سياسة عربية

طلبة مصر يقتحمون وزارة التعليم ويرفضون إعادة الامتحانات

وزارة التعليم اعتبرت قرار تأجيل بعض الامتحانات يهدف إلى الحفاظ على تكافؤ الفرص بين الطلاب - أرشيفية
اقتحم الآلاف من طلاب الثانوية العامة في مصر، ظهر الاثنين، أجزاء من مبنى وزارة التعليم بوسط القاهرة احتجاجا على قرار الوزارة بإلغاء امتحان الديناميكا وإعادته في وقت لاحق، وتأجيل باقي الامتحانات إلى يوم 2 تموز/يوليو المقبل، بسبب تسريبها.
 
وخلال التظاهرة، ردد الطلاب هتافات معادية للنظام ووزارة الداخلية والتعليم، منها "الداخلية بلطجية" و"حلم الطلبة ضاع" و"ياللى بتسأل إحنا مين إحنا الطلبة المظلومين" و"ابن الباشا طلع غشاش" و"صوت الطلبة مش هيموت".
  
وطالب الطلاب بعدم إلغاء امتحان الديناميكا، وإقالة وزير التعليم الهلالي الشربيني، متسائلين: "لماذا تلغى الامتحانات ويضيع مجهودنا، ما ذنبنا إذا كانت الحكومة غير قادرة على حماية امتحاناتها؟".
 
الطلاب في ميدان التحرير
 
وفي مشهد نادر منذ انقلاب تموز/يوليو 2013، دخلت مظاهرة طلاب الثانوية إلى ميدان التحرير مردين هتافات "سلمية سلمية" و"سرب سرب الامتحان .. وإحنا هننزل الميدان".
 
ورفع الطلاب لافتات ضد الوزارة من بينها "مستقبلنا مش هيضيع" ،"دفعة الظلم ثانوية 2016" و"مش هنعيد"، و"إحنا مش لعبة في أيديكم" .
 
وقال شهود عيان إن "قوات الأمن فرضت كردونا أمنيا حول الطلاب المتظاهرين وتعاملتهم معهم برفق، وأكدوا لهم أنهم متعاطفين مع مطالبهم".
 
وأثناء التظاهرة، أغلقت القوات أبواب الوزارة، ومنع أفراد الأمن المركزي الطلاب الغاضبين من اقتحام الأجزاء الداخلية للمبنى، وقام الأمن بإخلاء المبنى من العاملين عدا قيادات الوزارة المتواجدين داخل غرفة العمليات المركزية لمتابعة امتحانات الثانوية العامة.
 
وسيطرت حالة من الغضب على الطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث دشن نشطاء عدة هاشتاغات ضد وزارة التعليم منها #قول_كلمة_لوزير_التعليم و#الثانوية_العامة ودخلت قائمة الأعلى تداولا بعدما تفاعل معها آلاف المعلقين.
 
وتضمنت التعليقات هجوما حادة على الحكومة وفشلها في منع التسريبات التي بدأت منذ بداية الامتحانات ما تسبب في إضاعة مجهود الطلاب.

روحوا ذاكروا
 
من جهته، تجنب الهلالي الشربيني وزير التعليم التواجد في مقر الوزارة وقت تظاهر الطلاب، وعقد مؤتمرا صحفيا بمقر هيئة الاستثمار الواقعة في ضاحية مدينة نصر البعيدة عن وسط القاهرة.
 
وخلال المؤتمر نفى الشربيني ما تردد عن تقديم استقالته على خلفية تسريبات امتحانات الثانوية العامة، مؤكدا أنه مستمر في منصبه وأنه سيقدم المسؤولين عن عمليات التسريب للنيابة العامة.
 
وأكد الوزير أن قرار تأجيل بعض الامتحانات يهدف إلى الحفاظ على تكافؤ الفرص بين الطلاب وتحقيق مبدأ العدالة والشفافية وإرساء القيم العليا بينهم بعيدا عن الغش، موضحا أنه بمجرد التأكد من تسريب امتحان الديناميكا تم تأجيل الامتحان
 
وأوضح الوزير أن تسريب الامتحانات تم عبر نقل محتوى المادة وليس ورقة الأسئلة، ما يعني أن المتورطين في التسريب من داخل الوزارة وأنهم هم من وضعوا الأسئلة أو قاموا بنسخها على جهاز الكمبيوتر، لافتا إلى أنه يتم التحقيق حاليا مع 10 مسؤولين عن تسريب الامتحانات.
 
وأشار إلى أن امتحان الديناميكا تم تسريبه قبل مدة طويلة تسمح بتداوله بين الطلاب مما دفع الوزارة لإلغائه، مؤكدا أنه سيتم تحويل كل المشتبه فيهم إلى النيابة.
 
وأضاف الشربيني أن الوزارة تعمل على تغيير شكل الامتحانات بداية من العام القادم وتم بالفعل تشكيل لجان للنظر في هذا الملف من الآن.
 
وعن غضب الطلاب وأولياء الأمور من تأجيل الامتحانات، قال الشربيني إن من يعترض على تأجيل الامتحان هو المستفيد من التسريب، لكن الطالب المجتهد سيفرح بقرار التأجيل الذي يحفظ مجهوده.
 
ووجه الوزير نصيحة للطلاب المتظاهرين أمام مبنى وزارته قائلا: "روحوا ذاكروا والطالب المجتهد هو اللي هيستفيد من التأجيل للحصول على درجاته الحقيقية، واللي زعلان من تأجيل الامتحان هو اللي استفاد سابقا من تسريبه".
 
إجراءات فورية لمنع التسريب ومحاسبة المتورطين
 
وقبل توجهه لمقر رئاسة الجمهورية صباح الاثنين، عقد شريف إسماعيل رئيس الوزراء اجتماعا مع الهلالي الشربيني وزير التعليم، لمناقشة سبل احتواء أزمة تسريب الامتحانات.
 
وخلال الاجتماع قدم الوزير تقريرا لرئيس الوزراء حول سير امتحانات الثانوية العامة حتى الآن، أسباب تسريب بعضها والإجراءات الفورية التي اتخدها لمواجهة التسريب.
 
وفي تصريحات للصحفيين، قال إسماعيل إن الحكومة تعهدت للشعب بمواجهة ظاهرة الغش في الامتحانات التي بدأت بالفعل منذ أكثر من خمس سنوات ووضع حد لها.
 
وأكد اسماعيل أن الحكومة تقدر تماما ما أثاره قرار تأجيل وإعادة بعض الامتحانات من غضب عند الطلاب وأولياء أمورهم إلا أن قرار تأجيل الامتحانات سيصب في مصلحتهم، مشيرا إلى أن التأجيل جاء حفاظا على مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة الطلاب.
 
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة قررت اتخاذ عدة إجراءات فورية لمنع التسريب مستقبلا، متعهدا بمحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تورطه في هذه الجريمة وفقا للقانون.