سياسة عربية

صحيفة: مصر تدرس طرد سفير قطر.. وسياسيون: غير ممكن

أثار وثائقي لقناة الجزيرة حول التجنيد الإجباري جدلا في مصر
زعمت صحيفة مصرية موالية لسلطات الانقلاب، أن مصر تدرس قرار طرد سفير قطر، ردا على بث فضائية "الجزيرة" القطرية لفيلم "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، وسط "صمت خليجي"، على حد تعبيرها، في وقت قال فيه سياسيون مصريون إن طرد السفير غير ممكن.

"الفجر": الخارجية تدرس القرار

وقالت صحيفة "الفجر"، الأربعاء، إن وزارة الخارجية المصرية تدرس إجراءات مستمرة ضد قطر، ربما تصل إلى طرد سفيرها لدى القاهرة خلال الأيام المقبلة إذا لم يصدر موقف رسمي من الفيلم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يدرس خطوات للرد على "التجاوز القطري غير المسبوق"، مستدركة بأنه "رغم أن أخبارا وتسريبات كانت تصل الدوحة من داخل الجيش فإن التعرض لمسألة التجنيد الإجباري وتدريبات المجندين أمر ينال من هيبة الجيش".

وأضافت الصحيفة، نقلا عن صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن أمير الكويت كلف وزير خارجيته مراجعة الموقف مع الدوحة، لكن الاتصالات التي أجراها الأخير لم تصل إلى نتيجة كما يبدو، في وقت لوحظ فيه أن الإمارات، التي تدخلت من أجل تحسين علاقة القاهرة بالرياض دون نتيجة، لم تجر أي اتصال بالدوحة، ولم تتدخل الرياض لوقف الفيلم الوثائقي.

نائب وسفير يحذران: الطرد غير ممكن 

لكن سياسيين مصريين حذروا من قرار طرد السفير، مؤكدين أنه لا يمكن اتخاذه. وقال النائب علاء عابد، في حوار عبر برنامج "صالة التحرير"، بفضائية "صدى البلد"، إن البعض ينادي بطرد السفير القطري في مصر، وهو أمر لا يمكن أن يتم خاصة في الفترة الحالية.

وأوضح عابد أن السفير القطري في مصر، هو المندوب الدائم لجامعة الدول العربية، وترحيله يعني ترحيل المندوب الدائم للجامعة، وهو ما يمنح قطر الفرصة بتقديم شكوى ضد مصر للأمم المتحدة ومجلس الأمن، من أنه لا يستطيع تأدية عمله في دولة المقر "مصر"، وهو ما يهدد بنقل مقر الجامعة العربية إلى قطر، وفق وصفه.

وزعم النائب أن هذا ما تسعى إليه قطر، وأن كل ما تقوم به ما هو إلا "جر شَكَل" الدولة المصرية، واستفزازها من أجل التعجل في اتخاذ قرارات تصب في صالح قطر، على حد زعمه.



من جهته، اتفق السفير المصري الأسبق في قطر، محمد المنيسي، مع هذا الرأي، منتقدا تعامل الإعلام المصرى مع فيلم "العساكر".

وقال، في تصريحات لصحيفة "الشروق"، الأربعاء: "لو كنا في مصر، كإعلام أو برلمان أو غيرها من المؤسسات، تجاهلنا الرد على هذا الأمر التافه لما وجدنا تلك الضجة التي أثيرت على فيلم مصنوع من ورق"، بحسب تعبيره.

ودعا المنيسي المنادين بطرد السفير القطري من القاهرة أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي للسفارة المصرية في دولة قطر، إلى العزوف عن تلك الأفكار نظرا لوجود مصالح كبيرة للجالية المصرية هناك، قائلا: "يجب تحكيم العقل على العاطفة في هذه الأمور، وعدم المساس بالسفارة المصرية هناك".

تجدد المطالب بطرد السفير القطري

وكانت مطالب أعضاء في مجلس نواب ما بعد الانقلاب بطرد السفير القطري قد تجددت خلال الساعات الأخيرة.

ووجه النائب عن دائرة الدلنجات بمحافظة البحيرة، محمد عمارة، طلب إحاطة بحق حكومة شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، قدمه إلى رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، وقال فيه أن أقل رد على قناة "الجزيرة" هو طرد السفير القطري من القاهرة.

من جانبه، ادعى النائب سمير غطاس، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "هنا العاصمة"، بفضائية "CBC"، أن تصعيد الهجوم القطري على مصر مؤخرا، هو صرخة ما قبل الموت، والصيحة الأخيرة للنظام القطري، الذي يبدو لا يزال غير مدرك بعد، التغير الذي يحدث دوليا والمرتبط بالإدارة الأمريكية الجديدة ذات التوجه المتشدد حيال الجماعات المتطرفة، بحسب وصفه.

يذكر أن مصر قامت بسحب سفيرها من الدوحة "محمد مرسي عوض" منذ قرابة عامين، ليتولى إيهاب عبد الحميد، منصب القائم بأعمال سفير مصر بالإنابة هناك.