سياسة دولية

"روسيا اليوم" تتنبأ باجتماع بين الأسد وهولاند وميركل؟

بوتين استقبل حليفه الأسد في الكرملين - أرشيفية
لم تستبعد قناة "روسيا اليوم" في تقرير لها عقد اجتماع في وقت قريب يحضره رئيس النظام السوري بشار الأسد مع المستشارة الألمانية، إنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في إحدى غرف الكرملين برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن منطلق المخاوف الغربية من "الجماعات الإرهابية"، وخطر تمددها ووصولها إلى أبواب أوروبا، وترك أمريكا فراغا قياديا في الجهود في سوريا، ذهبت "روسيا اليوم" إلى احتمالية قمة رباعية تجمع الأسد بميركل وهولاند برعاية بوتين، معتبرة أن الاجتماع "ليس بدعة أو ضربا من الخيال". 

وعللت ذلك بالقول: "أوروبا وجدت في السلم الروسي العسكري طريقا للنزول عن بغلة رفض الأسد محاورا ورئيسا لسوريا، حتى لو اضطر منظروها إلى البحث عن تخريجات من قبيل (رئيس مؤقت)".
 
وذهبت بعيدا بالقول إنه "لا مفر من طاولة رباعية قد تصبح خماسية أو سداسية في حال انضم إليها قادة أوروبيون أو من دول المنطقة. مثل تركيا على سبيل المثال، أو حتى دول من الصعب تصور أنها ستجلس إلى طاولة واحدة مع الأسد في الوقت الراهن".

وقالت إن محللين مرموقين لم تسمهم يعتقدون بعقد مثل هكذا اجتماع قريبا، ويتفق غالبيتهم على أن زيارة الأسد الخاطفة وغير المعلنة إلى موسكو، الثلاثاء، 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تحمل طابعا بروتوكوليا، أكثر من أهميتها العملية. 

ولاحظت القناة الروسية أن الأسد -كما يظهر من شريط الفيديو الذي تم عرضه- لم يصطحب معه وفدا كبيرا في زيارته إلى روسيا. ولم يناقش تفاصيل العمليات العسكرية التي تتم في بلاده على يد الأجهزة الروسية وقوات نظامه.

وبحسب "روسيا اليوم"، يبدو من الشريط الذي وزعته الدائرة الإعلامية للكرملين فجر الأربعاء، أن الأسد شدد على عبارات الامتنان للدعم الروسي "الذي قلب الطاولة في المنطقة"، تماما كما توقع في آخر زيارة قام بها وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، حين تحدث عن "احتمال" طلب العون العسكري من روسيا.

ووفقا للمحللين الذين نقلت عنهم القناة، فقد "بات القادة الأوروبيون يتحدثون ولو بميوعة عن قبولهم بدور مؤقت للأسد في سوريا الانتقالية".  

وهم يرون بأن أوروبا التي لم تُبْد اعتراضا قويا على التدخل العسكري الروسي في سوريا، تأمل في أن يحقق الروس ما لم يحاول الأمريكيون إنجازه، وتحديدا القضاء على الجماعات التي توصف بـ"الإرهاب"، والانتقال منها إلى العراق.

وأشاروا إلى أن الأوروبيين مضطرون للقبول بالدور الروسي العسكري والسياسي؛ خوفا من تمدد "دولة الخلافة"، ووصولها إلى أسوار أوروبا، مشرعة الأبواب.

يذكر أن الرئيس الروسي أطلع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في اتصال هاتفي على تفاصيل مجريات الزيارة التي قام بها الأسد إلى موسكو، الثلاثاء.

يشار إلى أن الزيارة التي قام بها الأسد، الثلاثاء، إلى روسيا لمقابلة الرئيس الروسي تعدّ أول زيارة يقوم بها رئيس النظام السوري للخارج منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011؛ حيث أعرب الأسد لبوتين، خلال هذه الزيارة، عن بالغ امتنانه للمساعدة التي تقدمها روسيا لسوريا، وقال: "نشكر مشاركتكم الأخيرة وإعلانكم عن جبهة من أجل مكافحة الإرهاب".

الجدير بالذكر أن روسيا تقود غارات جوية في سوريا دعما لحليفها الأسد، وتقول موسكو إنها تستهدف تنظيم الدولة، في حين تشدد المعارضة السورية ودول غربية على أن الغارات الروسية تستهدف جماعات المعارضة المسلحة والمدنيين.