سياسة عربية

هجوم جديد على بيان سليماني عن البحرين يفضح تناقض الحرس

موقع معارض: على حكومة روحاني أن تقف ضد تدخل جنرالات الحرس الثوري في القضايا الإقليمية - أرشيفية
انتقد موقع "سحام نيوز" الإيراني المقرب من التيار الإصلاحي في إيران موقف الجنرال قاسم سليماني وجنرالات الحرس الثوري الآخرين، الذين أطلقوا التصريحات بشأن البحرين وإسقاط جنسية عيسى قاسم.
 
وقال الموقع: "في عام 2011 طالب العميد نقدي؛ قائد قوات البسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني بإسقاط الجنسية عن رموز الحركة الإصلاحية الإيرانية كمير حسين موسوي ومهدي كروبي، وحينها أشرنا إلى أن إسقاط الجنسية عن أي مواطن ينافي ميثاق حقوق الإنسان للأمم المتحدة، ولكنهم بالطبع لم يسمعوا كلامنا، والآن يتحدث الجنرالات نفسهم، وبالمنطق نفسه عن إسقاط الجنسية عن عيسى قاسم، وأصبحت الحقوق المدنية والقانونية محل اهتمام مسؤولي النظام الإيراني؛ لأن الأمر يتعلق برجل دين شيعي في البحرين ."
 
وأضاف "سحام نيوز" منتقدا موقف قادة الحرس الثوري: "وأصبح عيسى قاسم شخصية عزيزة لدى قادة الحرس مثل نمر النمر الذي انتهى الأمر بتعطيل فريضة الحج بسبب مواقفهم من إعدامه، والشعب الإيراني هو من دفع الأثمان الباهظة ."
 
وهاجم "سحام نيوز" بشدة تناقض المواقف الإيرانية الخارجية مع القضايا الداخلية قائلا: "الحديث عن الحقوق المدنية والسياسية للأفراد تتعلق فقط بالشخصيات المتحالفة مع النظام الإيراني كالشيخ عيسى قاسم، ولكن الحديث عن تلك الحقوق نفسها في القضايا الداخلية الإيرانية يعتبر نكتة مؤلمة."
 
وعن البيان الذي أصدره سليماني بخصوص قاسم، قال الموقع: "إن هناك بعض النقاط المهمة نريد أن نمر عليها بشكل مقتضب، وهي كالتالي:
 
أولا: يجب على حكومة روحاني أن تحدد وبوضوح ما إذا كان لديها وزارة خارجية، ومن المقرِّر للسياسة الخارجية والإقليمية لإيران.. هل يحددها الجنرال سليماني، وهل هو صاحب القرار؟!
 
ثانيا: تهديد الجنرال سليماني للسلطات البحرينية سوف يكلفنا أثمانا باهظة كالتي دفعناها من اقتحام السفارة السعودية في طهران، وسوف تزداد عزلة إيران الحالية في المنطقة، بل وربما تقع البلاد في فخ حرب خطيرة. والمرشد والرئيس الإيراني هما وحدهما من يتحمل مسؤولية البيان الصادر عن الحرس الثوري في حال سُفكت الدماء في المنطقة، وبطبيعة الحال سيظهر ذلك ضعف الحكومة الإيرانية أمام الحرس الثوري.
 
ثالثا: المسؤولون في إيران لا يستطيعون الاستمرار في مواقفهم المتناقضة داخليا وخارجيا، ولا يجب أن ينتظروا من العالم أن يفتح لهم أبواب الثقة، لأن إيران لا يمكنها أن تقمع وتعتقل وتفرض الإقامة الجبرية على المعارضة في الداخل، بينما تطالب بعض الدول كالبحرين بشكل متغطرس أن تتعامل على أساس التسامح والحقوق المدنية مع المعارضين فيها. هذا السلوك المتناقض داخليا وخارجيا للحكومة الإيرانية سخيف ومضحك في الوقت نفسه، والعالم أصبح يعلم ذلك. ألم تسمعوا بالقول المأثور: كيف يمنع آكل الرطب، الرطب عن غيره؟! 
 
رابعا: إذا اعتقد المسؤولون الإيرانيون أن الحقوق المدنية والسياسية يجب أن تراعى للشيخ عيسى قاسم في البحرين ونمر النمر في السعودية، فمن الضروري تطبيق هذه النسخة والتجربة على الداخل الإيراني أولا، وأن يتم إطلاق سراح قادة الحركة الخضراء، ولا يتم قمع العمال والمعلمين في البلاد.
 
وحذر موقع "سحام نيوز" المقرب من الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي بشدة من تبعات تدخل الحرس الثوري الإيراني في المنطقة قائلا: "على حكومة روحاني وقبل فوات الأوان أن تقف ضد تدخل جنرالات الحرس الثوري في القضايا الإقليمية لتجنب شبح التهديد عن إيران. والخطوة الأولى هي إعلان البراءة من بيان الجنرال قاسم سليماني والحرس الثوري حول البحرين، لأن تدخل قادة الفرق العسكرية في الحرس الثوري في القضايا الدبلوماسية الحساسة سوف يؤدي إلى وقوع حرب كارثية."
 
في السياق ذاته، انتقد المخرج الإيراني الشهير محمد نوري زادة، وهو الذي كان من الشخصيات المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي بيان الجنرال سليماني حول البحرين. ونشر نوري زادة صورة من تجمع للشيعة في البحرين أمام منزل عيسى قاسم وقال مخاطبا سليماني: "السيد قاسم سليماني: هؤلاء أنصار الشيخ عيسى قاسم الذين تجمعوا أمام منزله في البحرين، هل يمكننا أن نحتج على الاعتقال غير القانوي للشيخ مهدي كروبي والمهندس مير حسين موسوي والسيدة زهراء رهنورد ونتجمع أمام منزلهم؟!."
 
ومن خلال متابعة "عربي21" الحثيثة للشأن الداخلي الإيراني، يمكن القول إنها الفترة الأولى التي تشهد خلالها إيران مواقف رافضة لتدخل الحرس الثوري في الشأن الخارجي بهذه القوة، بعد صدور بيان سليماني حول البحرين، الذي وصفه بعض الإيرانيين بأنه بيان "تفوح منه رائحة الدم". وسبقه بيان لأحد ضباط الحرس الثوري نشره على صفحته في فيسبوك.