سياسة عربية

تواضروس يتجاهل تطبيع الأقباط وينتظر "بناء الكنائس"

البابا تواضروس سمح بتطبيع الأقباط مع إسرائيل- أرشيفية
ترأس بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، مساء السبت، قدّاس "عيد القيامة المجيد"، في الكاتدرائية المرقسية في العباسية، في وقت شارك فيه آلاف الحجاج الأقباط في "سبت النور"، بكنيسة القيامة في القدس المحتلة.

ويستقبل البابا المهنئين بالعيد صباح الأحد، في المقر البابوي، سواء من الأساقفة والكهنة، أو المسؤولين والوزراء وعموم الأقباط.

وكان مندوب عن رئاسة الجمهورية، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة وأعضاء مجلس النواب، حضروا القداس مساء السبت، في وقت تخلف فيه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن حضوره، بعد أن حضر للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد يوم 7 كانون الثاني/ يناير الماضي، كما أنه شارك في حضور القداس والتهنئة بعيد الميلاد المجيد، في اليوم ذاته من العام الماضي 2015.

وبعث السيسي برقية تهنئة إلى البابا تواضروس، أعرب له فيها عن "أصدق تهانيه، وأطيب تمنياته للأقباط بالصحة والسعادة".

في المقابل، قال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، القمص بوليس حليم، إن بيان الرئاسة وتهنئة السيسي بعيد القيامة المجيد، تحمل معاني ومشاعر "طيبة"، وإن الكنيسة توجه له الشكر عليها، بحسب قوله.

6 آلاف قبطي في القدس

وفي سياق متصل، انطلقت رحلات الأقباط إلى القدس المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما ذكرت تقديرات غير رسمية أن عدد الأقباط الذين سافروا هذا العام بلغ ما بين ستة إلى سبعة آلاف قبطي، وأن الإجراءات الأمنية كانت أفضل هذا العام.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشره موقعها الإلكتروني، السبت، أن نحو ستة آلاف من المسيحيين المصريين سافروا إلى القدس، حيث حضروا حفل "سبت النور"، الذي أقيم في كنيسة القيامة.

وأضافت أن البابا تواضروس قام بتغيير السياسة التي كانت متبعة، وقرر السماح بـ"حج المصريين إلى الأماكن المقدسة في إسرائيل"، على حد تعبيرها.

وأضافت أن البابا كان قد حضر قبل أشهر عدة جنازة البطريرك القبطي السابق في القدس الأنبا أبراهام، وأن وصول السيسي للحكم أسهم في كسر المحرمات ضد زيارة القدس، وفق تعبيرها.

مبررات "أسقف الشباب"

وفي تغير جاذب للنظر في الموقف واللغة، قال أسقف الشباب في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأنبا موسى، إن عودة الأقباط للاحتفال في القدس مرة أخرى جاءت بعد معاهدات السلام والصلح بين مصر وإسرائيل وفلسطين، بالإضافة إلى مطالبات الفلسطينيين بعودة الأقباط للقدس؛ حتى لا يستولي عليها اليهود.

وأشار إلى أن المجمع المقدس أصدر قرارا أيام البابا شنودة بمنع الزيارة للقدس في أوقات الاحتلال.

وأضاف في برنامج "غرفة الأخبار"، عبر فضائية "سي بي سي إكسترا"، مساء السبت، أن الرئيس الفلسطيني طالب بعودة المسيحيين للقدس خوفا عليه من اليهود، مؤكدا أن اليهود يريدون شراء القدس.

وتابع الأنبا "موسى" بأنه لولا مساعدات أقباط دول الخليج كانت القدس قد تم بيعها لليهود، مؤكدا أن الأقباط "هم ما حافظوا على القدس، عن طريق المساعدات والدعم الدائم لإعمارها، حتى لا يستولي عليها اليهود"، مضيفا: "لولا الأقباط لكانت القدس ملكا لليهود الآن".

وأوضح أن المجمع المقدس في الكنيسة الأرثوذكسية يجتمع في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، قائلا: "هناك تراض بين أعضاء المجمع جميعا، ألا ندع القدس تضيع من بين أيدينا، وألا يتم بيعها لليهود"، دون أن يحدد هل يدخل ضمن هذا التراضي زيارة القدس أم العكس؟



وأبدى الكاتب المسيحي "مجدي نجيب وهبة" دهشته من تصريح الأنبا موسى، ووصفه بـ"العجيب"، و"الغريب"، متسائلا: "هل يدعو لإلغاء قرار المنع، أم أنه شيء من الدعاية الإعلامية؟".
  

وكان البابا تواضروس زار القدس المحتلة، وترأس جنازة مطرانها الأنبا أبراهام في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ودافع عن الزيارة بالقول إن غرضها كان تأدية واجب العزاء، مؤكدا في تصريحات عدة أن الكنيسة الأرثوذكسية لم تغير موقفها، وأنها تصر على عدم السماح للأقباط بالسفر إلى القدس المحتلة.

ورأى المفكر القبطي جمال أسعد، أن أعداد الأقباط الذين سافروا إلى الأراضي المحتلة، تضاعفت خلال عام 2015، مشيرا إلى أن زيارة البابا تواضروس، للصلاة على روح الأنبا أبراهام مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، ساعدت على ذلك.

وأضاف أسعد في تصريحات صحفية، أن زيارة الأقباط إلى القدس "تهاون واضح حيال القضية الفلسطينية"، و"تطبيع علني مع الكيان الصهيوني"، وأن موقف البابا الراحل شنودة الثالث، بمنع السفر إلى إسرائيل، يدعم القضية الفلسطينية.


ويعود تاريخ قرار منع الأقباط من السفر إلى القدس إلى الستينيات، في عهد البابا كيرلس السادس؛ بسبب النزاع مع "إسرائيل" على دير السلطان شرقي القدس، إذ سلمته "إسرائيل" إلى الرهبان الأحباش، بعد طرد الرهبان المصريين منه بعد عدوان حزيران/ يونيو 1967.


واستمر القرار في عهد البابا شنودة الثالث خلال جلسة المجمع المقدس في 26 آذار/ مارس 1980.


قانون بناء الكنائس إلى البرلمان


يأتي ذلك في وقت أكد فيه البابا تواضروس الثاني أن قانون بناء الكنائس دخل مراحله النهائية، متوقعا أن يناقشه البرلمان في دورته الأولى في شهر أيار/ مايو المقبل.

وقال البابا خلال لقائه برئيس الطائفة الإنجيلية السبت، بالكاتدرائية على هامش زيارة الأخير له لتهنئته بالعيد، إن الكنائس تنتظر أن ترسل الدولة ملاحظاتها في المسودة النهائية من القانون.

وفي الوقت ذاته، توقع وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، مجدي العجاتي، أن يتم الانتهاء من مشروع ترميم وبناء الكنائس، الجمعة المقبل.
  

وأشار في تصريحات صحفية، السبت، إلى أن الوزارة مستمرة في دراسة مشروع القانون بالتعاون مع ممثلي الكنيسة المصرية.

وأوضح أن آخر اجتماع عُقد بين الوزارة وممثلي الكنيسة كان منذ ثلاثة أيام، وأن اللقاء المقبل سيكون بعد الانتهاء من احتفالات "شم النسيم"، الاثنين.

وعلّق المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية على ذلك، في مداخلة لبرنامج "الحياة اليوم"، مساء السبت، مؤكدا أن قانون بناء الكنائس سيعالج 75 في المئة من المشكلات الخاصة بحساسية العبادات.

ووصف القمص بولس حليم خروجه إلى النور بأنه إنجاز غير مسبوق، وبأنه سيحل الكثير من المشكلات والقضايا الخاصة ببناء دور العبادة القبطية داخل المجتمع، على حد قوله.

وأكد أن مشروع القانون وصل مراحل متقدمة، موضحا أن الكنائس المصرية بأطيافها الخمسة قد توافقت على صيغة نص مشروع ورؤيته.