مقالات مختارة

الكويت وآل البيت

1300x600
لم يكن مشهد الإجراءات الأمنية المشددة على الحسينيات في الكويت خلال أيام عاشوراء أمرا مستغربا، بل إنه واجب الدولة تجاه أبنائها، فالدولة ممثلة بقائدها الحكيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد (حفظه الله ورعاه) تقف على المسافة نفسها من جميع أبناء الشعب وهذا الأمر ليس موجودا بالمصادفة، بل له تاريخ يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي عندما حاصرت جيوش الغزاة القصر الأحمر وعرضوا شروطهم المتمثل أحدها في طرد الشيعة من الكويت.

غير أن أمير الكويت آنذاك الشيخ سالم المبارك (رحمه الله) رفض هذا الشرط فوقعت معركة الجهراء ووقع الكثير من الشهداء منهم من المطوطح ومن ابوظهير والرويح وغيرهم من أبناء الكويت واندحر الغزاة بعد أن جاء المدد من العاصمة . وخلال الفترة الماضية أدت وزارة الداخلية (وهي إحدى مؤسسات الدولة) دورا حيويا مشرفا في استتباب الأمن ومحاسبة الجناة على الرغم من الاضطرابات الإقليمية المعقدة والتي يحاول أعداء الكويت إقحام هذا البلد فيها.

بيد أن الوعي الثقافي والأمني وبمشيئة الله حال دون ذلك وعليه فإن كيان الدولة هو الأساس في حياة المواطن الكويتي، فالطائفة لا تستطيع أن تقدم للمواطن كل شيء بما في ذلك الاستقرار الأمني والتعليم والعلاج والوظيفة المناسبة، ولن تستطيع القبيلة أو العائلة أو أي كيان آخر القيام بما تقوم به الدولة من مسؤوليات تجاه شعبها.

لذلك من العقل والمنطق أن نستفيد من الدروس المرعبة التي مازالت مستمرة في بعض الدول في المنطقة وما صاحبها من ضياع وتشتت لشعوبها، فالأولى أنه يجب علينا كبارا وصغارا المحافظة على الكويت وان تكون لها الأولوية في الولاء قبل الطائفة أو القبيلة أو العائلة، ومن لا يؤيد هذا التوجه فعليه أن يقارن بين طائفته أو قبيلته أو عائلته والطوائف والقبائل والعوائل الموجودة في الدول التي أنهكتها الاضطرابات الداخلية وهي غنية عن التعريف، ثم يتعرف على قيمة الكويت ومكانتها وأهميتها بالنسبة اليه.

وهنا أذكر بأهمية الولاء للوطن، وأنا أعلم والحمد لله أن أبناء الكويت كانوا ولايزالون على قلب رجل واحد والدليل على ذلك ما حدث من استنكار واسع من جميع أطياف الشعب الكويتي للاعتداء الإرهابي الآثم على مسجد الإمام الصادق.

(النبأ)