ملفات وتقارير

تصريحات مثيرة لموسكو بعد لقاء فيينا

تصريحات لافروف جاءت عقب لقائه وزراء خارجية أمريكا وتركيا والسعودية في فيينا ـ أ ف ب
في تصريحات بدت متناقضة مع الواقع، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت إن القوات الجوية الروسية في سوريا مستعدة لتقديم غطاء للجيش السوري الحر، المدعوم من الغرب والذي يقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لمواجهة تنظيم الدولة.

ولم تقف تصريحات لافروف المثيرة عند هذا الحد، بل إنه حث كل الأطراف في سوريا للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية، مشيرا إلى أن موسكو تأمل في إحراز تقدم سياسي في هذا البلد في مستقبل قريب.

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، في حديث لقناة "روسيا 1" التلفزيونية نشرته الخارجية الروسية، إن التطور الأخير للمباحثات "يعطينا الأمل في تحريك العملية السياسية في مستقبل قريب".

وأضاف: "بالتأكيد من الضروري التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية".
 
وقال لافروف في مقابلته مع "روسيا 1": "نحن مستعدون أيضا لدعم المعارضة الوطنية جوّا، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر".

وأضاف: "المهم بالنسبة لنا هو التواصل مع الأشخاص الذين يمثلونها ويمثلون مجموعات مسلحة تحارب الإرهاب".

ومصدر الغرابة في تصريحات لافروف هو ما أوردته وكالة "رويتزر" في تحليل أجرته على بيانات مقدمة من وزارة الدفاع الروسية، أن حوالي 80 بالمئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا نفذت في مناطق لا يسيطر عليها تنظيم الدولة، على عكس تأكيدات موسكو بأن هدفها هزيمة هذا التنظيم.

وهذا يثير تساؤلات جدية حول مدى صدقية تصريحات لافروف وجديتها، إذا أخذنا بالحسبان أن التحليل السابق يثبت أن غالبية الغارات الروسية أصابت مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى من معارضي بشار الأسد وبينها جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة، ومقاتلون تدعمهم واشنطن وحلفاؤها.

وإذا أضفنا إلى ما سبق إحصائية المرصد السوري قبل أيام التي وثقت مقتل 446 شخصا بينهم 151 مدنيا، جراء الغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا منذ نهاية الشهر الماضي، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد، فربما يمكن وضع تصريحات لافروف في أي سياق آخر، غير الحديث الجدي الذي تثبته المشاهدات على أرض الواقع.

ويأتي التصريح إثر الإعلان الجمعة عن اتفاق بين روسيا والأردن الذي انضم إلى التحالف المناهض لتنظيم الدولة بقيادة أمريكية "لتنسيق أنشطتهما التي منها أنشطة القوات الجوية في سوريا".

واتفق لافروف ونظيره الأمريكي الجمعة على درس الإمكانات الجديدة للتوصل إلى اتفاق سياسي لتسوية النزاع في سوريا.

تصريحات لافروف المثيرة تأتي بعد يوم واحد من لقاء جمعه بوزراء خارجية تركيا والسعودية والولايات المتحدة، في العاصمة النمساوية الجمعة.

وانتهى الاجتماع إلى الاتفاق على مواصلة المشاورات بشأن سوريا بين موسكو وواشنطن والرياض وأنقرة، مع احتمال إشراك إيران ومصر، رغم استمرار الخلاف والتباين بشأن مصير بشار الأسد.

ويأتي ذلك بعد أيام من زيارة مثيرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.