قضايا وآراء

الحسين.. رؤية جديدة

1300x600
لا أرى فيه عليه السلام شخصية تحب الرياسة والتسلط والاستبداد كحال (بعض) ممن يدعون أنهم أتباعه اليوم، ممن شروا المبادئ والقيم بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا (فيها) من الزاهدين.

لا أرى فيه شخصا طماعا، أو فاسدا، أو انتهازيا، كما نرى من واقع المنتسب إليه زورا وبهتانا، في واقع السياسة العراقية، التابع يعيش الكذب والخديعة.

لا أرى فيه عليه السلام نقضا للعهود والمواثيق، واللف والدوران، بل وضوح شمس ساطعة في رابعة النهار، يبدي ويعلن ويبطن شيئا واحدا، فالحق على لسانه وقلبه، لا كما يعيش بعض الساسة ممن يزعمون أنهم أتباعه فيظهرون غير ما يبطنون.

لا أرى في الحسين شخصية متكبرة متعجرفة تعيش في قصر عاجي، كما يعيش بعض من يصطلح عليهم اليوم (قادة) في العراق الجديد، بل البساطة ديدنه، والتواضع رفيقه، واللين معه حيثما حل وارتحل.

لا أرى في الحسين كاذبا أو مخادعا أو دجالا، بل أرى فيه الصدق والأمانة والوضوح بعكس حال سياسيي الصدفة في العراق الذين يباعون ويشترون، الأصل فيه الكذب حتى يثبت صدقهم فالقاعدة معكوسة.

لا أرى في الحسين عليه السلام مفرقا، ومشتتا، ومتحيزا، لفئة دون أخرى فهو عادل، معتدل، وقاف مع الحق، محارب للباطل أينما كان.

لا أرى في الحسين شخصية برجوازية، ولا (تقلبية) تكون مع مصالحها الشخصية حيث كانت، بل يوزع العدالة والمسأواة على كل من يعرف ومن لا يعرف فما عرف مداهنة على حساب الحق.

لا أرى في الحسين دمويا، يعتاش على أرواح الناس، ويتخذهم دروعا بشرية، ويمارس معهم عقابا جماعيا، كحال ما يحصل اليوم مع سياسي العراق.

لا أرى في الحسين شخصية تتحدث بطائفية مقيتة، أوردت البلد المهالك، فهو يحب الجميع وهو لهم.

أرى في الحسين: التضحية بالغالي والنفيس، أرى به التجرد والاخلاص، أرى من خلاله الرحمة والحب، أرى فيه العدل والمسأواة، أرى فيه القيم والمبادئ التي لا تتغير ولا تتبدل.

أرى فيه الصفات الحسان، أرى فيه الإيجابية، أرى فيه كل روعة الكون.

بريء منكم يا من انتسبتم له ظلما وعدوانا، وغيرتم وبدلتم فلا أنتم منه ولا هو منكم، بريء منكم أيها الساسة العراقيون.

فأنتم لا تعرفونه حق المعرفة، فلو ظهر الحسين (جدلا) لقلتم: هذا ليس هو الحسين عليه السلام.

السلام على الحسين في الخالدين..

السلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا..

السلام على الحسين إلى يوم الدين.