سياسة دولية

تحذير عنيف من تيار روحاني بعد شطب ترشيحات أكثر عناصره

اتهم تيار روحاني "مجلس صيانة الدستور" بـ"مهاجمة الشعب الإيراني" - أرشيفية
حذّر موقع "عصر إيران"، المقرب من التيار الإصلاحي الإيراني، مجلس صيانة الدستور الإيراني من رفضه لترشيحات التيار الإصلاحي الإيراني، معتبرا هذه الخطوات الإقصائية التي يريد فقهاء مجلس صيانة الدستور تطبيقها ضد مرشحي تيار الإصلاحي "غير عقلانية وهدامة وتساهم في إسقاط النظام الإسلامي بإيران".
 
وقال "عصر إيران" إن "الإعلان عن رفض الترشيحات للتيار الإصلاحي كانت صادمة، وأكثر مما كان متوقعا حيث رفض مجلس صيانة الدستور إعطاء الصلاحيات اللازمة لمرشحي التيار الإصلاحي للمشاركة بالانتخابات البرلمانية في كل المحافظات الإيرانية".
 
واتهم "عصر إيران" مجلس صيانة الدستور الإيراني بأنه لم ينفذ أوامر المرشد، وأصبح يخضع لنفوذ جهات سياسية أخرى غير المرشد الإيراني.
 
وانتقد الموقع الإصلاحي تصفية الإصلاحيين وإقصاءهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية، قائلا إن "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية دعا جميع الإيرانيين للمشاركة بالانتخابات البرلمانية القادمة في إيران، والتيار الإصلاحي لبى هذا النداء وحشد كل أنصاره للمشاركة في هذه الانتخابات التي تأتي بظرف إقليمي وداخلي غاية في الأهمية، ولكن تفاجأنا برفض أغلبية الترشيحات للتيار الإصلاحي من قبل مجلس صيانة الدستور الإيراني".
 
وأضاف "عصر إيران" بقوله: "نحن هنا نسأل وبشكل جدي رجال مجلس صيانة الدستور الإيراني: لماذا تخالف هذه المؤسسة التنفيذية أوامر المرشد الذي طلب حتى من الرافضين لولاية الفقيه وشخص المرشد المشاركة بالانتخابات البرلمانية، فيما يتم إقصاء أغلبية الترشيحات التي تخص الإصلاحيين في البلاد؟".
 
وتابع الموقع هجومه الشديد بالقول، إن "المرشد الإيراني أكد أن الانتخابات البرلمانية الإيرانية لم تكن ملكا لأحد في إيران، بل هي ملك الشعب والنظام الإيراني؛ وبهذا فإن الإنتخابات الإيرانية لم ولن تكون ملكا لمجلس صيانة الدستور الإيراني"، مشيرا إلى أن إقصاء ترشيحات الإصلاحيين سوف تتسبب بعدم مشاركة الشعب الإيراني وسوف يجلس الناس في بيوتهم ولن يشاركوا في هذه الانتخابات، وبهذا يتحول هؤلاء الذين لم يشاركوا في الانتخابات إلى أعداء النظام"، على حد تعبيره.
 
وتساءل "عصر إيران": "أين فقهاء المذهب بمجلس صيانة الدستور من حق الناس في الانتخابات البرلمانية الإيرانية؟ لماذا يتم حرق حقوق الشعب الإيراني المُسَلمة من قبل مجلس صيانة الدستور؟"، منوها إلى أن المسألة في أزمة رفض ترشيحات الإصلاحيين ليست إقصاء المرشحين الإصلاحيين في الانتخابات البرلمانية الذين يقدر عددهم بالآلاف، بل المسألة هنا هي سحق حقوق 80 مليون إيراني من قبل مجلس صيانة الدستور الإيراني"، على حد وصفه.
 
وحذر الموقع المقرب من روحاني مسؤولي النظام الإيراني، قائلا إن "النظام الإيراني لا يحتاج إلى القنبلة النووية، ولا يحتاج لحلفاء بالمنطقة لبقائه، بل إن ما يحتاجه هو مشاركة الشعب الإيراني في أحداث كهذه، لتكون تأييدا له"، واصفا إقصاء الإصلاحيين ورفض مشاركتهم بأنها "عملية صب الحمض على جذور النظام الإيراني".
 
وأضاف "عصر إيران" أن "الفقهاء والمحامين أعضاء مجلس صيانة الدستور الإيراني يحاربون الشعب الإيراني، بحجة الدفاع عن النظام، ولا يدركون أن الشعب الإيراني هو النظام نفسه، وإذا أصاب الناس البرود تجاه هذا النظام في المرحلة القادمة فعلينا أن نقول بأن لا وجود لنظام الجمهورية الإسلامية وسوف نقرأ الفاتحة على هذا النظام"، داعيا المجلس بختام تقريره إلى "إعادة موقفه من رفض ترشيحات الإصلاحيين بشكل عاجل وقبل فوات الأوان".
 
وبحسب صحفي إيراني، تحدث لـ"عربي21"، مشترطا عدم الكشف عن هويته، فإن تحذير موقع "عصر إيران" والمقرب من روحاني، يعتبر "تلويحا واضحا للتيار المحافظ والحرس الثوري الإيراني بأن الشعب الإيراني بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد لا يمكنه أن يوافق على رفض الترشيحات الإصلاحية".

وأضاف الصحفي أنه "في حال لم يتم أخذ موقف الشعب الإيراني بعين الاعتبار فمن الممكن أن تحصل اضطرابات أشد وأوسع من أحداث عام 2009 بإيران".