بورتريه

75 عاما من التأرجح بين البندقية وغصن الزيتون (بورتريه)

ياسر عرفات - عربي21
كان رحيلا موشحا بنحيب عربي لرجل أمضى الأيام الأخيرة من حياته محاصرا في غرفة كانت تضاء بالشموع وقناديل الكاز.

كان حصارا مزدوجا، إسرائيليا بموافقة عربية مبطنة وغير رسمية.

كان حصارا أشبه بموت غير معلن لرجل أصر أن يلعب دورا سريا وخفيا في إشعال الانتفاضة الثانية، انتفاضة الأقصى، وفي دعم المقاومة في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي لجنين ورام الله.

وضمن واحدة من أكثر صفقات التاريخ المؤدلجة والتي تقطر بالكراهية، تحالفت واشنطن بقيادة جورج بوش الابن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لإقصاء الفلسطينيين من التاريخ والجغرافية عبر حصار زعيمهم وقتله بالموت المتدرج.

كان شارون أسير قلعته، أسير كراهيته ورغبته في الانتقام لمعارك بيروت، دفعه جنونه إلى حرمان ياسر عرفات من تحقيق حلمه بقبر في القدس فاختار له قبرا في رام الله.

كان يعشش في رأسه الكبير مثل رأس بغل، كما وصفه سياسيون إسرائيليون، واقع اعتبر من خلاله أن عرفات بحكم المبعد والمطرود حتى وهو ميت، مستثمرا حالة التراخي والميوعة العربية، والحاجة الأمريكية لـ"إيباك" التي أشهرت العصا الغليظة في وجه واشنطن لإقصاء عرفات عن المستقبل.

سنوات عمره انتهت به هناك في باريس المكان الأبعد عن مآذن القدس وطرقاتها المشبعة برائحة الرذاذ، والندى الذي يلثم شفاه أوراق الزيتون، تحرمه كراهية النصوص وذاكرة شارون المتقيحة من مثوى أخير قريبا من القدس، قريبا من القلب والعين.

ياسر عرفات الذي لم يحسم حتى الآن قرار وصف رحيله، هل هو وفاة، قتل، اغتيال؟ هل مات ميتة طبيعية أم مات مسموما؟ أم ماذا؟

الرجل اللغز والمحير ميتا وحيا.. تذكر بعض المصادر أن عرفات ولد في مدينة القدس عام 1929 تحت اسم محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني. فيما تؤكد أوراقه الثبوتية أنه من مواليد القاهرة بعدما هاجر والده من القدس.. وتجمع المصادر على أنه ولد في العام الذي وقعت فيه المصادمات الكبرى بين العرب واليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية.

ينتمي عرفات الذي سنتحدث عنه باسمه الحركي "أبو عمار" إلى عائلة الحسيني فيما تنتمي والدته لأسرة أبو السعود المقدسية.

بلغ" أبو عمار" سن الرشد في الفترة التي نشبت فيها معارك فلسطين إثر صدور قرار التقسيم وإعلان بريطانيا انسحابها من فلسطين، وسيشارك فيها تحت قيادة الزعيم الفلسطيني عبد القادر الحسيني.

غادر مدينة القدس مباشرة بعد توقيع اتفاقية الهدنة بين العرب واليهود، بعد انتهاء المواجهات، واتجه إلى غزة حيث أكمل دراسته ثم إلى القاهرة حيث قام في آن واحد بدراسة الهندسة والتدريب العسكري، وفي النصف الأول من الخمسينيات اخذ يتصل بالمثقفين الفلسطينيين في الوطن العربي بوصفه رئيسا لاتحاد الطلبة الفلسطينيين بمصر.

في العام التالي للعدوان الثلاثي على مصر سافر "أبو عمار" إلى الكويت، بعد أن جذبه الانتعاش النفطي في الخليج العربي، وعمل هناك مهندسا. وأثناء تواجده في الكويت أقام علاقات في صفوف الجالية الفلسطينية الكبيرة المتواجدة هناك، ووضع مع رفاقه الأسس الأولى لحركة التحرير المقبلة، ومن الكويت غادر إلى الجزائر والتقى الرئيس هواري بومدين الذي أتاح له الاتصال بالبعثيين السوريين.

أثناء هذه الاتصالات كانت قوات "العاصفة" الجناح العسكري لـ"فتح" تقوم بأولى عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مثيرة ردود فعل معادية من جانب الحكومات العربية، ويرى البعض أن الدول العربية سارعت إلى تبني إنشاء "منظمة التحرير الفلسطينية" لسحب البساط من تحت أقدام الفدائيين الذين استحوذوا على اهتمام الشارع العربي.

ألقي القبض على "أبو عمار" مرتين، إحداهما في سوريا والأخرى في لبنان، دون أن يؤثر ذلك على تصاعد الهجمات الفدائية حتى جاءت الهزيمة الكارثية في حزيران/ يونيو عام 1967.

 كان "أبو عمار" في تلك الأثناء يقوم بزيارة سرية لفلسطين على رأس مجموعة من 12 خبيرا في المتفجرات لتدريب المقاتلين، ووصل إلى القدس وانتحل شخصية محمد جبريل.

كان يستخدم في تنقلاته سيارة تابعة لوكالة الغوث، بعد أن زور له رفاقه رخصة قيادة حتى يتمكن من عبور الحواجز الإسرائيلية، وهناك شكل التنظيم الداخلي لحركة "التحرير الوطني الفلسطيني – فتح".. وبعدما صعد الإسرائيليون حملات التفتيش اضطر إلى مغادرة فلسطين.

ومن تحت سحب عتمة هزيمة حزيران/ يونيو، ظهر الفدائيون و"أبو عمار" وتسيدوا المسرح العربي، وعين "أبو عمار" متحدثا باسم "فتح"، ثم اختير رئيسا لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، فأصبح بذلك زعيما سياسيا وعسكريا لـ"فتح" كبرى التنظيمات الفلسطينية وللمنظمة.

وبعد نحو شهر على اختياره، شارك ورفاقه في الجيش العربي/ الجيش الأردني في معركة الكرامة التي كانت أول انتصار عسكري عربي منذ نحو عشرين عاما، وكان النجاح الذي حققه المقاتل الأردني والفلسطيني في الكرامة الولادة الفعلية للمقاومة.

اضطر الفدائيون تحت القصف الإسرائيلي إلى اللجوء إلى المدن الكبرى في الأردن، مثل عمان وإربد، ما أثر سلبا على علاقة الفدائيين بالحكومة.. وانتهى الأمر بصدام مسلح بين الفدائيين والجيش، وخرج الفدائيون من الأردن بعد توقيع اتفاق القاهرة برعاية الرئيس جمال عبد الناصر.

استقبل اللبنانيون الفدائيين بتحفظ، فيما لم ترحب سوريا بهم ووضعتهم تحت رقابة شديدة، غير أن "أبو عمار" قام بطريقة منظمة بإيجاد شكل من التعايش مع اللبنانيين.

أظهر "أبو عمار" في هذه المرحلة شيئا من "الاعتدال" و"المرونة"، وبدأ ذلك من خلال تبني "منظمة التحرير" سياسة تلخصت في إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش فيها العرب واليهود كمواطنين متساوين.

كان "أبو عمار" يقترب من اليأس نتيجة لخروج بعض التنظيمات عن خط المنظمة، ما دفعه إلى الصمت في محاولة لاستعادة مقاتلي القاعدة الذين أصبحوا أكثر تشددا في وقت كان هو يسير فيه نحو "التوازن".

قرأ الآخرون رسائل "أبو عمار" المعتدلة جيدا، فاعترفت المؤتمرات الدولية والمنظمات الإقليمية بـ"منظمة التحرير" ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب العربي الفلسطيني. ومع أنه لم يتردد لحظة في إبداء الحزم تجاه رفاقه في الكفاح الذين يقومون بأعمال مخالفة للنهج الجديد، فإنه لم يستطع أن يكبح جماح منافسيه، وبخاصة الحكيم جورج حبش، الذي أعلن انسحابه من المنظمة التي قبلت عضوا مراقبا في الأمم المتحدة.

مرحلة الانقلاب في حياته كانت عندما دخل قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد غطى رأسه بالكوفية الفلسطينية التقليدية وألقى خطابا عمق التناقضات بين التنظيمات الفلسطينية الرافضة لما قاله والأخرى المؤيدة لخطابه، وهذا لم يحل بعد نحو عام من توحد البنادق الفلسطينية في مواجهة حزب الكتائب اللبناني خلال المواجهات التي أعقبت عملية الباص عام 1975، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت.

صمود المقاومة الفلسطينية والوطنية والإسلامية اللبنانية أمام حصار بيروت، أفاده كثيرا إذ إنه لأول مرة في تاريخ المنظمة كانت تحيط به مساندة جماعية من كافة التنظيمات الفلسطينية، وبدا وكأن المساندة دفعت "أبو عمار" إلى خطوة أكثر خطورة وجرأة حين تخلى عن جميع السياسات القديمة، فأعلن عن قبول "منظمة التحرير" بكافة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمتعلقة بفلسطين.

وهنا عادت التناقضات والصراعات من جديد داخل البيت الفلسطيني؛ فتحولت البنادق للمرة الأولى إلى صدور رفاق الأمس وأجبرت الاشتباكات التي وقعت بين أجنحة "فتح" القيادة الفلسطينية على مغادرة لبنان نهائيا إلى شبه المنفى "الاختياري" تونس، وبدا وكأن "أبو عمار" بدأ في سياسة المفاجآت، فزار مصر التي قاطعها العرب بعد كامب ديفيد والتقى الرئيس المصري حسني مبارك فانشقت "فتح" إلى أكثر من "فتح".

في العام التالي فجر مفاجأة أخرى حين أعلن من القاهرة عن شجبه "للإرهاب خارج الأراضي المحتلة" مغلقا بذلك ملف العمليات الخارجية.. وتتواصل المفاجآت بإعلان "المجلس الوطني الفلسطيني" عن قيام "الدولة الفلسطينية" والقبول بقرار مجلس الأمن رقم 242. ودون مقدمات ووسط التنازلات الفلسطينية، كانت تتفجر في فلسطين الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي أطلق شرارتها استشهاد مجموعة من العمال في غزة، والتي شهدت صعود حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كإطار مقاوم من داخل فلسطين.

منيت "منظمة التحرير" بانتكاسة غير مسبوقة عندما قطعت معظم دول الخليج العربي مساعداتها عن "المنظمة" بعد موقفها من دخول القوات العراقية للكويت، وطرد آلاف الفلسطينيين من أعمالهم، ما شكل ضغطا نفسيا واقتصاديا هائلا، ولم يأت عام 1991 على آخره حتى كانت "المنظمة" تشارك في مؤتمر "مدريد للسلام" من خلف الكواليس من بوابة الوفد الأردني الفلسطيني المشترك.. وبعد نحو عامين كان "أبو عمار" يوقع مع إسحاق رابين اتفاق "غزة أريحا أولا " كثمرة لـ"مفاوضات أوسلو" السرية.

عاد "أبو عمار" وكوادر "فتح" وبعض التنظيمات الفلسطينية إلى غزة والضفة الغربية بعد توقيع "أوسلو" ضمن ما عرف فيما بعد بـ"السلطة الوطنية الفلسطينية"، وهي سلطة اتهم معظم الرسميين فيها بالفساد، ودخلت "السلطة" في "مفاوضات" مضنية ومنهكة مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة دون إحراز أي تقدم.

وفيما بعد ستشكل جلسات الحوار والتفاوض في "كامب ديفيد" مرحلة حاسمة في علاقة "أبو عمار" بالإسرائيليين، حين اصطدم باراك و"أبو عمار" بجدار القدس واللاجئين والمستوطنات وفشلت المفاوضات ليعود باراك و"أبو عمار" إلى فلسطين.

وما هي إلا أيام قليلة حتى كان شارون يمسك بزمام المبادرة ويصل إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية ويصعد الأوضاع المتفجرة بزيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى، ويفرض حصارا بعد ذلك على "أبو عمار" اقترب في بعض جوانبه من حصار بيروت، وكأن الأمر انتقام الشيطان المؤجل. 

بات "أبو عمار" عرضة لانتقادات لا حصر لها عربية ودولية، واتهم بأنه يقاوم أي تغيير، بعد أن ارتفع صوت التذمر حتى في صفوف حركة "فتح" بعد اتساع دائرة الفساد وسوء الإدارة وانعدام القانون داخل "السلطة الفلسطينية " التي دمر شارون جميع أدواتها ومكتسباتها.. وكان إعلان نيته الانسحاب الأحادي من غزة رصاصة الرحمة التي أجهز بها على الفلسطينيين، فقد أشعل صراعا على السلطة داخل "السلطة"، وتحول الصراع إلى صراع على الإصلاح وليس لطرد الاحتلال الذي هو سبب المعاناة والجوع والموت.

في هذه الأثناء يدخل محمود عباس على المشهد.. يأتي "أبو مازن" الذي تم تعيينه رئيسا للوزراء بضغط دولي بهدف إدخال "إصلاحات" والحد من نفوذ "أبو عمار" الذي اختلف معه حول تعيين محمد دحلان.

وربما دون رغبة من "أبو عمار" جاء "أبو مازن"، فكثيرا ما كان يوصف بأنه نقيض "أبو عمار".

بعد أيام قليلة من إعلان تشكيل الحكومة، لا يقيم "أبو مازن" وزنا لـ"أبو عمار" فهو جاء من أجل تجريد الانتفاضة من البزة العسكرية ونزع "الفوتيك" المرقط عنها، وإنهاء "عسكرة" الانتفاضة، فهو لا يؤمن بالمقاومة ولا بأي شكل من أشكالها.

ودون مقدمات، يدعو "أبو مازن" إلى وقف "الكفاح المسلح" والعودة إلى وسائل الانتفاضة الأولى، أي الحجارة والتظاهرات السلمية، في مواجهة بنادق وطائرات تل أبيب.

لكن الحكومة التي كانت عسيرة الهضم ما لبثت أن استقالت في العام نفسه من تشكيلها بعد أن فشلت في إحراز أي تقدم بسبب العراقيل الإسرائيلية.

وأعطى "أبو عمار" انطباعا بأن الحكومة هي خيار الإدارة الأمريكية، وبعد أن رأت واشنطن التآكل والصدأ ينجزان بالحصار وبالمقاطعة المفروضة على "أبو عمار"، ومن أجل أن تعيد ترميم عملية العزل، فقد رحب بوش بزيارة "أبو مازن" لواشنطن ولكن وحده دون مرافقة "أبو عمار" له. وسيأخذ "أبو مازن "هذا، فيما بعد، مكان "أبو عمار" في رئاسة "السلطة " ورئاسة "فتح" و"منظمة التحرير".

بعد مباحثات "كامب ديفيد" و"طابا"، بدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية بالقول إن "أبو عمار" لم يعد يعتد به، فقامت "إسرائيل" بمنعه من مغادرة رام الله وحاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية.

وبينما كان "أبو عمار" صامدا في مقره متمسكا بمواقفه في تلك الفترة، فقد بدأ يتقاطر عليه في مقره بالمقاطعة مئات المتضامنين الدوليين المتعاطفين معه. وتعرض عرفات كذلك من قبل الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" لحملة لإقصائه عن السلطة أو إبعاده عن مركز القرار فيها بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور.

في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004، ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحة "أبو عمار"، فقد أصيب، كما أعلن أطباؤه، بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي، وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفا عاما.

وعلى أثر التدهور السريع في صحته قامت طائرة مروحية بنقله إلى الأردن، ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى "بيرسي" في فرنسا.

وفي تطور مفاجئ، أعلن نبأ موت "أبو عمار" في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2004.

دفن "أبو عمار" في مبنى المقاطعة في رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل شارون لدفنه في مدينة القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.

تضاربت الأقوال كثيرا في وفاته، ويعتقد الفلسطينيين والعرب بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم، أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه.

ولا تزال وفاة "أبو عمار" لغزا كبيرا، ورغم الأخطاء التي وقع بها الرجل والاجتهادات التي اجتهدها، فقد كان إنجازه الأهم، أنه لملم شتات الفلسطينيين وجعل منهم شعبا يمتلك قضية، مشكلته مع الفلسطينيين أنه كان يقاوم تعرية الفاسدين والذين باعوا الأسمنت لبناء الجدار العازل، جدار الأبارتيد، لأنهم جزء من الشعب الفلسطيني، كما يقول.

ومشكلته مع شارون "أسير قلعة الماضي" أنه كان يريد عبر بوابة الدم والجوع أن يفرض على الفلسطينيين رؤيته التوراتية للحل لا يكون "أبو عمار" جزءا منها، ومشكلته، أي "أبو عمار"، مع العرب أنهم كانوا يشعرون بأنه عبء ثقيل على كاهلهم.

وكأن شارون والعرب كانوا بانتظار أن يغيب عن المشهد العربي، بالموت الطبيعي المتدرج، والأهم أنه لا بد من محو صورة الرمز.

أخطاء الرجل كثيرة، لكنه عاش مقاتلا ومات مقاتلا لم يقف ضد المقاومة، وآمن بالكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين، في حين أن خليفته محمود عباس الذي لم يطلق في حياته رصاصة، يدير ظهره لمعاناة شعبه ويتحول إلى موظف صغير أو مخبر لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عبر مواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال.

***********
  
عرفات.. سنوات البندقية وغصن الزيتون

- 1929: ولد محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، في القاهرة، بعدما هاجر والده من القدس.

- 1948: شارك في القتال بين العرب واليهود في الوقت الذي انسحبت فيه بريطانيا من فلسطين.

- 1951: تخرج من جامعة القاهرة وتخصص في دراسة الهندسة المدنية وعمل في إحدى الشركات المصرية.

- 1956: التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل لصد العدوان الثلاثي على مصر.

- 1958: انتقل إلى الكويت وهناك كون مع خليل الوزير (أبو جهاد) أول خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" اختصارا لـ"حركة تحرير فلسطين".

- 1964: الإعلان رسميا عن تأسيس "منظمة التحرير الفلسطينية" وبدء الاعتراف الرسمي العربي بالمنظمة.

- 1967: اسمه يبرز بقوة بعد هزيمة حزيران/ يونيو وقيادة العمليات الفدائية، وجمال عبد الناصر يعترف به ممثلا للفلسطينيين.

- 1969: انتخاب عرفات رئيسا لـ"منظمة التحرير" بعد أن أصبح أعضاء "فتح "هم الأغلبية، وذلك خلفا ليحيى حمودة.

- 1970: خروج "منظمة التحرير" من الأردن بعد أحداث أيلول.

- 1974: يتوجه إلى الأمم المتحدة حاملا غصن زيتون وسلاحه، ويلقي خطابا تاريخيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

- 1978: "إسرائيل" تشن هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان وتدمير هذه القواعد وإقامة "الحزام الأمني".

- 1982: الاجتياح الإسرائيلي الكبير للبنان، وفرض حصار على المقاومة.

- 1982: يقود أبو موسى المسؤول العسكري لحركة فتح، تمردا ضد عرفات وحصار جديد لقوات عرفات المتبقية شمال لبنان، وعرفات يغادر ورجاله إلى تونس.

- 1988: المجلس الوطني الفلسطيني يعلن الاستقلال وإقامة "الدولة الفلسطينية" المستقلة وعاصمتها القدس.

- 1988: انتخابه رئيسا لـ"دولة فلسطين"، ويلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين فيه "الإرهاب" ويعترف "بحق إسرائيل في الوجود" وأمريكا ترفض منحه تأشيرة دخول.

- 1988: أطلق مبادرة "السلام الفلسطينية" التي دفعت الرئيس رونالد ريغان إلى فتح حوار معه.

- 1990: يتخذ موقفا من حرب الخليج الثانية فسر بأنه مؤيد للعراق في دخول الكويت، ما انعكس سلبا على الانتفاضة الأولى.

- 1993: توقيع اتفاق "أوسلو" بين عرفات وإسحاق رابين، وولادة "السلطة الوطنية الفلسطينية".

- 1994: يعود إلى غزة رئيسا لـ"السلطة الفلسطينية" التي تشرف على "الحكم الذاتي" في غزة وأريحا.

- 1994: منح جائرة نوبل للسلام بالاشتراك مع شمعون بيريز وإسحاق رابين.

- 1996: انتخابه رئيسا لـ"السلطة الفلسطينية".

- 2000: أرييل شارون يقوم بزيارة استفزازية معدة مسبقا إلى الحرم القدسي الشريف، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

- 2001: شارون الذي أصبح رئيسا لوزراء الاحتلال يعطي أوامره بحصار عرفات في رام الله ويمنعه من المشاركة في القمم العربية.

- 2003: محمود عباس "أبو مازن" أول رئيس وزراء يعينه عرفات ويفشل في تحقيق أي تقدم ويستقيل ليحل مكانه أحمد قريع.

- 2004: ضغوطات من حركة فتح، لإجراء إصلاحات وتطهير السلطة من الفاسدين.

- 2004 تشرين الثاني/ نوفمبر: الإعلان عن وفاته في باريس. ويدفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله.