ملفات وتقارير

اتحاد طلاب مصر يهدد النظام: على الباغي تدور الدوائر

أكد مراقبون أن سبب الإطاحة بالاتحاد هو خوف النظام من انتماء الطلاب الفائزين لتيارات معارضة - الأناضول
تصاعدت الأزمة بين طلاب الجامعات والحكومة المصرية بعد قرار وزارة التعليم العالي إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة، التي جاءت باتحاد لطلاب مصر لا يرضى عنه النظام، حسب مراقبين.

وبعد أسبوعين كاملين من المماطلة ورفض وزير التعليم العالي أشرف الشيحي اعتماد نتيجة انتخابات اتحاد طلاب مصر رسميا، أعلنت الوزارة إعادتها من جديد بعد قبولها لطعن تقدم به بعض الطلاب على انتخابات جامعة الزقازيق.

وكانت الانتخابات السابقة قد أسفرت عن فوز الطالب عبد الله أنور رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة بمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر، وحصل عمرو الحلو رئيس اتحاد طلاب جامعة طنطا على منصب نائب رئيس اتحاد طلاب مصر. 

وقالت قوى سياسية وحركات طلابية إن السبب الحقيقي وراء الإطاحة باتحاد الطلاب المنتخب هو تخوف النظام من انتماء الطلاب الفائزين لتيارات معارضة بعدما أعلن بعض أعضاء الاتحاد رفضهم لقانون التظاهر واعتزامهم تنظيم تظاهرات داخل الجامعات، كما اعلنوا تضامنهم مع زملائهم الطلاب المعتقلين وطالبوا بإطلاق سراحهم". 

وكان اتحاد الطلاب المنتخب قد أصدر يوم الأربعاء الماضي بيانا شديد اللهجة أمهل فيه الوزارة يوما واحد لاعتماد نتيجة الانتخابات قبل لجوء الطلاب للتصعيد، لكن الحكومة ردت على هذا البيان بإعلان إعادة الانتخابات بسبب خطأ إجرائي.

وقالت مصادر داخل وزارة التعليم العالي إن النظام قرر تجميد انتخابات اتحاد طلاب مصر، ولن يعيد إجراءها مرة أخرى لتفادي أي مشكلات مستقبلية من ورائه.

#ادعموا_اتحاد_طلاب_مصر

ويوم الجمعة، أصدر اتحاد طلاب مصر، عبر صفحته على "فيسبوك" بيانا، وقع عليه اتحادات 17 جامعة من بين 23 جامعة مصرية، أكد فيه رفضه لإعادة إجراء انتخابات مرة أخرى، مؤكدا أن قرار الوزارة هو خذلان للطلاب وضرب بإرادتهم عرض الحائط".

وأعلن في بيانه عقد اجتماع يوم الأحد المقبل، بحضور رئيس ونائب رئيس الاتحاد يعقبه مؤتمر صحفي للإعلان عن موقفه النهائي من هذه المهزلة وعلى الباغي تدور الدوائر، بحسب البيان.

وفي سياق ذي صلة، طالبت سبع حركات طلابية بإقالة وزير التعليم العالي أشرف الشيحي احتجاجا على إلغاء نتيجة الانتخابات، بينهم  "طلاب مصر القوية، طلاب 6 أبريل، طلاب الاشتراكيين الثوريين، طلاب حزب الدستور، طلاب حزب العيش والحرية"، وفق البيان.

وردا على هذه الإجراءات، أطلق طلاب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ يحمل عنوان #ادعموا_اتحاد_طلاب_مصر، تصدّر قائمة الهاشتاغات الأكثر تفاعلا، وحصد آلاف المشاركات عليه.

وأعلن اتحاد طلاب المعاهد العليا، دعمه الكامل لاتحاد طلاب مصر، باعتباره الممثل الوحيد للطلاب والمدافع عن حقوقهم وفي مقدمتها احترام الآليات الديمقراطية واختيار من يمثلهم. 

وأشار الاتحاد فى بيان له، تلقت "عربي21" نسخة منه، رفضه التام لتعنت وزارة التعليم العالي وقرارها بإلغاء انتخابات اتحاد طلاب مصر بهدف السيطرة عليه.

ونفى الدكتور "السيد العربي" عميد كلية الحقوق بجامعة حلوان والمستشار القانوني للجنة العليا للانتخابات الطلابية بوزارة التعليم العالي، في تصريحات صحفية، مشاركته في فحص أي طعون على نتيجة الانتخابات كما أعلنت الوزارة.

"غباء سياسي"

إلى ذلك، توالت التصريحات والبيانات من السياسيين والنشطاء المنددة بإلغاء انتخابات اتحاد طلاب مصر، حيث قال عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية إن هذا القرار دليل على الغباء السياسي للنظام الحاكم.

وأضاف أبو الفتوح، عبر "تويتر":"العدوان على إرادة طلاب مصر بمنع اتحادهم المنتخب من مباشرة تمثيله لطلاب الجامعات، هو انتقام لكون أعضائه من شباب ثورة 25 يناير".

أما خالد علي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فرأى في القرار رسالة واضحة بأن هذا النظام لا يحترم القانون ويطبقه فقط عندما يكون في صالحه، بينما يعصف به عندما لا يرضى بنتائجه".

وقالت جميلة إسماعيل، عضو الهيئة العليا لحزب الدستور، إن إلغاء نتائج انتخابات اتحاد طلاب مصر يعد بمنزلة جريمة، وأضافت في بيان لها أن السلطة تحارب الشباب وتقتل ما بقي من أمل لديهم وتدفعهم للعنف بعد يأسهم من جدوى الأدوات الديمقراطية السلمية للحفاظ على الحق والتعبير عن الرأي.

وطالب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الحكومة بالتراجع عن القرار، مؤكدا أنه خطأ فادح بحق طلاب مصر، وتكرار لتدخلات الأمن وإدارة الجامعات في الانتخابات الطلابية، كما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير" .

وأضاف الحزب في بيان له، أن رفض الوزارة للاتحاد جاء عقب تصريحات أعضائه بانتمائهم لثورة يناير، وسعيهم لاستقلال الجامعات وضمان حق التعبير عن الرأي". 

يشار إلى أن هذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى منذ انقلاب تموز/يوليو 2013 بمشاركة حركات طلابية معارضة للنظام، بينما أعلن طلاب جماعة الإخوان المسلمين مقاطعتها بشكل كامل.