ملفات وتقارير

هذه هي استراتيجية السيسي ضد رابعة ودور السلفيين (شاهد)

من يتحمل هذه الدماء؟ النظام أم الاخوان؟
تتكشف تباعا الاستراتيجية التي تبنتها وسائل الإعلام المصرية في الذكرى السنوية الثالثة لمذبحة رابعة، حيث استخدم النظام في مصر بعض الدعاة السلفيين من أجل تبرئة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي من دماء الضحايا، وإدانة القتلى أنفسهم بالجريمة. 

ومنذ حلول الذكرى الثالثة للمذبحة بدأت وسائل الإعلام المؤدية للانقلاب في ارتكازها على ثلاثة محاور لتنفيذ استراتيجيتها؛ وذلك بإلقاء مسؤولية الدماء التي سالت على الإخوان فقط، وأن السيسي كان مرنا في التفاوض بينما رفض الإخوان ذلك، وشنت دار الإفتاء هجوما على الضحايا وأخيرا إعادة التذكير بما أسمته "جرائم الإخوان بحق المصريين عقب فض الاعتصام". 

كيف قتل السيسي التعاطف مع الضحايا في ذكرى رابعة

محمد حسان يلقي باللائمة على الإخوان 

وتنفيذا لتلك الاستراتيجية، خرج الشيخ محمد حسان عن صمته الذي استمر منذ ثلاث سنوات ليلقي باللائمة على قيادات الإخوان في سقوط مئات الضحايا في الاعتصام، مؤكدا أنه حاول التوسط عدة مرات لإيجاد حل للأزمة بين الجماعة وقائد الانقلاب قبل فض الاعتصامين. 

وأكد حسان أن قيادات الإخوان رفضت وساطته واتهمته بالخيانة وبيع الدين فيما كان قائد الانقلاب مرنا خلال التفاوض. 

وأوضح حسان في حلقة مسجلة له على قناة "الرحمة" أمس الأربعاء أن الحوار الذي نشرته جريدة "الوطن" ونسب إليه؛ أنه يقر بما جاء فيه لكنه لم يجر أي حوار مع أي جريدة، ومشيرا إلى أنه كان دعوة للإفطار في رمضان الماضي وفوجئ بالحوار منشورا في اليوم التالي بدون أن يطلع عليه قبلها. 

ونفى حسان ما نشر عن أنه قابل القيادي بجماعة الإخوان عمرو دراج، لكنه أرجع حديثه عن عمرو دراج إلى سماعه لحوار لدراج في برنامج "أنا أعترف" في رمضان الماضي وقوله إنهم التقوا بكاثرين آشتون ثلاث مرات وكل مرة تقول لهم "ارضوا بالأمر الواقع"، مؤكدا أنه لم يقل "قال لي عمرو دراج". 

وأردف: "سمعت أيضا الدكتور القرضاوي في آخر لقاء له ببرنامج "مراجعات" يقول بأن (الإخوان لم ينظروا إلى الأمر نظرة متعمقة من كل جوانبه)، وقال (أنا أعجب كيف سمح الإخوان بأن يواجهوا الجيش)، وهو يقول ذلك بعد ثلاث سنوات ونحن حذرنا من ذلك قبل أن يقع". 

وأضاف: "سمعتُ الدكتور حمزة زوبع يقول إن (اعتصام رابعة كان بهدف الضغط من أجل التفاوض وما تحركنا إلا من أجل فتح هذا الباب)، وقد قلت ذلك أننا نفتح بابا للصلح ثم نطرق بابا للمفاوضات للساسة من الطرفين ليجلسوا على مائدة واحدة". 



المراكبي: السيسي وافق على شروطنا لكن الإخوان رفضوا

كذلك قال الشيخ جمال المراكبي إنهم سعوا في الصلح قبل فض رابعة والجلوس مع قيادات من الإخوان وقيادات من تحالف دعم الشرعية وتم الاجتماع خارج رابعة مع القادة "عبد الرحمن البر، عطية عدلان، صلاح سلطان، صفوت عبد الغني، إيهاب شيحة، أيمن عبد الغني". 

وقال إن القيادات أبدوا خوفهم من التنكيل بهم إذا تم فض اعتصام رابعة، مشيرًا إلى أنهم توافقوا معهم على مقابلة المجلس العسكري لتخفيف الاحتقان وعرض مقترحات من تحالف دعم الشرعية ومن المشايخ (حسان والمراكبي وشاكر) والتقوا مع المشير عبد الفتاح السيسي في وزارة الدفاع من أجل التوصل إلى حل. 

وأضاف المراكبي: "خوفنا السيسي بالله من عاقبة أن تسيل الدماء في مصر وأقنعناه بعدم فض الاعتصام وقال لن أفض الاعتصام بالقوة ولو قعدوا سنة بس هما مينفعش يقفلوا الطريق حتى المطار ويوقفوا حياة المواطنين"، مكملا: "طالبنا السيسي بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين ومنهم الرئيس مرسي ولكنه قال لنا ده في إيد القضاء واحنا وافقنا على أن القضاء يقول كلمته". 

وأكمل: "السيسي وافق أنه من الممكن الإفراج عن المعتقلين خطوة مقابل خطوة من الإخوان واشترطنا أن يجلسوا على مائدة التفاوض فوافق السيسي أن يجلسوا بصفتهم أكبر حزب في مصر"، مستطردا: "لما جلسنا مع الإخوان وقولنا لهم على نتيجة المقابلة مع السيسي قالوا لنا شكرا يا مشايخ نعتذر لكم لسنا موافقين". 



شاكر: المجلس العسكري رحب بمقترحاتنا لكن الطرف الآخر تنكر لها

كذلك أكد الداعية عبد الله شاكر أن محاولات الوساطة التي أجراها بصحبة الشيخ محمد حسان والشيخ جمال المراكبي كانت رغبة في الصلح بين الطرفين وحفظ دماء المسلمين. 

وأكد شاكر أنهم حافظوا على الأمة وعلى جيشها وشرطتها لأن الجميع يجب أن يعيش تحت مظلة واحدة، مشيرا إلى أنه كان يرغب في أن تجلس جميع الأطراف للتوصل لحل سلمي، متابعا: "وجدنا ترحيبا لذلك من المجلس العسكري بالمقترحات المقدمة ولكن الأطراف الأخرى تنكرت لذلك ولم تكن ترغب فيه". 



حرقوهم لأنهم عطلوا المرور!؟

وتعقيبا على تصريحات المشايخ، التي أثارت انتقادا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وخاصة ما قاله المراكبي نقلا عن السيسي: "لن أفض الاعتصام بالقوة ولو قعدوا سنة بس هما مينفعش يقفلوا الطريق حتى المطار ويوقفوا حياة المواطنين"، تساءل الصحفي عمرو فراج: "هو يعني قتل الناس برصاص خارق للدروع وحرقهم عشان كانوا معطلين المرور!!؟، هراء مستمر ومتبادل من الجميع وناس مورهاش حاجة غير إنهم يتكلموا، لا حق اللي ماتوا رجع ولا حق المحروقين رجع والمعتقلين لسه في السجون بيتعذبوا وبيموتوا بالبطيء و بيتحكم عليهم بالاعدام وبتتنفذ الإعدامات". 

وقال المدون السياسي محمد فريد سلام في تدوينة عبر "فيسبوك" لاقت مشاركة واسعة: "نعم محمد حسان صادق في أن الإخوان رفضوا أي اتفاقات مع الجيش، وأصروا على المواجهة، هذه حقيقة ولا يجب نفيها ولا يجب شتمه لأنه قال ذلك، هذا لا يصح، ومسبته لن تقدم ولن تؤخر"!!

وتابع: "ولكن حسان أيضا قال كلاما عائما خائبا ليس فيه إنكار حاسم على من سفك الدماء، وساوى بين الفريقين وكأنهما متساويين في الجريمة وعمم، وهذا قبيح منه جدا وتدليس، محمد حسان حمل الإخوان وحدهم مسؤولية المذابح، وهذا انحراف كبير وعدم إنصاف منه وتدليس وموالاة للظالمين بلا شك! نعم الإخوان أخطؤوا طبعا وهو "خطأ" قد يصل إلى الخطيئة والرعونة وربما يجب مسائلتهم أيضا! ولكن هذا لا يرقى إلى مستوى جرم السيسي أبدا بأي شكل من الأشكال!

وأردف: "حسان صدق في أمور ودلس في أخرى ولف ودار محاولا الخروج من المأزق فائزا، ربما أعجب كلامه البعض، وربما رأى البعض أنه محق، وربما نافح عنه البعض! ولكن التاريخ يا محمد لا يرحم، فلا أنت لك موقف يذكر إلا لحظات قليلة نزلتها عند مصطفى محمود ثم هرولت راجعا ورجعت في كلامك!! أين أنت من موقف الدكتور الشافعي؟؟ وهو الرجل المسن الذي صدع بالحق واضحا؟؟ للأسف موقفك عندي بالغ السوء وغير مقبول جملة وتفصيلا".