حول العالم

الرجل الذي شاهد ستة آلاف نوع من الطيور خلال 2015 (صور)

قام خلال هذه السنة بجولة كبيرة في 38 دولة في القارات الخمس ـ إلباييس
نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا، حول باحث أمريكي يدعى نواه سترايكر، لديه شغف غريب بمتابعة تحركات الطيور ومراقبتها في كل أنحاء العالم، وقد حقق مع نهاية السنة الجارية رقما قياسيا عالميا، بمشاهدة قرابة ستة آلاف نوع من الطيور في سنة واحدة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي كتبه خافيير ريكو، وترجمته "عربي21"، إن نواه سترايكر، الذي يمارس عدة أنشطة مثل الكتابة والتصوير الفوتوغرافي، لديه هواية مميزة جدا، حيث إنه يدير مدونة على شبكة الإنترنت، يتحدث فيها عن أنواع الطيور التي شاهدها.

وفي بداية السنة الحالية، كان سترايكر يعتزم مشاهدة خمسة آلاف نوع من الطيور، لتحطيم الرقم القياسي العالمي الذي كان بحوزة الثنائي البريطاني، روث ميلر وآلان دايفس، اللذان شاهدا 4342 نوعا في سنة 2008.

ولكن يبدو أن سترايكر تجاوز ما كان يطمح إليه، فقد قام خلال هذه السنة بجولة كبيرة في 38 دولة في القارات الخمس، ليشاهد 5950 نوعا من الطيور، وهو يتواجد حاليا في أستراليا، وينوي لاحقا التوجه نحو نيوزيلندا ثم سنغفورة، ويقوم سترايكر بشكل يومي بتنزيل الصور والانطباعات على مدونته الإلكترونية، للتوعية بأهمية الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيئي.

ونقلت الصحيفة عن سترايكر، البالغ من العمر 29 سنة، امتنانه لكل متابعيه ومعجبيه على شبكة الإنترنت، لأنه لولا دعمهم وتشجيعهم لما تسنى له تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق.

كما أشاد سترايكر بالسكان المحليين الذين ساعدوه خلال جولته العالمية بدون مقابل، حيث إنه وجد في كل بلد يزوره شخصا متطوعا يرشده إلى الأماكن المناسبة لمشاهدة الطيور التي يبحث عنها، لأن المحليين يريدون المساهمة في هذا الجهد من أجل دعم البحث العلمي والوعي البيئي.

وذكرت الصحيفة أن أحد الأصدقاء الذين ساندوا سترايكر، هو عالم الطيور الإسباني غوركا غوروسبي، الذي يعد أحد أبرز خبراء الطيور، حيث أرشده لرؤية حوالي خمسين نوعا من الطيور في إسبانيا، من أبرزها النسر الإمبراطوري في الحديقة الوطنية "مونفراغ".

وذكر سترايكر للصحيفة أنه كان خلال رحلاته العديدة محظوظا بمشاهدة لحظات نادرة، مثل مشاهدة صقر في البرازيل وهو يحضر لشريكته في العش سنجابا حتى يقوم بإرضائها.

      

وسجل أنه في المقابل حرم من مشاهدة أنواع جميلة من الطيور لأنها أصبحت نادرة جدا ومهددة بالانقراض، مثل فشله في مشاهدة طائر النسر البني في الفلبين. ويقدر العلماء أن الستة آلاف نوعا من الطيور التي شاهدها سترايكر، تمثل فقط 58 بالمائة من الأنواع التي اكتشفها العلماء إلى حد الآن.

وبالتزامن مع بحثه عن الطيور، يقوم سترايكر بملاحظة الأوضاع البيئية والتنوع البيولوجي، باعتبار أنه درس علوم الحياة البرية والبحرية في جامعة أريغون الأمريكية، ونقلت الصحيفة عنه قوله: "أنا منزعج من ظاهرة قطع الأشجار وتراجع الغطاء الغابوي، وهو ما يشكل تهديدا لمستقبل الطيور وكل أنواع الحياة على الأرض".

      
وفي المقابل أشار سترايكر إلى أن "ما يبعث الأمل فعلا هو أن الكثيرين في مختلف أنحاء العالم أصبحوا على وعي بأهمية حماية البيئة، ويقومون بجهودهم الذاتية للحفاظ على محيطهم، ففي أمريكا الجنوبية مثلا، يقوم بعض النشطاء بأخذ السياح في جولات لمشاهدة الأنواع المهددة بالانقراض، للتعريف بهذا الخطر وجمع التبرعات لحمايتها".

ونقلت الصحيفة عن سترايكر أنه خلال رحلته حول العالم؛ تجنب زيارة المناطق الخطرة، التي تشهد حروبا أو انتشارا للأوبئة، حيث تجنب الذهاب لغرب أفريقيا بسبب تفشي وباء إيبولا، ومنطقة الشرق الأوسط بسبب الصراعات الدائرة، والدول الدكتاتورية مثل كوريا الشمالية، وكوبا التي لا ترحب بالأمريكيين.

وقالت الصحيفة إن رحلات سترايكر كانت بالطبع حافلة بعدة صعوبات أخرى، مثل الطرق المقطوعة والمواقف الخطرة ولسعات الحشرات ومشاكل وثائق السفر، ولكنه حافظ على روحه الإيجابية وتصميمه على تحطيم الرقم القياسي ومتابعة هوايته الفريدة.