ملفات وتقارير

المشاورات اليمنية تقترب من إكمال شهرها الثاني دون حلول

الأيام المقبل ستحدد مصير المفاوضات بين وفد الحكومة الشرعية ووفد جماعة الحوثيين - ارشيفية
تقترب المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت من إكمال شهرها الثاني، دون أي بوادر لحل سياسي يلوح بالأفق، في وقت تتضارب الأنباء بشأن مشروع اتفاق سياسي سيطرحه المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، قريبا، يترافق مع ضغوطات دولية ستمارس على الطرفين؛ من أجل تقديم التنازلات والقبول بهذا الاتفاق.

ومع الحديث عن مبادرة ولد الشيخ المرتقبة، تغيب التأكيدات الرسمية من وفد الحكومة الشرعية أو الوفد المشترك للحوثيين وحزب المؤتمر الذي يتزعمه علي عبدالله صالح، وتبرز إلى الواجهة أطروحات البعض بأنه لم يبق أمام السلطات الشرعية سوى الاستعداد لإدارة حرب طويلة؛ لاستعادة مؤسساتها من الانقلابيين، في ظل تراخ أممي مع الطرف الأخير.

عجز أممي ودور أمريكي مشكوك

وفي هذا السياق، يتحدث رئيس منتدى الجزيرة العربية، نجيب غلاب، أن الأمم المتحدة لن تتمكن من فرض أي حل طالما ظلت عاجزة عن التعامل مع المرجعيات بحسم وصرامة، بل تبدو وكأنها تمرر مشروع الانقلاب الذي يقوده "الحوثي وصالح"، من خلال تجاوزها لتلك المرجعيات، والتأسيس لمرجعية جديدة تمنح الانقلابيين شرعية جديدة مماثلة لوثيقة "السلم والشراكة"، التي شرعنت الانقلاب بمشاركة أممية.

و"السلم والشراكة" هو عبارة عن اتفاق سياسي رعاه المبعوث الأممي السابق، جمال بن عمر، في اليوم ذاته الذي اجتاح فيه الحوثيون العاصمة صنعاء، 21 من أيلول/ سبتمبر 2014، ووقعت عليه الرئاسة اليمنية والقوى السياسية تحت ضغط المعطى الجديد في العاصمة.

وقال غلاب، الذي رافق وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت، لـ"عربي21"، إن الخلاف بلغ مداه بين الأطراف المتحاورة؛ ولذلك، فالأمم المتحدة والدول الراعية أمام اختبار حقيقي، لردم الهواة الواسعة بينهما"، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر الرؤية التي سيتم طرحها في الأيام القادمة، التي ستجسد مدى قدرة الإرادة الدولية في التزامها بمرجعيات حوار الكويت، وقدرتها أيضا على فرض الحلول لحماية الشعب اليمني". 

ويرتكز حوار الكويت على أسس ومرجعيات، أهمها القرار الأممي رقم 2216، الذي ينص على إنهاء انقلاب الحوثيين، من خلال حزمة من الإجراءات، التي بدأها بـ"تسليم السلاح، والانسحاب من المدن، والإفراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين، وإخلاء مؤسسات الدولة، ومن ثم استئناف العملية السياسية".

لكن الأكاديمي اليمني غلاب استدرك قائلا إن السلطات الشرعية في اليمن لم يعد لديها خيار سوى الاستعداد لإدارة حرب تحرير طويلة ضد "الكهنوت الأصولي للحوثية"، معتبرا أن هذا الخيار "لا مفر منه في ظل تراخي الإرادة الدولية".

من جانب آخر، تطرق رئيس منتدى الجزيرة إلى الدور الأمريكي في مشاورات الكويت، وقال إن هناك شكوكا تحيط بدور الولايات المتحدة، وسط تأكيداته بأن الانقلاب الذي قاده الحوثيون -في جزء منه- كان مخطط له أمريكيا". 

وأضاف غلاب أن الإدارة الأمريكية الحالية تدير حربا معلنة ضد اليمن العربي، وتوظف الطموحات الإيرانية في نشر الفوضى والاضطراب وتهيئة البيئة للإرهاب، بوجهيه السني والشيعي؛ لتدمير المجال العربي.

خطوط عريضة

من جهته، أفاد مصدر مقرب من رئاسة وفد الحوثيين بأن هناك مساعي يبذلها ولد الشيخ، للخروج باتفاق على خطوط عريضة، وليس اتفاقا شاملا، نظرا للخلافات الكبيرة التي تعصف بالمشاورات.

وأضاف المصدر اليمني، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، لـ"عربي21"، أن فكرة المبعوث الدولي تقوم على اتفاق مبدئي يضم في أغلبه إجراءات أمنية وعسكرية، مشابه للاتفاق الذي جرى في منطقة "الظهران، جنوبي السعودية" بين الجماعة والرياض.

وأكد المصدر الحوثي أن الاتفاق -الذي يسعى ولد الشيخ إلى إنجازه في شهر رمضان الجاري- يشدد على "تثبيت كامل لوقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية"، على أن يعود الطرفان إلى الحوار عقب عيد الفطر.

والأيام المقبلة حبلى، ستحدد مصير المفاوضات بين وفد الحكومة الشرعية ووفد جماعة الحوثيين وحزب صالح، بعد مرور أكثر من خمسين يوما من انطلاقها في 21 من نيسان/ أبريل الماضي.