سياسة عربية

صحيفة مؤيدة للسيسي تدعوه للخوف من 10 أشياء.. ما هي؟

التحذيرات جاءت في أعقاب التوتر الحاصل بين نقابة الصحفيين ونظام الانقلاب- أرشيفية
حذرت صحيفة مصرية رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، من عشرة أشياء يجب أن يخاف منها، وقالت إن الرجل الذي ادعى السيسي أنه خرج إليه من نافذة الأوتوبيس (حافلة النقل العام) على كورنيش الإسكندرية قائلا له "ما تخافش"، لم يكن ناصحا أمينا له، وأن هناك عشرة أشياء يجب أن يعمل لها ألف حساب.

جاء هذا التحذير في مقال تصدَّر صحيفة "المقال"، التي يرأس تحريرها الإعلامي الموالي للسيسي، إبراهيم عيسى، بعددها الصادر السبت، تحت عنوان "10 أشياء يجب أن يخاف منها الرئيس".

ويأتي التحذير في سياق صدام عنيف بين السيسي ونقابة الصحفيين المصريين على خلفية مطالبتها له بالاعتذار، وإقالة وزير الداخلية، احتجاجا على قيام قوات أمنية باقتحام النقابة، والقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا، من داخلها.

وأجملت الصحيفة الأشياء العشرة، التي رأت أنه يجب على السيسي أن يخاف منها في أنه: "في يناير ويونيو لم يخرج الناس بحثا عن مشروعات.. وأن ترى في الكلام عن الحريات رفاهية.. والمحبة العمياء.. وفساد فطرة الناس.. والخلط بين الرئيس والبلد.. ومظاهر قلة القيمة.. واعتبار الرأي العام قاصرا أو عدوا.. وتعريف أهل الشر.. والناس التي تتحدث باسم الرئيس.. وأن يتحول الظلم إلى وجهة نظر".

وقال الكاتب عمر طاهر، إن "الرجل الذي خرج من نافذة الأوتوبيس (حافلة النقل العام) قائلا للسيسي "ماتخافش" لم يكن ناصحا أمينا، فهناك أشياء من مصلحتنا جميعا أن تعمل لها الرئاسة ألف حساب"، على حد قوله.

وأضاف: "يبذل رئيس الجمهورية مجهودا شاقا في إقامة مشروعات مستقبلية مهمة، وهو يفعل ذلك كما يقول تحت عنوان "إحنا بنبي دولة"، وهو أمر جيد، ولكن لديَّ تحفظ، هو أن بناء الدولة لا يقوم على المشروعات فقط، ولكن يجب أن يسبقه بناء الإنسان الذي يعيش في هذه الدولة، يجب أن تخاف الرئاسة من فكرة أنه في يناير ويونيو لم يخرج الناس بحثا عن المشروعات، ولكن بحثا عن كرامة، وحرية".

وأردف: "هذا أمر آخر يجب أن تخشاه الرئاسة، وهو أن تُضيِّع على هامش بناء الدولة قيمة أفكار الحرية والكرامة الشخصية والعدل، وهو ما يمكن ملاحظته من الطريقة التي تتعامل بها الدولة مع معارضيها؛ حبس واعتقال وفضائح شخصية، وتكميم أفواه".

وتابع: "يجب أن تخاف الرئاسة من المحبة العمياء التي تبلع أي أخطاء، وتتفانى في تبريرها.. "إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني"، قال سيدنا عمر، وقال: "لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فيّ إن لم أسمعها".
 
واستطرد: "هناك شيء آخر يجب الخوف منه أيضا، وهو أن تقود المحبة العمياء أهلها إلى أن يقتلوا فطرتهم بأيديهم، الفطرة التي يفترض أنها تجعل الواحد ينتصر للحق وللمظلوم، يقاوم البعض لو وجدوا أنها ستسيء للرئيس".

وقال: "يجب أن تخاف من الخلط بين الرئيس والبلد، وقارن في كل وقفة مؤيدة بين أعداد علم مصر، وأعداد صور الرئيس، هذا الخلط سيجعل قاعدة التقييم هي "ما هي مصلحة الرئيس في مصلحة البلد"، لن يقوى أحد على مراجعة موضوع مثل تيران وصنافير لأنه يحرج الرئيس، وهذا ليس في مصلحة البلد بالتأكيد".

وتابعت "المقال": "يجب أن تخاف (الرئاسة) من مظاهر قلة القيمة التي تحيط بالدولة، وقفات المواطنين الشرفاء شاهرين أصابعهم الوسطى، وعصيانهم في وجه الصحفيين في حماية الشرطة، أو وجوه أتلفتها الغرز الطبية تقف ترقص بأعلام السعودية في ميدان عام، والجميع - مؤيد ومعارض - يعرف أنها وقفات مدفوعة الثمن تدعم بها الدولة نفسها أمام كل من تسول له نفسه المعارضة".

وتابع عمر طاهر: "يجب أن تخاف من اعتبار الرأي العام قاصرا "ماحدش يتكلم في الموضوع ده تاني"، أو عدوا.. "ممكن أدخل على فيسبوك بكتيبتين"، وهذه الإهانة تسحب من الرصيد ربما ببطء لكن بثقة".

وأردف الكاتب: "يجب أن تخاف من اعتبار من يطلب الحقيقة والعدل والشفافية (أهل الشر)؛ موضوع (أهل الشر) هذا يحتاج إلى إعادة تعريف، من وجهة  نظري بعض أهل المحبة العمياء بتوع (اللي تشوفه يا ريس) هم (أهل الشر) فعلا".

وواصل "طاهر" حديثه الموجه للسيسي: "يجب أن تخاف من نوع الناس التي تتحدث باسمك.. تقول الحكمة: (رسول الملك ملك).. فانظر: من يتحدث باسم الملك، وكم شخصا تخسر محبته في كل مرة يفتح أحد هذه الأسماء فمه".

وأخيرا، اختتم الكاتب مقاله بالقول للسيسي: "يجب أن تخاف ليس من الظلم، ولكن من أن يتحول الظلم إلى وجهات نظر".