سياسة عربية

سفير السعودية ببغداد يهاجم "الحشد" والأخيرة تطالب بطرده

السبهاني: من يستمع لخطب الجمعة للسيستاني يستشعر خطر المرجعيات الدينية الشيعية من ذلك - أرشيفية
هاجم السفير السعودي في العراق تامر السبهان، السبت، مليشيا الحشد الشعبي الشيعية، معتبرا أن رفض الكرد ومحافظة الأنبار دخول قواتها إلى مناطقهم يبين "عدم مقبوليته من قبل المجتمع العراقي"، فيما أشار إلى أن الجماعات التي تقف وراء أحداث المقدادية لا تختلف عن تنظيم الدولة.

وتساءل السبهان في حوار له مع قناة "السومرية" العراقية قائلا: "هل تقبل الحكومة العراقية بوجود حشود سنية كالحشود الشيعية الحالية وبالتسليح ذاته؟ ولماذا يوضع السلاح بيد الحشد الشعبي فقط؟".

واتهم السبهان إيران بـ"التدخل في الشؤون العراقية الداخلية بشكل واضح، وإنشاء مليشيات مسلحة"، مشددا على ضرورة "إيجاد حل جذري للبيئة التي ساهمت بظهور داعش والإرهاب".

وقال سفير الرياض إن "الجماعات التي تسببت بالأحداث التي شهدها قضاء المقدادية لا تختلف عن داعش"، مستفهما: "أين دور الحشد الشعبي مما جرى في المقدادية؟".


النمر

وأرجع السبهان إقدام سلطات بلاده على إعدام رجل الدين المعارض الشيخ نمر باقر النمر إلى ارتكابه "محرمات في الإسلام"، وفيما أبدى استغرابه من ردود الفعل العراقية على عملية الإعدام، كشف عن تلقي السفارة السعودية ببغداد تهديدات جدية.

وقال إن "النمر إرهابي مارس الإرهاب عبر التحريض وإنشاء جمعيات سرية، وقتل 11 من رجال الأمن، وأحرق العديد من المنشآت في المملكة، ونزع البيعة عن الملك"، لافتا إلى أن "كل ذلك يعد محرمات في الإسلام، وكيف لرجل الدين أن يقوم بها".

وأضاف السبهان أن "ردود الفعل العراقية على إعدام النمر أثارت استغرابنا، خصوصا أنهم لم يستنكروا في الوقت ذاته الاعتداء الذي طال سفارتنا في إيران"، كاشفا عن "تلقي السفارة تهديدات تم أخذها على محمل الجد، لكن الحكومة والقيادات العراقية تعاملت بعقلانية مع ذلك".

غضب السنة على السعودية


وأكد السفير أنه لمس "غضبا" من سنة العراق على بلاده بسبب "تخلي المملكة عنهم"، فيما بين أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وجهه بثلاث وصايا قبل تسلم مهامه سفيرا بالعراق.

وقال السبهان خلال حديثه لبرنامج حوار خاص الذي تبثه السومرية: "إنني لمست غضبا من قبل جميع من قابلتهم من السياسيين والإخوة السنة في العراق على المملكة العربية السعودية"، مشيرا إلى أنهم "قالوا لي: أنتم غبتم عنا وجعلتمونا نواجه مصيرنا لوحدنا".

وتساءل السبهان: "لماذا يوجد غضب سني علينا إذا كان هناك تدخل من قبل السعودية في شؤون العراق الداخلية"، مشددا على أن "المملكة لا تدعم مكونا على حساب آخر، وهي دائما مع الحكومات وليس الأشخاص أو الطوائف".

وبين أن "خادم الحرمين الشريفين وجهني خلال لقائي به بأن أنظر للعراق والعراقيين بعين واحدة وقلب واحد وعقل واحد"، مؤكدا أن "العراق يحتاج إلى مساعدة أشقائه، لكن في الوقت ذاته يجب أن يكون الحل عراقيا داخليا".

دعوات لطرد السفير


بدورها طالبت هيئة الحشد الشعبي، السبت، الحكومة بـ"طرد" السفير السعودي ثامر السبهان من العراق و"معاقبته" على خلفية تصريحاته الأخيرة ضد الحشد.

وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي في بيان إن "ما تحدث به السفير السعودي من على شاشة السومرية تجاوز فيه كل الحدود واللياقات الدبلوماسية، وهو ينم عن النوايا المبيتة سلفا لإرسال سفير دولة تدعم الإرهاب، ليكون ممثلا لها في دولة لا تزال دماء أبنائها تقطر من مفخخات إرهابهم ودواعشهم وبهائمهم البشرية المفخخة".

وأضاف الأسدي أن "تجاوز هذا المدعو على الحشد والحكومة والأغلبية السكانية والسياسية لا يزيدنا إلا إصرارا على القضاء على الدواعش ورفض ومحاربة داعميهم ومموليهم في الداخل والخارج"، مطالبا الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بـ"طرد هذا السفير ومعاقبته على تصريحاته الوقحة، وتجاوزه على الشعب العراقي وحشده الشعبي المقدس، وسوقه لأكاذيب مفضوحة وتحريضه المباشر على الفتنة بين مكونات الشعب العراقي".