سياسة عربية

تصريحات أردوغان تربك العبادي.. والحشد يشتم ويهدد (شاهد)

العبادي رد على أردوغان بالقول إننا سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب- أرشيفية
شكلت تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هاجم فيها رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، حالة إرباك بدت واضحة على تصريحات الأخير، فيما أطلقت في الوقت ذاته مليشيات الحشد الشعبي جملة من الشتائم والتهديدات ضد أردوغان.

وكان أردوغان قد خاطب العبادي، الثلاثاء، بالقول إنه "يسيء إلي، (وأقول له) أنت لست ندي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا".

وفي ردة فعل لرئيس الوزراء العبادي نشر حساب مكتبه الإعلامي في "فيسبوك" تصريحات هاجم فيها أردوغان، إلا أن تلك التصريحات لم تدم سوى ساعة واحدة، لتشطب بعد ذلك، ثم بعد ساعات عاود مكتبه بنشر ذات التصريح مرفقا معه ترجمة باللغة الإنجليزية.

وقال العبادي في تصريحه: "بالتأكيد لسنا ندا لك.. سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب"، في إشارة منه إلى استخدام أردوغان تطبيق " فيس تايم" في حشد الشارع التركي ضد الانقلاب الفاشل.

ولم يوضح مكتب العبادي الإعلامي أسباب شطب التصريح، ثم إعادته بعد ساعات، لكنّ سياسيين عراقيين رأوا في ذلك إرباكا واضحا، تسببت به تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس الوزراء العرابي حيدر العبادي.

وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي الدكتور عدنان التكريتي، في حديث لـ"عربي21"، إن "تصريحات أردوغان جاءت لا أقول مفاجئة ولكنها صادمة للكثيرين لصراحتها وقوتها، ولا سيما أننا نتحدث عن مخاطبة رئيس وزراء دولة أخرى".

ولفت إلى أن "رد العبادي ربما يفهم من استعجال، لكني أراه توهما واختلاط أسماء ممن قام بكتابة التدوينة لا أكثر، ولكن انتشارها سبب للعبادي الإحراج، خصوصا أن العيون كلها كانت تترقب ردود الأفعال".

ورأى التكريتي أن التصريحات (ولا ندري ما يعقبها من أفعال) زادت من التأزم والاستقطاب الذي ربما يلقي بظلاله على معركة الموصل، وهو أمر مرتبط بالإرادة الأمريكية قبل غيرها ومدى تقبلها للدور التركي المعلن في أهدافه ومواقفه.

وأوضح أن رد الفعل الشيعي مفهوم، خصوصا أن أجواء "عاشوراء" دوما تكون عامل جذب وكسب للأحزاب الشيعية كما هو واضح اليوم ويتكرر في كل عام، على حد تعبيره.

لكن التكريتي، أكد أن المكون السني يلتمس دعما ومساندة ورفعا للظلم والحيف، لذا فهو تفاعل سابقا مع دور المملكة السعودية الجديد وتصريحات السفير السبهان، وهو اليوم يتأمل بمجيء أردوغان لينقذه وهو أمر ستكشف الأيام عن مدى تحققه وجدواه.  

وخلال متابعة أجرتها صحيفة "عربي21" لتصريحات العبادي، فقد تمكنت من أخذ صور لتلك التصريحات، التي نشرها مكتبه الإعلامي على حسابه في "فيسبوك"، وحذفها بعد ذلك، ليعود بعدها وينشرها مرة أخرى.


تصريحات العبادي قبل شطبها


تصريحات العبادي المعادة مرفقة باللغة الإنجليزية

"الحشد" يشتم أردوغان


ولم تكن مليشيات الحشد الشعبي، غائبة عن هذه الأجواء التصعيدية، فقد خرج أوس الخفاجي، زعيم مليشيا أبي الفضل العباس، وبصحبته كريم المتحدث باسم الحشد، في تصريحات شتم فيها أردوغان وهدد بضرب مصالح تركيا بالعراق. 

وقال الخفاجي: "نخاطب المدعو رجب طيب أردوغان، فيعد أن سكت الجميع عن وقاحتك، فشمخت بأنفك، نخاطبك اليوم من بغداد التي تحديتها وتجاوزت حدودك، فنقول: لئن جرت علينا الدواهي مخاطبتك، فإننا نستصغر قدرك ونستعظم توبيخك ونستكبر تقريعك".

وحمل زعيم المليشيا في خطابه، أردوغان مساندة أمريكا في احتلالها للعراق، لافتا إلى أنهم (المليشيات) طردوا الأمريكيين من العراق شر طردة، فـ"تأدب يا رجب، فإن كنت تسوق مشاكلك الداخلية إلى العراق فنحن غير مستعدين لهذا".

ودعا الخفاجي، الرئيس التركي إلى النظر لمشاكل الأرمن والأكراد في ديار بكر، بدلا من الدخول إلى بعشيقة، فيما خاطب الشعب التركي بالقول، إن "مصالحكم في العراق مهددة بسبب هذا الأرعن، وإن شركاتكم وأبناءكم في العراق مهددون".

وشدد على أن "الحشد الشعبي لن يقبل بأي اعتداء على سيادة العراق، فإن مخاطبتك لرئيس الوزراء اليوم إهانة لا نقبل بها ولن نسكت عنها، وسنحرر الموصل بمفردنا لأننا قادرون وسنعاملك معاملة العدو، وانتظر ذلك قريبا أليس الصبح بقريب".

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تبرأ في 25 أيار/ مايو من العام الجاري، من تصريحات أوس الخفاجي زعيم مليشيا لواء أبي الفضل العباس، التي وصف فيها مدينة الفلوجة بـأنها "منبع الإرهاب" وقد توعد بـ"تطهير الإسلام" منها.

وقال سعد الحديثي المتحدث الإعلامي باسم العبادي، إن "الخفاجي، لا يمثل الحشد الشعبي الذي يرتبط برئاسة الوزراء، وهو غير متواجد أصلا في قواطع القتال في الفلوجة".