قضايا وآراء

تعز.. أيقونة الوطن اليمني

1300x600
تتسارع الأحداث في اليمن.. تعز المدينة التي تركت وحيدة لأشهر طوال تواجه قدرها؛ ها هي الآن تصنع تاريخها من جديد على يد أبنائها؛ لتكسر قوى الانقلاب وتتخلص من ظلم الحصار وآلة الدمار.
 
تتنفس تعز الصعداء بعد حصار خانق تنفست معها الروح اليمنية أكسجين المعنويات في مجابهة الانقلاب الحوثي الصالحي، وتحديدا تلك المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وحليفهم صالح بشكل كامل، كما هو الحال في أغلب مدن الشمال اليمني بما فيها العاصمة صنعاء.
 
ثمة بوادر تصب في مصلحة الوطن اليمني نحو التخلص من انقلاب الحوثي - صالح، برزت هذه البوادر عقب التقدم الذي أحرزته المقاومة في تعز مع الأنباء، عن انشقاق شخصيات قبلية في مناطق الطوق حول صنعاء ورغبتها الالتحاق بالشرعية. وبلا شك فهذا ما سيقض مضجع صالح وحلفائه، كون الرجل منذ أسابيع يحشد التعبئة في تلك المناطق، ويرسل قيادات من حزبه لاستعطاف رجال القبائل في محاولة لأن يستميتوا في مواجهة المقاومة الشعبية والجيش الوطني، اللذين باتا قريبين من صنعاء بعد سيطرتهم على مواقع مهمة في مديرية نهم، وقبلها مناطق واسعة في محافظات الجوف ومأرب.

تشهد تعز تمشيط مختلف الجبهات، نحو التحرير الكامل الذي يتوقع خلال أيام أو أسابيع. وسيمثل ذلك انكسارا كبيرا في صفوف قوى الانقلاب لن يتوقف على تعز فقط، بل سيصل صداه إلى بقية المحافظات، كإب والحديدة وذمار، مع خصوصية بعض المناطق التي سيدفع الحوثيون كل ما بوسعهم للبقاء فيها، كصنعاء وصعدة وحجة، لوجود خرافة "السلالة الهاشمية" التي استغلها الحوثي واستنزف أبناء تلك الأسر في حروبه، لا سيما الحالية، غير أن هذه المواجهة لن تطول مهما استمرت.

هذا الزخم الشعبي النابع من انتصار تعز، يستدعي من الشرعية والتحالف العربي عدم إهداره، إن أرادا تسارعا فعليا على طريق دحر الانقلاب وعودة الشرعية فعلا، بمعنى ترتيب صفوف المقاومة والجيش الوطني في أكثر من جبهة، ودعمهما لتحقيق تقدم تبدو المعنويات الحالية أكثر استشرافا له وتوقا إليه. أضف إلى ذلك حالة التصدع غير المعلنة بين تحالف الانقلاب عقب مفاوضات وفد حوثي زار السعودية قبل أيام، ووصل الحال بطرفي هذا التحالف إلى مواجهة عسكرية في أحد مواقعهما العسكرية بمحافظة حجة الشمالية، قرب منطقة حرض القريبة من الحدود السعودية.

كما كانت تعز سباقة، لتكون أيقونة ثورة الحادي عشر من شباط/ فبراير وما سبقها من ثورات، وستكون بالقدر ذاته على طريق الخلاص من الانقلاب، ومعادلة مختلف النتوءات الحاصلة حاليا والنداءات التي تستهدف تعميق الشرخ في الجسد اليمني. فبتحريرها الكامل سينفرط عقد الانقلاب بشكل متسارع.