سياسة عربية

كيف علقت مواقع التواصل على زيارة سامح شكري لإسرائيل؟

أثارت "لغة الجسد" لشكري سخرية وانتقادات واسعة - أ ف ب
لاقت زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري،  إلى إسرائيل، ولقاؤه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيياهو مرتين في تل أبيب والقدس؛ انتقادات واسعة من النشطاء السياسيين في مصر، كما أن "لغة الجسد" خلال وقوفه مع نتنياهو، أثارت سخرية أيضا، واتهم بـ"الانبطاح" أمامه.

وكان شكري قد قال خلال مؤتمر صحفي مع نتيياهو الأحد، إن "الزيارة التي أقوم بها إلى إسرائيل اليوم، تأتي في إطار جهد مصري نابع من شعور بالمسؤولية تجاه تحقيق السلام لمصر نفسها وجميع شعوب المنطقة، ولا سيما الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين عانيا لسنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموي البغيض".

وهذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية مصري لإسرائيل منذ نحو تسع سنوات.

الانبطاح الاستراتيجي

أبرز الغاضبين والناقدين أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبدالفتاح؛ الذي نشر عدة صور من المؤتمر الصحفي تصور انحناء شكري أمام نتنياهو، وعلق عليها قائلا عبر "فيسبوك": "يطاطي حتى ينبطح، متوالية الانبطاح الاستراتيجي"، مضيفا: "انتهى النص، بدأت أحضان السلام الدافئ، الانبطاح الاستراتيجي.. قطعة.. قطعة!!".

ونشر عبد الفتاح مقولة متداولة لمؤسس الصهيونية "تيودور هرتزل" يقول فيها: "سنولي عليهم سفلة قومهم حتى يأتي اليوم الذي تستقبل فيه الشعوب العربية جيش الدفاع الإسرائيلي بالورود والرياحين".

وقد شارك عبد الفتاح هذه المقولة مع صورة لشكري واقفا بجوار تمثال لهرتزل، وعلق بقوله: "وعشان نخلص، دي مقولة هرتزل قبل نشأة إسرائيل، لماذا مستحيلات إسرائيل صارت ممكنة، وممكنات العرب صارت مستحيلة، لأن أمثال السيسي يحكموننا ويتحكمون بنا"، مضيفا أن "تمثال هرتزل ينظر لشكري.. وكأنه يكرر مقولته القديمة، تكلم يا أسفل قومك، انبطح لإسرائيل!!".

وقال أيضا: "شاطرين بس يحاكموا المعارضين بتهم التخابر والعمالة والخيانة، وما عملاء وخونة إلا هم!".

وتحت وسم "#السيسي_جنرال_إسرائيل"، قال سيف الدين عبد الفتاح: "حتى سقف مبارك انقلب عليه السيسي بتطبيعه الكامل والشامل مع الصهاينة".

لغة الجسد 

وانتقد عدد من النشطاء السياسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لغة الجسد الخاصة بشكري أثناء لقائه نتنياهو، في تل أبيب والقدس.

وقال الخبير القانوني، وأحد أبرز داعمي 30 يونيو سابقا، محمود رفعت، في تغريدة عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "لغة جسد سامح شكري تظهر إذعانا مهينا أمام نتنياهو، لذا أتوقع أن وزير الخارجية (المصري) سيرمي ميكروفون الجزيرة إثباتا لوطنيته".

وأضاف رفعت في تغريدة أخرى: "بعد ركوع ترجمته كسر وبيع وطن سيقول من مهنتهم أن يكونوا مصطفى بكري وأحمد موسى: معارضو السيسي يطبقون أجندة إسرائيل".

ومن جهته، تساءل الناشط إبراهيم شاكر عبر "تويتر": "هو ليه تحس أنه كان واقف مكسور عينه بحاجة كدا.. كان شكله غلبان والله"، على حد قوله.

وقال "أبو عادل": "بالعامية يقولون: كاسر عينه".

سخرية

وذكّر نشطاء بالمؤتمر الصحفي لشكري في إثيوبيا قبل أشهر، حيث رمى ميكروفون قناة الجزيرة القطرية أرضا، قائلا إنها عميلة لإسرائيل، حيث لم يملك العديد من النشطاء إلا السخرية بصور الكوميكس والتعليقات التهكمية بعد هذه الزيارة.

فسخرت حركة "ضنك" (مبادرة مجتمع مدني مصرية) قائلة عبر صفحتها على "يسبوك": "عارف سامح شكري اللي رمى ميكروفون الجزيرة بحجة إنها بتشتغل لصالح الصهاينة!! - آه ماله، راح في زيارة رسمية للصهاينة نفسهم".



كذلك أثارت صور المؤتمر العديد من الانتقادات، منها ما قاله الناشط السياسي محمدي محمد، عن مشهد سير شكري بجوار نتنياهو، وارتصاف الأعلام المصرية والإسرائيلية، فقال: "الصورة كلها وجع، وجع لكل واحد لسه عنده شوية دم وكرامة ونخوة".

وقال المذيع الساخر باسم يوسف على "فيسبوك": "ما رمتش الريموت في وشه؟ اعتبره ميكروفون الجزيرة يا أخي. بس احنا اللي خونة برضة مش كده؟".

وسخر النائب البرلماني السابق حاتم عزام قائلا: "نتمنى متابعة سعيدة لنهائي أمم أوروبا لبطل معارك ميكروفونات الفضائيات ونتمنى أن يصطحب معه بطلهم القومي المرة القادمة، ويبقون هناك أفضل".

#العسكر_خانوا_القضية

وتحت هذا الوسم أعلنت حركة "6 إبريل" رفضها لزيارة شكري، فقالت: "ماتعلموش أولادكم إن إسرائيل هى العدو، علموهم إن مفيش حاجة إسمها إسرائيل من الأساس، اسمه الكيان /الكيان الصهيوني/الكيان المحتل، واسمها القدس مش أورشليم... في قدس عربية عاصمة واحدة لفلسطين، علموهم إن المقاومة شرف وتاج تيجان الأمة.. علموهم إن الفلسطينيين إخواتنا والصهاينة أعداؤنا".

وأردفت: "نظام الوكسة اللي ربنا بالينا بيه ده مصمم على طمس الهوية والانقياد والانبطاح ومسرح طبالينه يقلبوا الموازين ويقنعونا إن الغلط صح وإن العمالة صياعة وإن الخيانة وجهات نظر، لذا لزم التنويه".

وقالت الحقوقية نيفين ملك: "فات شكري في زحمة إجراءات السفر وترتيب الحقيبة أن يعلن هو أو رئيس حكومته عن أجندة زيارته الدافئة، وهل نهر النيل الضائع على جدول أعمال زيارته؟!! الآن فقط هل لنا أن نترحم على عبد الناصر والسادات؟!".

وقال المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين محمد منتصر على "فيسبوك" أيضا: " نظام خائن لدماء مئات آلاف الشهداء يعزز علاقاته مع العدو الصهيوني فباع له الغاز والنيل وحاصر الأشقاء ويسعى لتسليم سيناء يبيع مصر من أجل الكرسي".

وقال المحامي حليم حنيش: "إسرائيل عمرها ماكانت صديقة للشعب المصري، وأيضا عمرها ماكانت عدوة للحكومات والمصرية المتعاقبة من وقت اتفاق الخراب ع الشعب "كامب ديفيد"، عمري فعلا ما تخيلت إني في يوم هشوف الصور اللي شفتها النهارده دي، رغم علمي بأن هذا النظام ممكن يعمل كل حاجه من وقت مذبحة رابعة، ولكني لازم أعترف إنه أبهرني وكل يوم بببهرني بانبطاحه وخيانته لشعبه، تسقط إسرائيل وحكومات إسرائيل".

وقال المحامي طارق العوضي: "إلى الكيان الصهيوني: بصفتي مواطنا مصريا فإنني لم أرسل لكم تحية مع سامح شكري ولا يشرفني أن يكون بيننا أي تحية وستظلون أنتم العدو أبد الدهر، سامح شكري لا يمثلني".

الصحفي حسام زيدان أعلن أيضا تبرؤه من زيارة شكري، فقال: "وبعد أن اتضحت الصورة كاملة وبعد أن قضى وزير خارجيتنا المصون سهرة ضاحكة مع رئيس الكيان الصهيوني أعتقد أنه لا يشرف أي مصري أن يمثله هذا الرجل في أي محفل دولي مرة أخرى".

تمثال هرتزل

وقد أثار أيضا وقوف شكري بجوار تمثال هرتزل ردودا واسعة، خاصة مع تداول النشطاء مقولته آنفة الذكر، حيث علق أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي قائلا: "تواصل مرسي مع حماس تخابر وخيانة! أما زيارة وزير خارجية الانقلاب للكيان الصهيوني ومعانقته لنتنياهو ووقوفه بجانب تمثال هرتزل فهي مجرد صلة رحم!".

وعلق الصحفي المصري أنس حسن: "وزير السيسي في القدس معلنا صهيونيتها عملي، ورأس هرتزل تطل عليه أن قد رضيت عنك وعن من فوضوا جنرالك".

وتأتي هذه الزيارة، الأولى منذ 2007، بعد اجتماعات أجراها شكري مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله يوم 29 حزيران/ يونيو.