سياسة عربية

مراجعات مع القرضاوي (6).. ثورة 23 يوليو والرحلة الشامية

القرضاوي
الكثيرون كتبوا عن ثورة 23 يوليو في مصر، ودور الإخوان وعلاقتهم بها. لكن كشاهد على تلك الحقبة، تحدث الشيخ يوسف القرضاوي في مراجعته على قناة الحوار عن تلك الثورة، وترحيب الإخوان بها، وتشجيعهم وتأييدهم لها.

وقال الشيخ القرضاوي في الحلقة السادسة من حوارات "مراجعات": "قامت الثورة، ونحن الإخوان كنا أول المرحبين بها، والمشجعين والمؤيدين لها، بألسنتنا وأيدينا وأنفسنا وكل ما عندنا، كانوا إذا أرادوا أفرادا لحراسة الأشياء الخطيرة التي يُخشى عليها ممن يريدون أن يعاكسوا الثورة، كانوا يجدون الإخوان تحرس البنوك والسفارات الأجنبية وغيرها".

وأضاف: "أنا ذهبت في ذلك الوقت إلى الصعيد، وعند إسنا بعد قنا، قابلت بعض الضباط، وعرفت منهم أن البعض منهم ليسوا تماما مع الإخوان، ومنهم من يخاف من الإخوان".

وذكر أنه "بعد ذلك طلبوا من الإخوان أن يشاركوا في الوزارة، لكن الإخوان قالوا: "نحن نرشح لكم"، لكنهم لم يقبلوا، وكلم الضباط الأستاذ الباقوري مباشرة للمشاركة في إحدى الوزارات، وقبل بذلك. وأبلغ الهضيبي قائلا: "إنها شهوة نفس"، فرد الهضيبي: "اشبع بها، لكن عليك الاستقالة أولا من الإخوان"، وبالفعل قدم استقالته، رغم أنه من أحد القيادات وعضو مكتب الإرشاد وعضو الهيئة التأسيسية، وكان مرشحا في وقت من الأوقات كي يكون مرشدا، وكان مسؤولا عن الإخوان وقتما كانوا في السجون.. كان مسؤولا عمن لم يسجن".

وطلب الهضيبي من القرضاوي السفر بـ"الرحلة الشامية"، حيث كانت أول مرة له يخرج فيها من مصر، ومعه "أخ" يدعى محمد علي سليم. وقال: "ذهب إلى الإسكندرية، ومنها إلى بيروت في لبنان عبر الباخرة". ووصف لقاءاته مع جماعة عباد الرحمن في لبنان، ثم تناول رحلته إلى سوريا.

وفي سوريا، تناول تعامله مع الإخوان متخفيا تحت اسم عبد الله المصري، بسبب حظر العمل على الإخوان في سوريا آنذاك؛ لوجود الحكم العسكري، وتناول تواجده في دمشق أولا، ثم إلى حمص، وبعدها إلى حماة، ومنها إلى الأردن في طريقه لزيارة المسجد الأقصى. وذكر كذلك عددا من العقبات التي واجهها بين سوريا والأردن؛ بسبب إجراءات السفر، ثم إصابته بالملاريا، واضطراره للعودة إلى عمان للعلاج.

 وخلال رحلته، ذكر أنه قابل جماعة حزب التحرير في الخليل، ودارت بينهم نقاشات حادة حول منهج الإخوان، حيث قال أعضاء الحزب إن الجماعة لا توصل إلى إقامة الدولة الإسلامية، وشبهوها بأنها جمعية خيرية، في حين رد عليهم القرضاوي بأدلة من القرآن الكريم بوجوب العمل الخيري، كما ضرب لهم العديد من الأمثلة والحجج "المنطقية".

وذكر أنه بعدما عاد من الرحلة الشامية، حصل على الشهادة العالمية، متناولا خلال ذلك تفاصيل اجتيازه لامتحاناتها، ثم اختياره للتخصص، ثم اعتقاله عقب ذلك.