ملفات وتقارير

لماذا مات "ائتلاف دعم السيسي" في البرلمان قبل أن يولد؟

الأحزاب الرئيسية انسحبت من الائتلاف الداعم للسيسي بشكل مفاجئ ـ أرشيفية
بشكل مفاجئ، انهار ائتلاف "دعم مصر" الذي خاض الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر تحت اسم تحالف "في حب مصر"، وحصد كل مقاعد القوائم البالغ عددها 120 مقعدا، وتردد بقوة أنه مدعوم من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وتصاعدت الخلافات بشدة بين مكونات الائتلاف بعد الاجتماع الذي عقد الجمعة الماضية، وأعلن فيه عن انضمام عدد من نواب أحزاب المصريين الأحرار والوفد إليه ومخالفة الموقف الرسمي لأحزابهم، وفي المقابل هددت هذه الأحزاب بفصل النواب المتمردين من الحزب وهو ما سيترتب عليه إسقاط عضوية في النواب وفقا لنص الدستور. 

وبعد أن فشل ائتلاف "دعم مصر"  في إقناع حزب "المصريين الأحرار" الحاصل على أكثرية النواب داخل البرلمان بـ 65 مقعدا في الانضمام إليه، أعلن حزب "مستقبل وطن" - الذي يملك ثاني أكبر عدد من المقاعد بـ 50 مقعدا - انسحابه من الائتلاف، كما أعلن حزب "الوفد" الحاصل على الترتيب الثالث بـ 33 مقعدا رفضه الانضمام للائتلاف. 

سقوط سريع

وبعد انتهاء الانتخابات، كان سامح سيف اليزل ضابط المخابرات السابق ورئيس التحالف قد أعلن عن تشكيل ائتلاف تحت قبة البرلمان تحت اسم "ائتلاف دعم الدولة"، ثم تم تعديل الاسم إلى "ائتلاف دعم مصر".

وأكد سيف اليزل أن هذا الائتلاف سيكون ظهيرا سياسيا لقائد الانقلاب في البرلمان، ما دفع نشطاء إلى إطلاق اسم "ائتلاف دعم السيسي" على هذا الكيان الجديد.

وأكد سيف اليزل أن التحالف الجديد حصل على توقيع أكثر من 400 عضو في البرلمان ليصبح تكتل الأغلبية داخل مجلس النواب.

لكن نوابا من أحزاب الوفد ومستقبل وطن والمصريين الأحرار، أكدوا أنهم تعرضوا لضغوط قوية من جهات أمنية للانضمام للائتلاف.

وقال شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، إن ائتلاف دعم الدولة هو كيان غير قانوني يدعي احتكار دعم مصر ويهمش دور الأحزاب، مشددا على أن الائتلاف في طريقه للانتهاء قريبا.
ومن المتوقع أن تعقد أولى جلسات البرلمان الجديد يوم 27 ديسمبر الجاري.

خرفان بمرشد جديد

وشن عدد كبير من النواب وقيادات الأحزاب هجوما شرسا على ائتلاف دعم الدولة، باعتباره نسخة جديدة من الحزب الوطني المنحل الذي كان يحكم مصر قبل ثورة يناير 2011، وأكدوا أنه سيدمر الحياة السياسية في البلاد.

وكان رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس صاحب الهجوم الأعنف على الائتلاف، حينما أكد أنه يخطط لصناعة "خرفان بمرشد جديد".

وقال السيد البدوي رئيس حزب الوفد إن حزبه يرفض الانضمام لدعم مصر لأنه استخدم وسائل خاطئة في أثناء تشكيل الائتلاف، وأضاف في بيان له – "تلقت "عربي21" نسخة منه - أن الوفد لن يكون شريكا في أي من الائتلافات القائمة، وسيمثل الحزب داخل مجلس النواب بهيئة برلمانية مستقلة.

وثيقة مثيرة للجدل

وأعلن الائتلاف عن وثيقة مثيرة للجدل أجبر المنضمين إليه على التوقيع عليها، واشترطت على أعضاء الائتلاف بعدم مخالفة مواقفه الرسمية ودفع اشتراكات مالية وتوزيع مناصب البرلمان على الأعضاء بطريقة غامضة أثارت غضب الكثير من النواب.

وأكد محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن، رفض حزبه لبنود وثيقة الائتلاف لأنها تلغي تماما دور الأحزاب، وتحول ائتلاف دعم مصر إلى حزب حقيقي لكنه غير معلن، على حد قوله.

وأضاف بدران، في تصريحات صحفية، أن الوثيقة تم إعلانها دون الرجوع للأحزاب، وتتضمن إلزام الأحزاب والنواب بالتنسيق في انتخابات المحليات المقبلة، كما أنها همشت تماما دور الأحزاب داخل البرلمان، وفي المقابل عظمت من دور المستقلين، وظهر ذلك في ترشيح رؤساء اللجان النوعية في مجلس النواب، وهو ما يهدد الحياة الحزبية في مصر.

حتى أنت يا بكري؟!


ولم يتوقع الهجوم على ائتلاف دعم الدولة على الأحزاب المنافسة له فقط، بل شارك فيه أيضا قيادات من داخل الائتلاف، وعلى رأسهم الصحفي مصطفى بكري الذي فاز بمقعد البرلمان على قائمة "في حب مصر".

وانتقد بكري بشدة قرار سامح سيف اليزل باختيار أحمد سعيد نائب رئيس حزب المصريين الأحرار ليكون متحدثا رسميا باسم "دعم مصر" وقال إنه تم اتخاذه رغم أنف الجميع!.

وأضاف بكري في تصريحات صحفية الأحد، أن جميع نواب الائتلاف رفضوا تعيين سعيد متحدثا، لكن سيف اليزل رفض كلامهم وتصرف بتعال واختاره، ثم فوجئنا بعد ذلك برفض حزب المصريين الأحرار الانضمام للائتلاف، وهو ما وضعنا في حرج بالغ.

وطالب بكري بضرورة تشكيل قيادة جماعية للائتلاف، بدلا من انفراد سيف اليزل بالقرارات، محذرا من تسبب ذلك في انهيار الائتلاف سريعا.