سياسة عربية

موقع إيراني يطالب الصدر بترك السياسة.. ويسأل: ماذا يريد؟

أنصار الصدر على منصة رئاسة البرلمان بعد اقتحامه- أ ف ب
هاجم موقع "تابناك" الإيراني المقرب من الحرس الثوري، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعد قيام أنصاره باقتحام البرلمان العراقي أمس السبت، ودعاه إلى "ترك العمل بالسياسة والتوجه إلى إكمال دراسته الدينية".

وتساءل "تابناك" عن هدف الصدر من اقتحام البرلمان، وقال: "نشعر بالاستغراب من سلوك مقتدى الصدر، وإلى الآن لم نفهم هذا الرجل وماذا يريد".

وأضاف: "هذا الرجل لا يفهم بالسياسة ولا يدرك الوضع الخاص الذي يمر به العراق، وكان ينبغي عليه متابعة دراسته الحوزوية وبحوثه الدينية بدلا من الذهاب وراء السياسة".

ووصف الموقع الصدر بـ"الزعيم الشيعي المتطرف"، وقال إنه "أعلن عزمه ترك العمل السياسي والمناصب الحكومية قبل عامين وأنه سيتجه للاهتمام بدراسته، لكن في ظل الخطر الذي يشكله داعش على العراق لا يمكن فهم سلوك الصدر وأنصاره من خلال اقتحام البرلمان".

وعلى الرغم من الحشود الكبيرة التي حشدها الصدر في عدد من التظاهرات في الآونة الأخيرة، قلل "تابناك" من مكانته السياسية، وقال إن "شعبيته تراجعت منذ عام 2003 عند دخول نوري المالكي الساحة السياسية وازدادت شعبية الأخير على حساب الصدر".
 
وشنت وسائل إعلام إيرانية أخرى هجوما على الصدر، وقالت إن ما قام به أنصاره "لا يخدم سوى أعداء العراق".

وانتقدت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الإيرانية، اقتحام أنصار الصدر البرلمان، وقالت: "نحن ندرك تماما مخاوف الصدر من زيارة جو بايدن للعراق، ولكن لا يمكن أن نواجه المشروع الخطير في العراق من خلال إضعاف الدولة المركزية والمؤسسات الحكومية وخصوصا البرلمان".
 
وقالت "فارس" إن "تغاضي إيران عن أخطاء السياسيين في العراق لا يعني أننا نوافقهم فسادهم وسياستهم الخاطئة، ولكننا نصمت من أجل مواجهة الخطر والتهديد الأكبر على العراق وهو تدخل الدول الأجنبية في هذا البلد ودعمها للتنظيمات الإرهابية فيه".

واتهمت "فارس" ضمنا، الصدر بالتعاون مع استخبارات أجنبية من أجل إحلال الفوضى في العراق، وقالت: "من يضمن لنا عدم تدخل أجهزة الاستخبارات الأجنبية في الأزمة العراقية الحالية وتمويلها لحادثة اقتحام البرلمان حتى تخرج الأمور عن السيطرة كما تريد الدول الأجنبية".
 
وأوضحت أن "الصدر بما قام به أنصاره من اقتحام للبرلمان بعد الاعتصام في شوارع بغداد وفشله في حل الحكومة سيوفر "فرصة ذهبية" للاستخبارات الأجنبية والإرهابيين للتدخل بسهولة في الشأن الداخلي العراقي".

وطلبت "فارس" من جميع السياسيين العراقيين أن يتحدوا في هذه المرحلة السياسية الحرجة التي يمر فيها العراق، وقالت إن "الوضع العراقي يتطلب من الجميع أن يتحلوا بالحكمة وأن يكون لديهم موقف وطني واضح حتى لا تستغل الأطراف الأجنبية الأزمة السياسية التي يمر بها العراق".
 
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن النظام في إيران لم يكن راضيا عن اقتحام البرلمان العراقي من قبل أنصار الصدر.
 
وتعتقد أوساط إيرانية بأن زعزعة الأمن والأستقرار السياسي في العراق سوف تضعف التيارات السياسية الشيعية المرتبطة بإيران، الأمر الذي سيقلص النفوذ الإيراني على الساحة العراقية ويضعف مخططاتها في مواجهة السعودية.