سياسة عربية

ذكرى 30 يونيو الثالثة.. ندم واعتذارات ولا مظاهرات

30 يونيو
تمر اليوم الذكرى الثالثة لمظاهرات 30 يونيو، التي مهدت الطريق لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، وسط دعوات للاعتراف بخطأ المشاركة في هذه الثورة المضادة ضد الرئيس محمد مرسي، في مقابل محاولات النظام الحالي للتأكيد على أن ما حدث كان ثورة شعبية.
 
ورفضت القوى السياسية التي شاركت في هذه التظاهرات من ثلاث سنوات، أو تلك المعارضة للانقلاب تنظيم أي فعاليات في الشارع إحياءً لذكراها، واكتفى الجميع بإصدار البيانات الصحفية التقليدية.
 
الأحزاب تتجاهل الذكرى

 
ولم يعلن تحالف دعم الشرعية، المناهض للانقلاب عن تنظيم أي فعاليات، لكنه طالب أنصاره بأن يظلوا على استعداد دائم للتظاهر.
 
وأكد كل من حركة شباب 6 إبريل و"الاشتراكيون الثوريون" عدم تنظيم أي فعاليات نظرا لانشغالها برعاية الزملاء المعتقلين في سجون النظام.
 
وقال المتحدث باسم حزب "المصريين الأحرار"، شهاب وجيه، إن الحزب سيقتصر الأمر على تنظم معرض للصور على هامش الفعاليات الخاصة بحملة الهوية المصرية التي ينظمها الحزب.
 
وأعلن نائب رئيس حزب الوفد، حسين منصور، عدم تنظيم الحزب لأي فعاليات لإحياء ذكرى 30 يونيو، وهو ذات الأمر الذي أكده الأمين العام لحزب المؤتمر.
 
وقال عضو الهيئة العليا لحزب "مستقبل وطن"، أكمل نجاتي، إن الحزب سيحيي تلك الذكرى بدورات تثقيفية وسياسية للشباب، و"زيارات المنازل التي أحرقها الإخوان عقب فض ميداني رابعة والنهضة"، على حد قوله.
 
استنفار أمني
 

وأعلنت وزارة الداخلية إعلان حالة الاستنفار الأمني القصوى بجميع محافظات الجمهورية استعدادا لإحياء ذكرى 30 يونيو، حيث تم رفع حالة الطوارئ وإلغاء إجازات الضباط للمشاركة في تأمين المنشآت العامة والخاصة.
 
وأضافت، في بيان لها، تلقت "عربي21" نسخة منه، أنها دفعت بمجموعات قتالية وأفراد مسلحين يبلغ عددهم 220 ألف فرد لتأمين المنشآت الحيوية، مثل الوزارات والبنوك ومبنى التلفزيون ومدينة الإنتاج الإعلامي والبنوك بمشاركة قوات من الجيش.
 
وكانت الحكومة قد أعلنت أن الخميس الموافق 30 حزيران/ يونيو، هو إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص والعام، لأول مرة منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013.
 
عروض فنية وهدايا
 

وأعلنت القوات المسلحة أنها ستقدم عروضا جوية في سماء القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات، وستقدم القوات البحرية عروضا أمام سواحل الإسكندرية لمشاركة المصريين فرحتهم بالذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو المجيدة.
 
وأضاف المتحدث العسكري محمد سمير، عبر صفحته على "فيسبوك" أن فرق الموسيقات العسكرية ستعزف الأغاني الوطنية في الميادين الكبرى بمختلف المحافظات، وسيتم توزيع الأعلام والهدايا التذكارية على المواطنين بهذه المناسبة.
 
وأعلنت المحافظات تنظيم سلسلة من العروض الموسيقية والفنون الشعبية والأغاني الوطنية والأنشطة الرياضية والثقافية احتفالا بهذه المناسبة.
 
وعرض الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، أغنية مصورة بعنوان "مليون تعظيم سلام" يغنيها المطرب حكيم، الذي شارك من قبل في أغنية "تسلم الأيادي" الشهيرة التي أنتجت بالتزامن مع انقلاب تموز/ يوليو 2013.
 
وفي ميدان التحرير الذي كان مهد لثورة يناير 2011، علّقت محافظة القاهرة الأعلام المصرية وصور عبد الفتاح السيسي ولافتات تهنئ الشعب بالذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، وتذكر المواطنين بإنجازات السيسي خلال عامين من حكمه للبلاد.
 
وفي ميدان النهضة الذي احتضن اعتصام أنصار الرئيس محمد مرسي عقب الانقلاب عليه وشهد مذبحة راح ضحيتها المئات حينما فضت قوات الأمن الاعتصام بالقوة، أعلنت محافظة الجيزة تجهيز الميدان لاستقبال احتفالات كبرى بذكرى 30 يونيو.
 
ندم ومراجعات
 

وعلّقت حركة "شباب 6 إبريل" عبر صفحتها الرسمية بقولها: "في ذكرى 30 يونيو وبعد مرور ثلاث سنوات.. ألم يئن أوان المراجعة والنقد الذاتي والاعتراف بالخطأ؟ ألم يئن أوان المكاشفة والمحاسبة؟ السؤال موجه للجميع ولا نستثني أنفسنا".
 
وكتب تامر وجيه الناشط الاشتراكي، عبر "فيسبوك" يقول: "أخطأ بعض الثوريين، وأنا منهم، حين تصور أن 30 يونيو يمكنها -جزئيا حتى- أن تمثل تحديا ثوريا لسلطة الإخوان المسلمين الهشة، الغضب الشعبي كان تحت الهيمنة شبه الكاملة للثورة المضادة، وثوار يناير لم يكن لديهم مانع من هيمنة مشروع الثورة المضادة، وهذا من نتائج نجاح استراتيجية زرع الرعب في النفوس التي اتبعتها أجهزة المخابرات وعصابات الدولة، ومن فكر في احتمال وجود هامش مؤثر للمعارضة الثورية كان واهما، أنا -باختصار- كنت واهما".
 
وقال الناشط السياسي أحمد غانم يقول: "الاعتراف بالخطأ فضيلة، 30 يونيو كانت جريمة، ويجب على كل من شارك فيها الاعتذار، خصوصا من كانوا يعتبرون أنفسهم روادا لها مثل البرادعي وحمزاوي ووائل غنيم وجبهة الإنقاذ.. ودون الاعتذار الواضح عن الاشتراك في هذه الجريمة تظل شلة 30 يونيو مجرمين ملطخة أيديهم بدماء الشباب، ما زلنا ننتظر اعتذارا واضحا صريحا تماما كما اعتذر قادة الإخوان".
 
بدوره، رأى الناشط السياسي محمد عباس أنه "من السذاجة والغباء الثوري والمكابرة عن الاعتراف بأن البعض سلم العسكر البلد على طبق من ذهب، بخلاف غباء الإخوان في السلطة جريمة في حق الثورة وفي حق المستقبل".