ملفات وتقارير

في مثل هذه الأيام.. انتخابات رئاسية بمصر لولا الانقلاب

محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر بعد ثورة يناير- أرشيفية
كان من المفترض أن تجرى في هذه الأيام؛ الانتخابات الرئاسية الثانية لاختيار ثاني رئيس مدني لمصر بعد ثورة يناير، لولا الانقلاب العسكري الذي أطاح بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب.

وفي التعبير عن المعاني التي تجيش في صدور المصريين حول "الحلم الانتخابي الذي تلاشى مع قدوم دبابة العسكر"؛ قال الروائي محمد صلاح، إنه "في مثل هذه الأيام؛ كان من المفترض أن يشارك في الانتخابات الأولاد والبنات الذين كانوا يلهون حول طوابير استحقاقات ثورة يناير الانتخابية الخمسة، التي اصطف آباؤهم وأمهاتهم فى طوابيرها منذ الصباح، تلفحهم الشمس في إحداها، ويقرصهم البرد في الأخرى".

وأضاف لـ"عربي21": "كان العالم على موعد ليراهم اليوم، وقد كبروا وتقدموا طوابير التصويت برؤوس مرفوعة، لا يخافون أحدا بعد أن ذاقوا طعم الحرية والكرامة، وأضحى الحديث عن القمع والقتل والاعتقال والتعذيب وإرهاب الدولة بالنسبة لهم ماضيا أسود".

وبين أن "جيل الأولاد والبنات كان من المفترض أنهم عرفوا أن رئيسا يختارونه بإرادتهم الحرة؛ سيكون نظيف اليد؛ يعيش كما يعيشون، ويُعلي من شأن استقلال وطنهم وكرامته، ويحافظ على كل شبر من أرضه، ويقيم العدل، ويقضي على الفساد، ويطور التعليم، وينهض بمستوى المعيشة، ويصل بمصر إلى حد الاكتفاء من الغذاء والدواء والسلاح".

وتابع صلاح: "كان من المفترض أن نرى في طوابير الانتخابات الرئاسية؛ فلاحا بلا ديون، وطالبا لم يذق مر الاختطاف القسري والتعذيب، وبنات لم يتعرضن لاغتصاب في السجون، وعاملا لا يحمل هم القوت والديون، حيث الجميع يمارس حقه في التصويت بحرية، بلا إرهاب ولا دبابات، ولا كوارث أو حرائق".

بداية المسار

أما الإعلامية المصرية أسماء عزت؛ فقالت إنه "بغض النظر عن الأخطاء التي وقعت في فترة حكم الرئيس محمد مرسي؛ كان لا بد من استكمال فترته الانتخابية للحفاظ على المسار الديمقراطي.

وأضافت لـ"عربي21" أن "الحل لم يكن أبدا في إسقاط أول رئيس مدني منتخب، مع اختلافنا مع بعض توجهاته وطريقة إدارته، وإنما في إصلاح الأخطاء، والمضي نحو استقرار حقيقي يفتح أبواب التنمية والتقدم".

وتابعت: "لقد كنا في البداية، والخطأ وارد، والتجربة كانت ستصحح كل الأخطاء والمسارات".

الخاسرون

من جهته؛ قال المهندس عصام محمد، أحد قيادات الصف الثاني بجماعة الإخوان المسلمين: "كنا نود أن نتقدم إلى الأمام، وفي الطريق نصوب الأخطاء، ونرى تكرار التجربة الديمقراطية إلى الأبد".

وأضاف لـ"عربي21": "كان من حق الرئيس مرسي أن يشارك مرة أخرى في الانتخابات، ومن هنا وجب إعادة الحق له أولا، ثم لكل حادث حديث".

وذهب محمد إلى القول بأن "مصر كلها خسرت بعدم تكرار التجربة الديمقراطية، وعادت إلى الخلف كثيرا"، مؤكدا أن "العسكر هم الخاسرون في المرتبة الثانية، وخسارتهم الكبرى ستكون عندما يعرف الشعب حقيقة الانقلاب".

ديمقراطية واستبداد

من جهتها؛ قالت الصحفية التونسية، آمال هلالي، إن "الانقلاب أجهض الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس مبارك، وفوّت فرصة تاريخية لن تتكرر لمصر؛ بأن تعيش تجربة ديمقراطية، وأعاد البلاد لعصور الاستبداد والظلم، ودولة الخوف والبوليس".

وأضافت لـ"عربي21": "المشهد الحالي في مصر قاتم، ويحتاج إلى معجزة كي تستقيم البلاد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا".

وقارنت هلالي بين التجربة التونسية والمصرية، لتخلص إلى نتيجة مفادها أن "الديمقراطية بكل مساوئها في تونس؛ أفضل مئة مرة من الاستبداد الذي تعيشه مصر حاليا".