مقالات مختارة

"بيلدربيرغ" الحكومة السرية في العالم؟

1300x600
في أواخر أيار 1954، عقد أول اجتماع لمجموعة بيلدربيرغ السياسية الاقتصادية أو ما عرف لاحقا نادي بيلدربيرغ، وكان الاسم قد أخذ من الفندق الذي عقد فيه الاجتماع وهو يقع في بلدة هولندية تدعي اوستربيك، وكان المدعون للمؤتمر الأول مجموعة من السياسيين وزعماء الدول ومالكي البنوك. وجلهم من أوروبا وأمريكا.

عقد الاجتماع الثاني في آذار 1955 في فرنسا، وكان أول رئيس للنادي الأمير الهولندي بيرنهارد والذي استمر رئيسا حتى العام 1977 وخلفه رئيس الوزراء البريطاني دوغلاس هوم وخلفه وجاء بعد المستشار والرئيس الألماني والتر شيل وظل حتى 1980 ليخلفه محافظ البنك المركزي البريطاني إريك رولويبقي رئيسا حتى عام 1986 ثم تعاقب على النادي عدة رؤساء ومنهم قادة دول وأصحاب بنوك والرئيس الحالي هو الفرنسي هنري كريستايان وهو معين منذ العام 2012.

النادي يجتمع سنويا، في أوروبا وكل اربع سنوات في أمريكا أو كندا، ويوصف بأنه الحكومة السرية التي توجه قرارات رؤساء الدول، أو الحكومة السرية في العالم، وللعضوية ومنحها وتوجيه الدعوة إليها هناك لجنة خاصة لها، ويعد هنري كيسنجر المسؤول الأول في المنظمة لتوجيه الدعوات لحضور اللقاء السنوي والعضوية. ومن أهم شروطها دعم الحركة الصهيونية وعدم معاداة السامية. ومن ابرز الأعضاء ممن يسمون النواة الصلبة لبيلدبيرغ، كارل بيلت رئيس وزراء السويد وجورج أوسبورن وزير المالية البريطاني الأسبق، وديفيد روكفلروهو اقدم عضو في المجموعة الصلبة.

تضمّ المنظمة اليوم كبار رجال السياسة في العالم في عضويتها وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما وهيلاري كلينتون، وقد أحيطت نشاطاتها وقراراتها بالسرية التامة، لذلك يوصف الاجتماع السنوي بوضعية «المؤامرة الكبرى» والتي تنطبق على هذا الاجتماع وهو ما دعا أطرافا شديدة التناقض، لمهاجمة بيلدربيرغ، وبحسب مصادر صحفية بريطانية فإن قرار الهجوم على العراق اتخذ خلال اجتماع مجموعة بيلدربيرغ عام 2002.

بالنسبة لوجود أوباما رئيسا اليوم لأمريكا ولعلاقته مع هيلاري كلينتون وانسحابها عن منافسته عام 2008 يخبرنا المفكر والمحلل الفرنسي تييري ميسان، والذي ظفر بوثائق سرية عن المنظمة، بقوله: »خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، قيل بأن باراك أوباما وهيلاري كلينتون قد اختفيا ليوم واحد، للتفاوض بعيدا عن الأعين، لإنهاء حالة التنافس بينهما. وفي الحقيقة أنهما ذهبا إلى الحلقات الدراسية السنوية لمجموعة بيلدربيرغ، في شانتيلي بفرجينيا، الولايات المتحدة».

في اليوم التالي لذلك اللقاء يؤكد ميسان، أن كلينتون أعلنت تنحيها من السباق. واستنتج بعض الكتاب أن قرارها هذا تم اتخاذه خلال اجتماع بيلدربيرغ، إذ خلص باراك أوباما وهيلاري كلينتون إلى اتفاق مالي وسياسي. فأنقذ السناتور أوباما أموال منافسته وعرض عليها وظيفة في أدارته، يومها رفضت السيدة كلينتون منصب نائب الرئيس واختارت وزارة الخارجية، وذلك مقابل الحصول على دعمها الفعّال خلال الحملة الانتخابية ضد جون ماكين. ثم أُدخل الزعيمان بواسطة جيمس جونسون للمشاركة في مؤتمر بيلدربيرغ، حيث أكدا للمشاركين على أن أنهما سيعملان معا. منذ فترة طويلة، ويؤكد ميسان أن باراك أوباما مثل ترشيح حلف الناتو. 

وعلاوة على ذلك، قدم العرش الملكي لإنجلترا التمويل الأولي لحملته الانتخابية عبر رجل الأعمال نظمي أوجي. وبتقديم السيناتور الأسود إلى مجموعة بيلدربيرغ، قام حلف شمال الأطلسي بتنظيم العلاقات الدولية العامة للرئيس المقبل للولايات المتحدة.

بعض الكتاب والمتابعين لنشاط «بيلدربيرغ» يرونها» صانعة للملوك»، لكنها في الحقيقة ليست الطرف الحاسم في ذلك، بقدر ما تمهد الطريق وتصنع التحالفات وتدير العلاقات، للمرشحين المقبلين لعضويتها.


(صحيفة الدستور الأردنية)