صحافة دولية

الغارديان: لماذا قتل تنظيم الدولة الصحفية رقية حسن بالرقة؟

الغارديان: جريمة رقية هي أنها كتبت مقالات ناقدة عن الحياة اليومية في مدينة الرقة - أرشيفية
كشفت مصادر صحافية عن قيام تنظيم الدولة بقتل الصحفية السورية رقية حسن (30 عاما) في معقله في مدينة الرقة.

وبحسب ما يقول ناشطون، فإن جريمة رقية حسن، هي أنها كتبت مقالات ناقدة عن الحياة اليومية في مدينة الرقة، واتهمت بأنها تقوم بالتجسس لصالح جهات خارجية.

وتقول صحيفة "الغارديان" إن حسن قتلت في أيلول/ سبتمبر، لكن الأخبار انتشرت عن مقتلها في وسائل التواصل الاجتماعي عندما نفى التنظيم قتلها، وقال إنها لا تزال على قيد الحياة.

ويشير التقرير إلى أن حسن كتبت مقالاتها تحت اسم مستعار، وهو نيسان إبراهيم، وكتبت من خلاله مدونات يومية عن الحياة في معقل التنظيم في سوريا، والغارات الجوية المتكررة عليه.

وتذكر الصحيفة أن حسن درست الفلسفة في جامعة حلب، ولكنها انضمت لاحقا للمعارضة ضد نظام بشار الأسد، عندما بدأت الثورة في آذار/ مارس 2011، ورفضت مغادرة المدينة عندما دخلها مقاتلو تنظيم الدولة.
 
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رقية حسن وضعت تحت الرقابة، واعتقلت في آب/ أغسطس، واتهمت بالتواصل مع "الصحوات" وهي كلمة يحتقر من خلالها الجهاديون "الجيش السوري الحر"، الذي يعدونه خائنا. وكتبت حسن على حسابها في "فيسبوك" عن مشاعرها اليومية، وما استمعت إليه من موسيقى، وكانت تكتب رسائل أمل للمعجبين بها.

وتورد الصحيفة أن حسن كتبت في الصيف الماضي "بعد العسر يسرا"، وفي كلمة أخرى عبرت عن المشكلات التي تواجه مدينة الرقة في ظل تنظيم الدولة، والغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي على مواقعه، وتقول: "إن لم نكن نريد تنظيم الدولة، ولا غارات التحالف الدولي ضده، وإن كنا لا نريد الجيش السوري الحر، فمن نريد إذن؟".

ويفيد التقرير بأن حسن كتبت في السابق عن قيام تنظيم الدولة بأخذ مساحات الإنترنت كلها، وهو ما يعني انقطاع اتصالها مع أهلها والعائلات السورية في الشتات.

وتبين الصحيفة أن ناشطا كنيته أبو أحمد، وهو مؤسس الموقع المعارض لتنظيم الدولة "الرقة تذبح بصمت"، كتب آخر كلمات حسن في تغريدة على "تويتر". وجاء في الكلمات الأخيرة: "تهديدات بالكون، وعندما يقبض علي ويقتلني هاشتاغ تنظيم الدولة، فهذا جيد؛ لأنهم سيقطعون رأسي، وهذا أكثر لأن فيه مهابة".

وينقل التقرير عن الجماعة الناشطة قولها إن حسن ليست هي الصحفية الوحيدة التي قتلها تنظيم الدولة في سوريا، ولكن عدد وهوية الصحفيين، الذين ماتوا على يد التنظيم، غير معروف.

وتنوه الصحيفة إلى أن صفحة حسن على "فيسبوك" لا تزال مفتوحة، حيث يعتقد الناشطون أن تنظيم الدولة يحاول استخدامها من أجل البحث فيما دونته سابقا عن معلومات عمن كانت تتواصل معهم في الرقة.

وبحسب التقرير، فقد أعدم تنظيم الدولة يوم السبت خمسة أشخاص، قال إنهم تجسسوا عليه لحساب دول أجنبية مثل بريطانيا. واعترف الضحايا- تحت التعذيب- بالجرائم التي ارتكبوها، مثل فتح مقاه للإنترنت وإرسال صور إلى تركيا.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر قتل التنظيم الصحفي نايف الجرف محرر الصحيفة الشهرية "حنطة" والناشط مع "الرقة تذبح بصمت"، الذي قام بتوثيق جرائم التنظيم في مدينة حلب.