ملفات وتقارير

مصير مجهول لجزيرتين متنازع عليهما بين مصر والسعودية

السيسي والملك سلمان في القاهرة.. ما هي اتفاقية الترسيم التي تم التوافق عليها؟- أف ب
أصبح مصير كل من جزيرة "صنافير" وجزيرة "تيران" المتنازع عليهما بين مصر والسعودية غامضا، بعدما تم التوقيع على ترسيم الحدود المائية بين البلدين الجمعة، في الوقت الذي فسر فيه أغلب المراقبين والمتابعين الاتفاقية بأنها "تنازل كامل من مصر عن الجزيرتين"، خاصة أن أيا من الحكومة المصرية أو الرئاسة لم تذكر أي بيانات واضحة ورسمية بشأن الجزيرتين.

وأعلنت مصر توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية بعد ظهر الجمعة، وذلك من ضمن جملة اتفاقات وقعها كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وعبد الفتاح السيسي الذي يغتصب منصب رئيس الجمهورية في مصر، منذ أن نفذ الانقلاب العسكري في الثالث من تموز/ يوليو 2013. 

وبتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود، فإن من المفترض أن يكون قد تم حسم أمر الجزيرتين الاستراتيجيتين اللذين تقعان في منطقة مهمة بالبحر الأحمر، لتعيد هذه الاتفاقية إلى الأذهان الاتهامات والمزاعم التي كان يروج لها مؤيدو الانقلاب العسكري في مصر، من أن الرئيس المدني السابق محمد مرسي قد تنازل عن منطقة "حلايب وشلاتين" المتنازع عليها مع السودان، ليتبين لاحقا أن نظام مرسي لم يتنازل عنهما، في حين أنه بعد أقل من عامين على الانقلاب يتنازل نظام السيسي عن جزيرتين بالغتي الأهمية في ما يتعلق بالسيادة المصرية على المياه الإقليمية في البحر.

وتمثل جزيرتا "صنافير" و"تيران" أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان فى حركة الملاحة من خليج العقبة، حيث تقع جزيرة تيران في شمال البحر الأحمر عند مدخل البحر. 

وتخضع الجزيرتان للسيادة المصرية، وقد تم إعلانهما محميتين طبيعيتين منذ عام 1983، وهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وهناك خلاف بين مصر والسعودية على الجزيرتين لم يتم إنهاؤه بشكل رسمي، حيث كانت تطالب السعودية بسيادتها على الجزيرتين.

وأثارت اتفاقية ترسيم الحدود المائية بين مصر والسعودية حفيظة الكثير من النشطاء في مصر، حيث طالب الناشط السياسي المهندس ممدوح حمزة، نظام السيسي بتوضيح اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تم توقيعها مع المملكة العربية السعودية. 

وتساءل: "ما موقف جزيرة صنافير أمام جزر تيران المطلة على راس محمد ورأس الشيخ حميد، هل تنازلنا عنها؟ مطلوب بيان ما هو ترسيم حدود؟". 

وقال حمزة في تغريدة على "تويتر": "أرجو ألا تؤدي زياره اليوم إلى بيع المزيد من أراضي مصر تحت مسمى الاستثمار.. المصري لا يستطيع شراء متر واحد في أي من بلاد الخليج.. بيع أرضنا إهانة". 

وكتب الناشط السياسي نجاد البرعي تغريدة على "تويتر" قال فيها: "في أي دولة لما الشعب يقلق على الحدود ويكثر الكلام ويشاع إن هناك تفريط في أرضه لازم الرئيس يطلع يوضح مادام قال للناس ما تسمعوش من حد غيري". 

أما اللافت في التقارير التي تداولها الإعلام المصري يوم الجمعة، فهو أن موقع "البوابة" المقرب من أجهزة الأمن المصرية، والذي يديره عبد الرحيم علي، نشر تقريرا كشف فيه أن ملف جزيرتي "صنافير" و"تيران" تم بحثه خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية في زيارته الأخيرة لمصر في تموز/ يوليو الماضي، والتي صدر في ختامها "إعلان القاهرة"، الذي تضمن في أحد بنوده "تعيين الحدود البحرية بين البلدين"، وهو ما يؤكد أن الاتفاقية التي تم توقيعها الجمعة حسمت أمر الجزيرتين، لكن كلاً من القاهرة والرياض تتحفظان عن إعلان مصير الجزيرتين لعدم إثارة الغضب والاحتجاج في مصر.

كما أوضح موقع "البوابة" أن قضية الجزيرتين تم بحثها بين الملك سلمان بن عبد العزيز والسيسي صباح الجمعة، قبل التوقيع على اتفاقية الترسيم بين القاهرة والرياض.