صحافة دولية

لاكسبرس: سوريا.. الدعاية "المضحكة" للسفراء الروس

سوريا - روسيا - عربي21
نشر موقع "لاكسبرس" الإخباري الفرنسي تقريرا؛ تحدث فيه عن الحرب الإعلامية التي تعتمدها روسيا في مواجهة الغرب، خاصة من خلال حسابات سفرائها على تويتر، حيث تعتمد أسلوبا ساخرا لاذعا لانتقاد ما لا يروقها من السياسات الأوروبية، ما يجابه غالبا، بردود فعل من النوع ذاته.

ويقول التقرير إن الدعاية الإعلامية الروسية تتخطى كل الحدود، وهو ما تجلى من خلال المنشورات لتبرير الضربات الجوية في سوريا، والتي تستهدف معارضي نظام بشار الأسد.

وخص الموقع بالذكر، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، التعليقات الساخرة للسفير الروسي في الإمارات العربية المتحدة، ألكسندر إيفيموف، على تويتر، بخصوص الملف السوري، والدعم الأوروبي لبعض المجموعات.

ففي الوقت الذي كانت القوات الجوية الروسية تقصف الأراضي السورية صباح الإثنين، نشر إيفيموف صورة تحت عنوان "لغز اليوم"، وتقضي اللعبة بقص قاذفة صواريخ، ووضعها "بيد إحدى الجماعات المقاتلة بسوريا"، أي قم بتسليح الجماعة المعارضة الأنسب.

وقال الموقع إن المثير للجدل هنا، هو وضع الجيش السوري الحر، المدعوم من الغرب، ضمن القائمة ذاتها، التي ضمت جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية، وأنصار الشريعة، وغيرها من التنظيمات. كما أشار إلى التفاعل الواسع التي حظيت به التغريدات من قبل مستخدمي الانترنت، بين مندد ومعجب.

ولفت الموقع إلى أن هذه الاستراتيجية الإعلامية، التي تعتمد على التواصل باستخدام فضاء الانترنت، ليست بالجديدة، حيث إن السفارة الروسية لم تتوان عن استخدامها مرات عدة، سواء في توجيه عبارات الشكر، مثلما فعلت مع الإمارات العربية المتحدة، أو السخرية، كما كان الأمر مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

من جهته، تولى أحد صحفيي "بي بي سي" الرد، عبر التهكم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتتطور المسألة إلى سجال بين الطرفين عبر تويتر.

وذكر لاكسبراس أن مناوشات أخرى من هذا القبيل حدثت بين روسيا وكندا في آب/ أغسطس 2014، حين كانت الأزمة الأكرانية على أشدها، حيث بادر المسؤول عن حساب تويتر الخاص بكندا في حلف شمال الأطلسي، بالتهكم على الجيش الروسي، عبر نشر خريطة "لمساعدة الجنود الروس الذين ضلوا الطريق، ووجدوا أنفسهم في أوكرانيا على طريق الخطأ".

ولفت إلى أن الرد الروسي كان لاذعا، إذ نشرت البعثة الروسية لدى الحلف بدورها خريطة أخرى، تبرز ضم روسيا لجزيرة القرم "لمساعدة الكنديين على تحديث معلوماتهم الجغرافية، وإلحاقهم بالركب المعاصر".

وقال الموقع إنه بعد بضعة أشهر من هذه الحادثة، سخر السفير الروسي في كندا ألكسندر داركاييف، من تنصيب الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي حاكما لإقليم أوديسا، جنوب أوكرانيا، حيث قال السفير عبر حسابه على تويتر: "بعد تنصيب ساكاشفيلي حاكما لأوديسا، فإنه من الأنسب تنصيب بيرني مادوف -المحتال الأمريكي المعروف- كوزير للمالية" مضيفا تعبير "لول" الدالة على السخرية.

وحذر الموقع من الاستخفاف بهذه الاستراتيجية الإعلامية والدعائية التي تتبناها موسكو، حيث قال إنها تتجاوز المزاح. وقد نقل في هذا السياق ما كشفته ليودميلا سافتشوك في شباط/ فبراير الماضي ، بعد أن انضمت للفريق الإعلامي للكرملين؛ من وجود "جيش من المتصيدين"، يجوبون الأنترنت كلفهم النظام الروسي بالسهر على تحسين صورة فلاديمير بوتين على الأنترنت.

وأضاف موقع لاكسبراس أن "جنود الأنترنت" يتخفون وراء حسابات مزيفة على تويتر وفيسبوك، ومهمتهم تفنيد الإشاعات، والدفاع على صورة روسيا في المنتديات والحوارات، بوسائل الإعلام الغربية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

غير أن الموقع يرى بأن هذه الحرب الدعائية لا تدار على الأنترنت فحسب، بل على شاشة التلفزيون أيضا، عبر قناة "روسيا اليوم"، التي أطلقها بوتين في 10 كانون الثاني/ ديسمبر 2005، وتبث اليوم بثماني لغات مختلفة، في انتظار اللغة التاسعة قريبا، بعد أن أعلنت الثلاثاء الماضي عن قرب افتتاح مكتب لها في فرنسا.

وقال إن هذه القناة تشارك موقع "سبوتنيك نيوز"، الذي أطلق في فرنسا مطلع هذه السنة، ويهدف إلى إيصال "الرأي البديل" حول القضايا الدولية، وطرح رؤية "غير منحازة" حول روسيا، كما يقول. كما أشار الموقع إلى "جيش المتعقبين"، الذي يسهر "جنوده" على نشر تعليقات تحيل على الموقع الرسمي لقناة روسيا اليوم.

ولاكسبراس رجح أن يكون الخط التحريري للقناة، أقل "عدوانية" من "روسيا24"، التي بثت يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر، نشرة جوية؛ وصفت فيها الطقس في سوريا بأنه "مثالي" لتحليق الطيران.

وحذر الموقع الفرنسي من أن هذا الخط التحريري سيكون أكثر خطورة من قناة "رن تي في"، التي أقدمت في أيلول/ سبتمبر الماضي، على نشر صورة مزيفة تظهر السفير الأمريكي في موسكو، جون تيفت، في إحدى المظاهرات التي تقودها المعارضة الروسية، قبل أن تبادر القناة بلاعتذار.

وختاما، أشار الموقع إلى الدعاية المضادة التي قامت بها السفارة الأمريكية في موسكو على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قامت بنشر صور مركبة لسفيرها على سطح القمر أو بصدد مشاهدة مباراة هوكي.