت بحسرة "بيتنا تعرض للقصف فيه بعض الأغراض الأخرى لكن يجب رميها". 

وأعلنت روسيا، ابرز حلفاء دمشق، الأحد، إرسالها قافلة تضم أكثر من ثلاثين شاحنة محملة المساعدات إنسانية إلى "السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية" في مدينة حلب، وفق ما أعلن الضابط الروسي نيكولاي بونوماريوف للصحافيين وبينهم مراسلة فرانس برس في غرب المدينة. وتضم قافلة المساعدات التي سيتم توزيعها لاحقا، ملابس للشتاء وبطانيات ومساعدات غذائية.

وكان الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا جدد السبت من روما دعوة "روسيا وإيران" إلى استخدام "نفوذهما" لإقناع دمشق بالتفاوض جديا. وقال "حان الوقت الآن للبدء بمفاوضات فعلية" متوجها بالحديث إلى الرئيس السوري بشار الأسد "اتصل بالأمم المتحدة للقول: أنا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية".

وتعد إيران حليفة رئيسية لدمشق في وقت تنفذ روسيا منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2015 حملة جوية في سوريا دعما للهجمات البرية التي ينفذها الجيش. إلا أنها أعلنت أنها لم تشن أي غارات على شرق حلب في الهجوم الأخير.

 قتلى في كفرنبل


وأعلنت سوريا تزامنا مع بدء الجيش هجومه على شرق حلب، بدء حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).

وأفاد المرصد السوري الأحد بمقتل "21 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وامرأتين جراء غارات عشوائية نفذتها طائرات حربية يرجح إنها روسية على بلدة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي".

وكانت حصيلة أولية أفادت بمقتل 14.

وأشار إلى إصابة العشرات بجروح، مرجحا "ارتفاع حصيلة القتلى لوجود جرحى في حالات خطرة".

وقال احد شهود العيان ويدعى حسام هزبر (25 عاما) إن الطائرات الحربية "استهدفت بست غارات منازل المدنيين وسوقا شعبيا مكتظا" في البلدة.

ويسيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) على محافظة إدلب بشكل شبه كامل منذ صيف العام 2015.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ العام 2011 بمقتل تكثر من 300 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.